تهديد إسرائيل باغتيال العاروري.. رسائل مبطنة في بريد "حماس"
هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا باغتيال القيادي في "حماس" صالح العاروري وهو ما أثار تساؤلات عما وراء التهديد.
ولكن التلويح باغتيال العاروري، الذي تعتقد إسرائيل أنه يوجد حاليا في لبنان وتتهمه بالمسؤولية عن الهجمات الأخيرة في الضفة الغربية، قد يكون رسالة لقادة آخرين في "حماس" بأنهم باتوا في مرمى النيران الإسرائيلية.
ومع تصاعد الهجمات الفلسطينية في الضفة الغربية، التي أدت إلى مقتل 34 إسرائيليا منذ بداية العام الجاري، تصاعدت الدعوات في إسرائيل للتحرك ضد "حماس" التي تتهم بالمسؤولية عن غالبية العمليات التي أدت إلى مقتل إسرائيليين.
والتقديرات في إسرائيل هي أن "حماس" المعنية بالهدوء في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه، معنية بتفجير الأوضاع في الضفة الغربية حيث السيطرة للسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس وأيضا في القدس الشرقية.
وقال نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية، اليوم الأحد: "سمعت كلام المسؤول الكبير في حماس العاروري من مخبئه في لبنان. وهو يعرف جيدًا سبب اختبائه هو وأصدقاؤه".
وأضاف: "تدرك حماس وغيرها من فروع إيران جيدًا أننا سنحارب بكل الوسائل محاولاتهم لخلق الإرهاب ضدنا - في الضفة الغربية وغزة وفي أي مكان آخر. كل من يحاول إيذاءنا، من يمول، من ينظم، من يرسل الإرهاب ضد إسرائيل سيدفع الثمن كاملا" على حد قوله.
وهذا هو أول تهديد علني من قبل نتنياهو، منذ فترة طويلة، ضد قيادي في "حماس" بالاسم.
وجاء التهديد في ذروة دعوات في اليمين الإسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية ضد "حماس" في قطاع غزة.
رد "حماس"
من جانبها شددت حركة حماس اليوم الأحد على أن تهديدات نتنياهو باغتيال نائب رئيس مكتبها السياسي "لم ولن تنجح في إضعاف المقاومة" على حد قولها.
"حماس" قالت في بيان لها ردا على التهديد الإسرائيلي باغتيال العاروري إن "أي مساس بقيادة المقاومة سيواجه بقوة وحزم..".
وقال الخبير الإسرائيلي في القناة (14) الإسرائيلية باروخ ياديد لـ"العين الإخبارية": "منذ فترة، وجه العديد من المسؤولين الإسرائيليين السابقين والحاليين أصابع الاتهام إلى العاروري بصفته الشخص المسؤول عن تصاعد العمليات في الضفة الغربية وهناك دعوات واضحة لاغتياله".
ورأى أن "التقديرات في إسرائيل هي أن العاروري هو المسؤول عن توجيه العمليات في الضفة الغربية من خلال ما يسمى مكتب الضفة الغربية الموجود في قطاع غزة وإن هذا المكتب يأتمر بقرارات العاروري".
وأشار ياديد إلى أنه" في الاجتماع الأخير للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) الأسبوع الماضي تقرر استهداف -ليس فقط من ينفذ العمليات- وإنما أيضا من يصدر الأوامر ويرسل المنفذين، وعلى ذلك فقد وردت معلومات بأن عددا من القادة في غزة أخلوا مقارهم خشبة اغتيالهم".
تحت الرصد
واستدرك: "المعلومات تشير إلى أن العاروري موجود في الضاحية الجنوبية في لبنان، وباعتقادي فإن إسرائيل لن تلجأ إلى اغتياله هناك، أما إذا كان السؤال أين، فأعتقد أنه تحت مرصاد الأمن الإسرائيلي الذي بدوره سيحدد متى وكيف".
ياديد تابع يقول: "هناك أيضا سؤال عن التداعيات في حال تم تنفيذ الاغتيال في لبنان، كيف سترد "حماس" من غزة وفي الضفة الغربية.
وعاد الخبير الإسرائيلي لسوابق تاريخية قائلا إنه "بعد اغتيال عماد مغنية لم يكن هناك رد من حزب الله، ولم يكن هناك أي رد من إيران على اغتيال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرب الثوري الإيراني، والاعتقاد هو أن ذلك ناجم عن رغبة طهران في تجهيز حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، استعدادا لأي تحرك إسرائيلي-أمريكي ضد البرنامج النووي الإيراني".
وأردف: "مع ذلك فقد سمعنا تهديدات من قادة كبار في حماس، بالرد القوي في حال أقدمت إسرائيل على اغتيال العاروري وهي تهديدات تؤخذ في إسرائيل على محمل الجد، ولذلك هناك سؤال عن التداعيات".
هجمات لا حرب
واستبعد ياديد أن تبادر إسرائيل إلى عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، ولكنه لم يستبعد أن تنفذ اغتيالات محددة ضد قادة في "حماس" في غزة في حال توفرِ معلومات استخبارية دقيقة.
وتوقع الخبير الإسرائيلي حدوث هجمات محددة لا تؤدي إلى حرب، وعلينا أن نذكر أن العاروري ليس في غزة وكذلك زعيم "حماس" إسماعيل هنية، ولكن قد تلجأ إسرائيل الى اغتيال واحد أو أكثر من القادة الكبار في الجهاز العسكري لحركة "حماس" في غزة في حال توفر معلومات استخبارية على غرار ما فعلت مؤخرا ضد الجهاد الإسلامي".
وفي سياق متصل، استبعد ياديد أيضا، أن تأخذ إسرائيل بالدعوات الصادرة في إسرائيل لسحب تصاريح العمال من غزة في إسرائيل، قائلا:: "السؤال الذي يطرح الآن هو هل ستجري عملية التصفية في غزة أو لبنان والمؤكد أن الهدف هو كبار القادة في "حماس" حسب الظروف وتوفر المعلومات الاستخبارية مع الأخذ بعين الاعتبار التداعيات وردود الفعل".