مرحلة جديدة من حرب غزة.. هل تخلت إسرائيل عن تدمير «حماس»؟
عقب عملية طوفان الأقصى، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير حماس، إلا أنه بعد 3 أشهر من الحرب، باتت الدولة العبرية على أعتاب مرحلة جديدة، بعد «تعثر» تحقيق الهدف الأبرز.
مرحلة قال عنها يوهانان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي وعضو الكنيست السابق عن حزب كاديما، في تصريحات لـ«سي إن إن»، إن «تعريف النجاح لن يكون القبض على جميع نشطاء حماس أو قتلهم، لكن ضمان عدم قدرة حماس على حكم غزة بشكل فعال».
وتقول شبكة «سي إن إن» إنه رغم تأكيد نتنياهو مجددا على أن القضاء على حماس هو هدفه للصراع، إلا أنه يبقى من غير الواضح ما إذا كان تدمير الحركة على رأس أولويات قيادة الجيش الإسرائيلي.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن «نفوذ حماس يمتد إلى ما هو أبعد من غزة، مما يجعل هزيمتها الكاملة طموحًا كبيرًا بالنسبة لإسرائيل، هذا إذا كان من الممكن تحقيقها».
هدف مستحيل
بدوره، قال الزميل المشارك في تشاتام هاوس بلال صعب، في تصريحات لـ«سي إن إن»، إن هدف تدمير حماس الذي اعتبره الكثير من المحللين «مستحيلا»، «لا يمكن إكماله، لقد رأيناه يفشل على مر السنين عدة مرات».
وأوضح، أن الحملات العسكرية التي سعت إلى القضاء على حركات عسكرية متجذرة سياسيا لم تكن ناجحة بشكل جيد.
وأضاف أن «قيادة الجيش الإسرائيلي تدرك جيدًا أن أقصى ما يمكنها فعله هو إضعاف القدرات العسكرية لحماس»، مشيرًا إلى أن القيادة الإسرائيلية في «سباق مع الزمن، وسط أسئلة حول ثمن النجاح التكتيكي، وكم من الوقت أمام الإسرائيليين لتحقيقه دون التعرض لغضب دولي أكبر؟».
وضع يبدو أن القيادة الإسرائيلية بدأت تقتنع به؛ فوسائل إعلام إسرائيلية قالت إن رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، أهارون حاليفا، لم يتطرق إلى مسألة تدمير حماس عندما ذكر الأهداف العسكرية في خطابه الخميس الماضي.
وفي اليوم نفسه، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن خطط للمرحلة التالية من الحرب، مشددًا على نهج قتالي جديد شمال غزة وعلى التركيز المستمر على استهداف قادة حماس المشتبه في وجودهم جنوب القطاع.
وإذا كان الهدف الأكثر واقعية لإسرائيل هو تقليص قدرات حماس، فإن العديد من المحللين يقولون إنه جرى إحراز تقدم ملموس في الأشهر الثلاثة الماضية.
واعتبرت «سي إن إن»، أن إسرائيل حققت بعض النجاحات في محاولات إضعاف حماس، مع زعم تل أبيب أن قواتها قتلت الآلاف من عناصر الحركة الفلسطينية، بمن فيهم أعضاء رفيعو المستوى، وأن جيشها «فكك بعض أجزاء من شبكة الأنفاق الواسعة التابعة للحركة».
تحديات قائمة
إلا أنه مع ذلك تظل التحديات قائمة والنهاية بعيدة في ظل عدم وجود موعد لانتهاء الحرب وسط تحذيرات المسؤولين الإسرائيليين من حرب طويلة قد تمتد حتى نهاية عام 2024 وما بعده، ما يثير ذعر المجتمع الدولي إزاء الأزمة الإنسانية غير العادية في غزة، بحسب الشبكة الأمريكية.
ويظل الهدف الأكبر المتمثل في العثور على أهم قادة حماس في غزة وقتلهم بعيد المنال -حتى الآن- بالنسبة لإسرائيل، بحسب صعب الذي قال: «هذا هو المكان الذي يكون فيه الذكاء هو الملك».
وأضاف أنه «في منظمات مثل حماس يكون من السهل أن يحل أشخاص محل القادة» معربا عن اعتقاده أنه لا يوجد شخص لا يمكن استبداله في حماس. لكنه أشار إلى أن «تصفية الرؤساء الرمزيين للحركة قد يكون لها تأثير متدرج خاصة مع الأشخاص الذين لديهم مسؤوليات عسكرية».
ومن غير المرجح أن تمنح المرحلة الجديدة من الحرب الإغاثة للفلسطينيين المحاصرين في غزة، مع تصاعد الأزمة الإنسانية إلى مستويات غير عادية.
وتظل استعادة 107 أسرى تحتجزهم حماس هدفا في المرحلة الجديدة من الحرب، لكن الفشل في تحقيقه سيؤدي إلى تكثيف الضغوط السياسية على نتنياهو الذي تراجعت شعبيته منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
aXA6IDMuMTQ2LjIwNi4yNDYg جزيرة ام اند امز