«مجزرة الدقيق» بغزة.. إدانات دولية ومطالبات بالتحقيق
إدانات دولية تتوالى للمجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق فلسطينيين كانوا ينتظرون توزيع مساعدات شمالي قطاع غزة.
"مجزرة الدقيق" خلفت نحو 110 قتلى و760 مصابا بحسب وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حماس.
من جانبها، نددت فرنسا بـ"إطلاق النار الإسرائيلي غير المبرر" على الفلسطينيين أثناء توزيع مساعدات.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فجر الجمعة عن "أشدّ إدانة" لمقتل عشرات الفلسطينيين خلال توزيع مساعدات إنسانية في شمال قطاع غزة، مطالباً بجلاء "حقيقة" ما جرى وتحقيق "العدالة" للضحايا.
وقال ماكرون في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا): "سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة حيث استُهدف مدنيون من قبل جنود إسرائيليين. أعرب عن إدانتي الأشدّ لعمليات إطلاق النار هذه وأطالب بالحقيقة والعدالة واحترام القانون الدولي".
وأضاف "الوضع في غزة مروّع. ينبغي حماية جميع السكّان المدنيين. ينبغي تنفيذ وقف إطلاق نار في الحال للسماح بتوزيع المساعدات الإنسانية".
وعلى صعيد متصل، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن "إطلاق عسكريين إسرائيليين النار على مدنيين يحاولون الوصول إلى الغذاء أمر غير مبرر"، مشيرة إلى أن "هذا الحدث المأساوي يأتي في وقت يشكل فيه الوضع الإنساني في غزة حالة طوارئ مطلقة" مع "أعداد متزايدة لا تحتمل من المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع والمرض".
وأضافت "ننتظر تسليط الضوء بالكامل على الأفعال المذكورة، وهي خطيرة للغاية"، مشددة على أنه "من مسؤولية إسرائيل الالتزام بقواعد القانون الدولي وحماية توزيع المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين".
من جانبه، ندد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس بـ"المجزرة الجديدة.. غير المقبولة على الإطلاق".
وقال بوريل عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا): "أشعر بالهلع من التقارير عن مذبحة أخرى بين المدنيين في غزة الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية"، مضيفا أن سقوط القتلى "غير مقبول على الإطلاق".
وأضاف بوريل أن "حرمان الناس من المساعدات الإنسانية يشكل انتهاكا خطيرا" للقانون الإنساني الدولي، ويجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق".
من جهته، أدان أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة المجزرة، وقال إن "مقتل أكثر من 100 من طالبي المساعدات الإنسانية في غزة سيتطلب تحقيقا مستقلا فعالا".
وأضاف "أنا مصدوم" من أحدث تطورات الحرب مع إسرائيل التي تقول سلطات فلسطينية إن أكثر من 30 ألف مدني قتلوا فيها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وردا على أسئلة بشأن فشل قرار لمجلس الأمن مؤخرا كان يسعى إلى وقف إطلاق النار، قال غوتيريش إن تفاقم الانقسامات الجيوسياسية "حول حق النقض "الفيتو" إلى أداة فعالة لشل عمل مجلس الأمن".
وأضاف "لدي قناعة تامة بأننا في حاجة إلى وقف إنساني لإطلاق النار ونحتاج إلى إطلاق سراح الرهائن بشكل فوري وغير مشروط وأنه ينبغي أن يكون لدينا مجلس أمن قادر على تحقيق هذه الأهداف".
بدوره، طالب السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة عقب "مجزرة الدقيق".
وقال رياض منصور للصحفيين إن "هذه المجزرة الوحشية دليل على أنه ما دام مجلس الأمن مشلولا ويتم فرض الفيتو، فإن الفلسطينيين يدفعون حياتهم ثمنا".
ويأتي ذلك بعدما استعملت الولايات المتحدة حق النقض الأسبوع الماضي للمرة الثالثة، لعرقلة مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.