«خلطوا المساعدات بدمائنا».. سكان غزة يئنون تحت ثقل «مجزرة الدقيق»
لم يكن آلاف الفلسطينيين الجياع ممن توجهوا إلى نقطة توزيع المساعدات في مدينة غزة ليتخيلوا أنهم سيلقون مصيرًا مشؤومًا جراء نيران إسرائيل.
سقط المئات منهم بين قتيل وجريح، في مشهد حزين لحشود كانت تنتظر الحصول على ما يسد رمقها قبل أن يحول الرصاص أجساد العشرات منهم إلى جثث متناثرة.
وقال شاب مصاب كان مُمددًا في أحد ممرات مستشفى كمال عدوان المكتظ بالجرحى والمواطنين: "كنا عند شارع الرشيد، فجأة دخلت الدبابات مع شاحنات المساعدات".
وأضاف: "حصلت فوضى وكان هناك حشد كبير، الاحتلال أطلق النار علينا، هناك الكثير من الإصابات.. الناس جوعى، تريد أن تأكل".
ووصلت إلى المستشفى امرأة لتفقد أقاربها، قائلة بصوت مرتجف: "خرج أولاد أخي لإحضار الطحين"، مضيفة أن إسرائيل "أطلقت عليهم النار".
"ارحمونا"
وتابعت مستغيثة: "نحن في حصار، ارحمونا، نحن على أبواب شهر رمضان".
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس عن سقوط 104 قتلى و760 جريحا في "مجزرة شارع الرشيد" في أثناء محاولتهم الحصول على الطعام من شاحنات انتظروها طويلًا ووصلت أخيرًا محملة بالدقيق عند مفترق النابلسي غرب مدينة غزة.
وأكدت مصادر إسرائيلية لوكالة «فرانس برس»، "أن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار على حشود في قطاع غزة اقتربوا من شاحنات مساعدات إنسانية بعدما شعروا بتهديد".
وقالت المصادر إن العديد من الأشخاص "اقتربوا من القوات التي تعمل على تأمين الشاحنات، بطريقة شكلت تهديدا لها فردت بالذخيرة الحية".
لكنّ متحدثا باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إن عددا من القتلى قضوا سحقا بعجلات الشاحنات.
وقال المتحدث آفي هايمان: "تجمع حول الشاحنات أشخاص حاولوا النهب، واقتحم السائقون الحشود ما أدى في النهاية إلى مقتل عشرات الأشخاص".
وتدخل غالبية المساعدات إلى القطاع برّا عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، بعد أن تخضعها إسرائيل للتفتيش.
وخارج مستشفى كمال عدوان، تحلقت أربع نساء حول جثمان رجل ملتحٍ ملفوف بكفن أبيض وهن يبكين، فيما اصطف رجال للصلاة على جثمان آخر.
وفي شارع الرشيد رصد مراسل «فرانس برس»، عربة يجرها حمار وهي تحمل جثمانين.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة: "لا زالت الطواقم الطبية تتعامل مع عدد من الحالات الخطيرة بإمكانيات محدودة".
"مخلوطة بالدماء"
وقال شاهد عيان إن الحادث وقع عند دوار النابلسي في غرب مدينة غزة لدى "اندفاع" العديد من الفلسطينيين سعيا للحصول على المساعدات الشحيحة التي تصل إلى منطقتهم منذ بدء الحرب.
وأضاف لوكالة فرانس برس: "اقتربت الشاحنات من بعض دبابات الجيش (الإسرائيلي) التي كانت في المنطقة واندفعت الحشود نحو الشاحنات".
وتابع الشاهد الذي طلب عدم ذكر اسمه: "أطلق الجنود النار على الحشود عندما اقترب الناس من الدبابات".
وأظهرت لقطات جوية وزعها الجيش الإسرائيلي أعدادًا كبيرة من المواطنين يقتربون من الشاحنات التي كانت تسير في قافلة.
وقال مصاب كان يعالج في مستشفى كمال عدوان أيضا: "نمنا طوال الليل في شارع الرشيد حتى نوفر لأولادنا لقمة العيش".
وأضاف: "هم كذابون، قالوا أحضرنا مساعدات، المساعدات خلطوها بدمائنا".
aXA6IDMuMTI5LjI0Ny4yNTAg جزيرة ام اند امز