إسرائيل ترد على مقترح «حماس».. كواليس الخلاف وممر ضيق لـ«الهدنة»
وسط مؤشرات على تقدم مشوب بالحذر، قدمت إسرائيل بشكل رسمي، ردها على المقترح الذي قدمته حركة "حماس" للتوصل لاتفاق تبادل ووقف إطلاق نار.
وعاد الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس "الموساد"، ديفيد بارنياع، إلى تل أبيب من قطر، اليوم، تاركا خلفه وفدا من المفاوضين لبحث التفاصيل.
وكشفت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، النقاب، عن أن بعض التقدم تم إحرازه في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس"، الجارية بوساطة مصرية وقطرية.
وقالت "قدمت إسرائيل أمس، رسمياً عرضاً مضاداً لإجابة حماس، وهذه الخطوة التي تشير إلى بعض التقدم، قام بها أمس في قطر الفريق المهني الإسرائيلي المفاوض بقيادة رئيس جهاز الموساد ديفيد بارنياع".
وأضافت "يتضمن الاقتراح الإسرائيلي المضاد إشارات إلى عدة معايير، بما في ذلك عودة السكان إلى شمال قطاع غزة ومسألة إطلاق سراح السجناء الأمنيين الفلسطينيين".
وذكرت أن المفاوضين في الدوحة يحاولون أولاً التوصل إلى تفاهم بشأن إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، مقابل 40 رهينة إسرائيليين.
الهيئة قالت أيضا، "يدور الحديث كذلك حول قرار يتعلق بعدد السجناء الأمنيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وكذلك ما يتعلق بمسألة هل للأطراف حق الاعتراض على هوية هؤلاء السجناء الفلسطينيين".
موضحة "وبعد ذلك فقط، سيناقش الطرفان القضايا المتعلقة بعودة السكان من جنوب إلى شمال قطاع غزة".
واستدركت "بحسب مسؤولين سياسيين إسرائيليين، فإن هذه مسألة أكثر تعقيدا، لأن من شأنها أن تحجب الإنجازات التي حققتها الحرب. وفي إسرائيل يتم الآن بحث الموضوع".
ونقلت عن مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات، أن "المحادثات تتقدم لكن من المتوقع أن تستمر عدة أسابيع، وربما تكون هناك جولات إضافية من المفاوضات".
غير أن أجواء التفاؤل لم تنعكس في تقرير القناة الإخبارية الـ12 الإسرائيلية.
ونقلت عن مصدر إسرائيلي رفيع، قوله "في غضون أيام قليلة سنعرف، بعد رد حماس على رد إسرائيل، ما إذا كانت الحركة مهتمة بصفقة أم أنها تتلكأ".
خلافات
وقالت القناة الإسرائيلية في تقرير تابعته "العين الإخبارية"، "على الرغم من التقييم القائل بأن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين أمر في متناول اليد، فإن الخلافات لا تزال قائمة".
وأضافت "يركز يحيى السنوار وحماس الآن على قضية شمال قطاع غزة وعودة السكان الذين تم إجلاؤهم من منازلهم، بدلا من إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين؛ الأمر الذي قد يحبط المفاوضات".
وتابعت "طالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأطراف المشاركة في المفاوضات بأن أي تقدم في الصفقة يتطلب موافقته، وأن أي فكرة تطرح في الغرفة يجب أن تمر من خلاله".
بدورها، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "على خلفية اجتماع مجلس الوزراء الحربي المقرر عقده مساء الثلاثاء، قدم رئيس الموساد بارنياع، الذي عاد إلى إسرائيل بعد يوم من المحادثات مع الوسطاء، تحديثا معمقا للمفاوضات، بينما بقي الموظفون الإسرائيليون في قطر لمواصلة العمل".
وقال الوزير بيني غانتس، عضو مجلس وزراء الحرب، اليوم، إن "دولة إسرائيل تتحمل مسؤولية تجاه مواطنيها.. يجب عدم كسر هذا التحالف، حتى بتكاليف مؤلمة، وإذا كانت هناك فرصة حقيقية لإعادتهم، فسوف ننفذها. لن نفوتها".
خلاف التبادل
الصحيفة قالت "أصبحت المفاوضات أولوية قصوى لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تتوسط بين الجانبين، حيث أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أنه سيزور السعودية ومصر هذا الأسبوع، على أمل دفع الجانبين للتوصل إلى اتفاق ووقف إطلاق النار، على الرغم من تصلب المواقف".
وأضافت "وصفت مصادر مطلعة على التفاصيل، المحادثات بأنها فرصة أخيرة لتأمين وقف إطلاق النار لمنع إسرائيل من غزو رفح، آخر معقل لحماس في قطاع غزة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "إحدى نقاط الخلاف هي أن حماس تريد أن تختار بنفسها السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة، الأمر الذي قد يجعل الصفقة مستحيلة بالنسبة لمجلس وزراء الحرب".
وقالت: "شدد الوزراء في ائتلاف نتنياهو موقفهم من خلال التهديد عدة مرات بمغادرة حكومة رئيس الوزراء، ومقاومة إطلاق سراح المعتقلين الذين تلطخت أيديهم بالدماء، حيث يأتي على رأس القائمة مروان البرغوثي، المسجون في إسرائيل منذ عام 2002 ويعتبره الفلسطينيون رمزا".
وكان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش هددا بمغادرة الحكومة إذا تم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين متهمين بقتل أو محاولة قتل إسرائيليين.
تصريحات نتنياهو
من جهته، قال نتنياهو للجنة الخارجية والأمن البرلمانية: "نخوض القتال منذ ما يزيد على خمسة أشهر، وهي فترة قياسية في تاريخ حروب إسرائيل، ما عدا حرب الاستقلال (1948)، نحن بطبيعة الحال نتعرض لضغط دولي متزايد نتصدى له من أجل استكمال تحقيق أهداف الحرب".
وأضاف "نحن عازمون على استكمال القضاء على حماس مما يتطلب القضاء على الكتائب المتبقية في رفح وبالطبع كتيبة ونصف كتيبة في مخيمات الوسطى. نحن عازمون على إنجاز هذا الأمر. ولدينا جدل أطرحه على الطاولة".
وتابع "لدينا جدل مع الأمريكيين بخصوص ضرورة الدخول إلى رفح. وليس بخصوص ضرورة القضاء على حماس، وإنما ضرورة الدخول إلى رفح، حيث لا نجد أي طريقة للقضاء على حماس عسكريًا دون تدمير هذه الكتائب المتبقية. نحن عازمون على القيام بذلك".
واستدرك "لكنني أوضحت للرئيس بايدن خلال حديثنا، بأوضح شكل ممكن.. أننا عازمون على استكمال القضاء على هذه الكتائب في رفح".