عائلات الرهائن ونتنياهو.. لعبة «عض الأصابع» لإتمام «صفقة الفصح»
يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يطمئن عائلات الرهائن الإسرائيليين بجدية جهوده لإعادة أبنائهم ولكن غالبا ما يفشل.
وبمرور أكثر من 6 أشهر على الحرب على غزة أخفق الجيش الإسرائيلي في إعادة نحو 133 رهينة إسرائيلي يعتقد بأن العشرات منهم قتلوا فعلا في داخل غزة.
وما يزيد من مخاوف عائلات الرهائن هي الإعلانات المتتالية عن مقتل بعضهم جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، بالإضافة إلى تفاقم الإعلانات المتتالية عن فشل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس من مخاوف العائلات.
وتقول العائلات إنها تريد أن تستقبل أبناءئها أحياء وتعتقد أن الطريق الأمثل في هذه الظروف هو إبرام صفقة تبادل للرهائن مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ولكن نتنياهو يقول إن حماس ترفض كل العروض، وهو ما تشكك عائلات الرهائن في صحته، وتتهمه بعدم الجدية والاهتمام بمستقبله السياسي أكثر من الرهائن.
وغالبا ما يؤكد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش هذه المخاوف بإعلاناتهما المتكررة عن رفضهما إبرام صفقة تبادل، ويهددان بإسقاط الحكومة وهو ما ينصاع إليه نتنياهو رغم وعود المعارضة بمنحه شبكة أمان في حال التوصل إلى صفقة.
ومساء اليوم الإثنين احتفل اليهود بأول عيد فصح مع وجود عشرات الإسرائيليين الرهائن في غزة.
وتجد عائلات الرهائن تعاطفا كبيرا من قبل المواطنين الإسرائيليين ما دفع نتنياهو للرد.
وقال نتنياهو في رسالة الفصح: "بينما نجتمع حول طاولة عيد الفصح لإحياء ذكرى رحلتنا من العبودية إلى الحرية والاحتفال بها، فإن قلوبنا مثقلة بمحنة 133 إسرائيليا ما زالوا أسرى في أنفاق حماس".
وأضاف، "الليلة، نفكر في أولئك الذين لا يستطيعون الانضمام إلى عائلاتهم على طاولة عيد الفصح.. إن غيابهم يقوي تصميمنا ويذكرنا بإلحاح مهمتنا.. لن نرتاح حتى يتم إطلاق سراح الجميع".
واتهم نتنياهو حركة حماس برفض المقترحات الخاصة بصفقة إطلاق سراح الرهائن، ووعد "بزيادة الجهود العسكرية والدبلوماسية" لتأمين إطلاق سراح الرهائن.
وقال نتنياهو في إشارة إلى عملية عسكرية واسعة مرتقبة في رفح، جنوبي قطاع غزة بعد انتهاء عيد الفصح الأسبوع القادم: "لقد ظهرت مؤخراً قوة إسرائيل، الدفاعية والهجومية على حد سواء.. هناك المزيد في المستقبل.. سوف ننتصر".
غير أن رسالة نتنياهو لم تطمئن عائلات الرهائن ولا مؤيديها في إسرائيل.
وتجمع المئات من أسر الرهائن والمتعاطفين معهم قرب منزل نتنياهو في قيسارية اليوم للتظاهر ضده.
وقالت عائلات الرهائن في بيان لها "لا توجد حرية بينما الرهائن محتجزون لدى حماس.. نتنياهو الذي فشل في إدارة الحرب وإعادة الرهائن لا يمكنه الاستمرار في القيادة".
وقال نوعام دان، أحد أقارب الرهينة عوفر كالديرون، للصحفيين: "199 يومًا في أسر الجحيم، أتوجه لمخاطبة جميع أعضاء مجلس الوزراء ورئيس الوزراء الجالسين في فندق فاخر.. سأطاردكم.. الرهائن ليسوا أسرى حرب، إنهم مدنيون، وهذه مسؤوليتنا، ولن يكون هناك نصر بدونهم.. بيبي (بنيامين نتنياهو) يقتلنا، فقط الاتفاقات الدبلوماسية هي التي ستخرجهم أحياء".
وبدوره قال يهودا كوهين، والد جندي أسير في غزة: "بعد 6 أشهر من الإهمال، تمر عطلة أخرى دون عودة الرهائن.. نحن نتلقى توصيات مضللة بشأن تزويد الرهائن بالماتزا (الخبز غير المخمر) والنبيذ" بمناسبة عيد الفصح.
وأضاف: "جهاز الأمن العام "الشاباك" مشغول بإحصاء الرهائن الأحياء بينما ينبغي أن يكون مشغولا بإعادتهم إلى الوطن".
ولا تظهر أي مؤشرات على خضوع نتنياهو لضغوط عائلات الرهائن التي يتوقع أن تزداد بالتزامن مع عيد الفصح ومع عملية نتنياهو العسكرية المتوقعة في رفح بجنوبي غزة.
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز