هل تتوسّع رقعة الحرب بين إسرائيل وحماس؟
تتزايد المخاوف من توسّع رقعة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة عبر المنطقة، بعد هجومين في لبنان والعراق وتفجيرين بإيران.
لكن خبراء يعتقدون أنه من غير المرجح نشوب صراع أوسع في الوقت الحالي.
ماذا حصل؟
بعد قرابة ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس تصاعدت التوترات في المنطقة، خاصة بعد اتهام إسرائيل بأنها كانت وراء غارة جوية أسفرت عن مقتل القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري (57 عاما) في معقل حزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء.
لكنّ إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن اغتيال العاروري، أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، غير أنها اتهمته بتدبير العديد من الهجمات.
بدورها حمّلت إيران، الداعمة لحماس وحزب الله، إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية انفجارين أسفرا الأربعاء عن مقتل 84 شخصا على الأقل في ذكرى مقتل قاسم سليماني قبل أربع سنوات بغارة أمريكية في العراق.
ومساء الأربعاء، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن "الولايات المتحدة ليست ضالعة في أي حال من الأحوال (في التفجيرين)، وأي قول يعاكس ذلك هو أمر سخيف".
في غضون ذلك، حمّل العراق والحشد الشعبي الولايات المتحدة مسؤولية "قصف أمريكي" أدى إلى مقتل أحد القادة العسكريين بالفصيل، في بغداد الخميس.
وأودى هجوم حركة حماس المباغت على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بنحو 1140 شخصا معظمهم مدنيّون، وفق حصيلة لـ«فرانس برس» تستند إلى بيانات رسميّة.
كما أخذ نحو 250 شخصا رهائن، لا يزال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، بحسب أرقام الجيش الإسرائيلي.
وترد إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف عنيف يترافق مع هجوم بري، ما أدى إلى مقتل 22438 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
حرب مع لبنان؟
صالح العاروري هو أبرز شخصية في حماس تقتل منذ اندلاع حرب غزة.
وإذا كانت إسرائيل وراء الهجوم فسيكون ذلك أول هجوم من نوعه في بيروت منذ الحرب التي استمرت شهرا بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، والتي دُمّرت خلالها مساحات شاسعة من جنوب لبنان وأودت بحياة 1200 لبناني معظمهم مدنيون و160 إسرائيليا معظمهم جنود.
ويعاني لبنان أزمة اقتصادية خانقة، فيما أدى الجمود السياسي إلى توقف المساعدات الدولية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، بعد مقتل العاروري، إن قواته "في حال تأهب (..) دفاعا وهجوما، نحن على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات".
من جهته، قال مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مارك ريغيف إن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الاغتيال، مؤكدا في الوقت نفسه أن ذلك لم يكن "هجوما على الدولة اللبنانية" أو حزب الله.
ومساء الأربعاء، حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إسرائيل من شنّ حرب على لبنان، مؤكدا أن قتال الحزب حينها سيكون "بلا ضوابط"، مضيفا أنه "اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته"، مشددا على أنه "لن يمر من دون رد وعقاب".
وقال كريم البيطار، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف في بيروت، إن الهجوم "مثير للقلق".
وأوضح البيطار لوكالة «فرانس برس» أنه "حتى لو لم تكن إيران أو حزب الله أو إسرائيل تريد حربا مفتوحة فإن الحسابات الخاطئة وعمليات انتقامية غير مدروسة جيدا قد تؤدي إلى تفجير الوضع".
من جهتها، قالت الأستاذة في جامعة كارديف البريطانية والخبيرة في شؤون حزب الله أمل سعد "سيكون على حزب الله الرد بطريقة.. تحذر إسرائيل من عدم تكرار ذلك".
ومستدركة "لكن حزب الله لا يستطيع الرد بطريقة لا تترك لإسرائيل من خيار سوى شن حرب شاملة"، مشيرة إلى أنه سيتعين على حزب الله أيضا تعزيز الأمن لمسؤولي حماس الآخرين الموجودين في بيروت.
وقالت مهى يحيى من مركز كارنيغي للشرق الأوسط: "لا أعتقد أن حزب الله ستكون لديه رغبة في جر لبنان إلى نزاع كبير في هذه اللحظة والتوقيت بالتحديد نظرا للوضع الإقليمي".
صراع إقليمي؟
من جانبه، قال فابريس بالانش، مدير البحوث في جامعة ليون، إنه من غير المحتمل اندلاع حرب إقليمية.
وأضاف لوكالة فرانس برس: "الإيرانيون لا يريدون مواجهة مع إسرائيل، وكذلك حزب الله، لأنهم يعرفون أنهم سيكونون في موقف دفاعي"، موضحا "إذا تعرضت إسرائيل لهجوم صاروخي فإن الأمريكيين سيردّون".
وبدلا من ذلك، من المرجح أن تكتفي إيران بالرد من خلال مواصلة عرقلة التجارة البحرية في البحر الأحمر، وفقا لبالانش.
وشنّت مليشيات الحرثي أكثر من 20 هجوما على سفن تجارية حول المضيق الجنوبي للبحر الأحمر عند باب المندب ما أدى إلى عرقلة الشحن في ممر مائي يمر عبره 12% من التجارة العالمية.
وقال بالانش "يجب على الإيرانيين الرد، لكن ليس بشكل مباشر.. إغلاق باب المندب مكلف جدا" للذين يستخدمون هذا الطريق الاستراتيجي.
aXA6IDMuMTQ1Ljk3LjIzNSA= جزيرة ام اند امز