جهود مكثفة للوسطاء.. تفاصيل مفاوضات «الفرصة الأخيرة» بين إسرائيل و«حماس»

يعمل الوسطاء على بلورة مبادرة جديدة لوقف الحرب على غزة وسط تقديرات بتقديمها إلى إسرائيل وحماس في الأيام المقبلة.
وتقوم مصر وقطر بصياغة المبادرة بدعم من تركيا وباطلاع كامل من قبل الولايات المتحدة.
وتحفظت مصر وقطر وتركيا عن الحديث عن تفاصيل هذه المبادرة، التي قد تكون الأخيرة قبل إطلاق إسرائيل عملية احتلال مدينة غزة.
ولكن الحديث هو عن مبادرة شاملة لإطلاق الرهائن الإسرائيليين جميعهم مقابل وقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي.
وكان الحديث في الماضي عن اتفاقيات جزئية ومتدرجة، ولكن الحديث هذه المرة هو عن طي الملف بشكل كامل، وفق ما قاله مصدر فلسطيني لـ"العين الإخبارية".
ولاحظ المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن جميع الأطراف بما فيها إسرائيل وحماس والولايات المتحدة تقول إنها تريد اتفاقًا شاملًا.
ولكن المصدر استدرك أن ثمة فوارق كبيرة بين ما تريده إسرائيل والولايات المتحدة وبين ما تريده حركة "حماس".
وقال المصدر إن "الفجوات كبيرة جدًا وتستدعي الكثير من العمل من أجل الوصول إلى صيغة مقبولة على جميع الأطراف".
وأضاف أنه "ولكن العناوين معروفة، وهي إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء والأموات مقابل وقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية".
وتابع المصدر الفلسطيني قائلا إن: "هناك الكثير من التفاصيل التي يتوجب العمل عليها، ولذلك فإن صياغتها ستستغرق وقتًا".
تفاصيل المبادرة
وفي هذا الصدد قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه "طرح الوسطاء مبادرة جديدة على حماس تتضمن صفقة شاملة تشمل تحرير جميع المختطفين، الأحياء منهم والأموات، مقابل الإفراج عن سجناء أمنيين فلسطينيين ونزع سلاح حركة حماس".
وأضافت أنه "تشترط المبادرة على حماس الموافقة على خطة انسحاب جديدة للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، تحت إشراف مشترك عربي أمريكي، حتى يتم التوصل إلى حل دائم لقضية نزع السلاح وإدارة القطاع".
وأشارت إلى أنه "كجزء من الشروط الإسرائيلية، تلتزم حماس بتجميد نشاط جناحها العسكري ونزع سلاحه، مع ضمانات من الوسطاء الدوليين، ومن ضمنهم تركيا، وتُجرى في الوقت ذاته مفاوضات للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم".
وأوضحت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ألمح إلى أن إسرائيل لم تعد تسعى لصفقات جزئية، معلنًا عن تسريع جدول العمليات العسكرية للسيطرة على غزة بهدف إنهاء الحرب بسرعة.
ومن جهة ثانية، فقد أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أنه "في حين يرى فريق التفاوض والوسطاء أن الفجوات بين الطرفين يمكن تجاوزها، وصف نتنياهو شروط حماس بأنها بمثابة شروط استسلام، مما حال دون التوصل لاتفاق".
واعتبر أشار المحلل الأمني الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، رون بن يشاي، أن قرار الكابينت باحتلال مدينة غزة يهدف إلى الضغط المستمر على حماس للعودة إلى المفاوضات، والتوصل إلى صفقة شاملة لتحرير المختطفين ووقف إطلاق النار، مع إعلان واضح للشروط التي ستوقف الحرب وتحدد مستقبل القطاع.
وعلى صعيد آخر، فقد لفتت هيئة البث الإسرائيلية إلى أنه "تشير مصادر مطلعة على محادثات التفاوض إلى وجود خلافات في الرأي بين أعضاء الفريق المهني الإسرائيلي حول إمكانية إحراز تقدم في المرحلة الراهنة باتجاه اتفاق، حتى لو كان جزئيًا".
وقالت إنه "في الوقت نفسه، أفادت مصادر داخل حماس بعودة النقاشات داخل التنظيم حول إمكانية استئناف المحادثات من أجل صفقة جزئية، مع توقعات بأن الوسطاء سيزيدون الضغط على الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات خلال الأيام المقبلة".
وأضافت أنه "في هذا السياق، ستتواصل زيارة قصيرة لوفد حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة خلال الفترة المقبلة، لكنها ليست من أجل استئناف المفاوضات بشكل مباشر، بل تهدف إلى إصلاح الخلافات التي نشأت بين الحركة ومصر، عقب دعوة حماس إلى مظاهرات شعبية في مصر ضد إسرائيل، ما أغضب القاهرة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA=
جزيرة ام اند امز