إسرائيل تكثف هجماتها على غزة.. و«المعمداني» خارج الخدمة

قصف إسرائيلي مستمر على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ الساعات الأولى من صباح الأحد، أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين.
هذا التصعيد العسكري يأتي في وقت حساس حيث يواجه سكان غزة تحديات غير مسبوقة بسبب استمرار القصف الإسرائيلي والدمار الهائل في البنية التحتية والمرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفيات التي تعد الشريان الأساسي في إنقاذ الأرواح في ظل الظروف الحالية.
- أكثر من نصف غزة بقبضة نتنياهو.. «موراغ» يطوق رفح لـ«خنق» حماس
- بعد قبول الاستقبال المؤقت.. رئيس إندونيسيا يؤكد من مصر رفض «تهجير غزة»
ولجأ عشرات الآلاف من سكان غزة إلى المستشفيات التي استخدمت كملاجئ لإيواء النازحين رغم أن العديد منها تعرض لأضرار جسيمة جراء القصف المتواصل.
ارتفاع عدد القتلى
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نقلاً عن مصادر طبية في القطاع، إن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت امرأة في جباليا البلد شمالي القطاع، ما أسفر عن مقتلها على الفور.
في الوقت نفسه، أكدت المصادر نفسها مقتل 7 فلسطينيين في قصف استهدف مركبة مدنية على شارع الرشيد في محيط محطة التحلية في مدينة دير البلح وسط القطاع.
كما تواصلت الهجمات الجوية على مناطق مختلفة في غزة، حيث تعرضت مدرستا سعد بن معاذ في شرق التفاح، والدحيان في الشيخ رضوان، للقصف الجوي.
وكان هجوم الطيران الإسرائيلي على المدرستين، اللتين كانتا تؤويان نازحين من مناطق أخرى في القطاع، بمثابة إضافة جديدة إلى سلسلة من الهجمات التي تستهدف الأماكن التي يحتشد فيها المدنيون، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد آخر من الفلسطينيين.
قصف «المعمداني» مجددا
في تطور متصل، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية القصف الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى المعمداني في مدينة غزة.
ويعد مستشفى المعمداني، الذي يقع في الأطراف الشمالية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة وتديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، من بين المنشآت الطبية الأكثر تأثرًا من القصف الإسرائيلي.
وقالت الوزارة في بيان لها، إن هذا القصف الوحشي على المستشفى أدى إلى تدميره بشكل كامل، ما أدى إلى إخراجه من الخدمة وتسبب في تشريد المرضى والجرحى، الذين تم إلقاؤهم في الشارع.
وأوضحت الوزارة أن تدمير المستشفيات في غزة ليس حدثًا جديدًا، حيث سبق وأن دمر الجيش الإسرائيلي 34 مستشفى في القطاع وأخرجها عن الخدمة بشكل متعمد.
وأضافت أن هذا الهجوم يأتي في سياق سياسة تجويع وتعطيش السكان وحرمانهم من الأدوية، مما يزيد من معاناتهم في ظل العدوان المتواصل.
واعتبرت الوزارة أن استهداف المستشفيات والمراكز الصحية والطواقم الطبية يعد من "أبشع مظاهر الإبادة"، مؤكدة أن المجتمع الدولي يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن تواطؤه وصمته حيال هذه الممارسات الإسرائيلية.
وأوضحت أن ما يحدث في غزة يعد استكمالًا للسياسة الإسرائيلية الممنهجة التي تهدف إلى تدمير مقومات الحياة في القطاع وتحويله إلى أرض غير صالحة للحياة البشرية، تمهيدًا لإجبار المواطنين على الهجرة بالقوة العسكرية.
التداعيات الإنسانية
وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن مجلس الأمن الدولي يتحمل المسؤولية كاملة عن فشله في حماية المدنيين في غزة.
وطالبت الوزارة المجلس بضرورة فرض وقف فوري لإطلاق النار، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل مستدام، كما دعت إلى بدء تنفيذ برامج الإغاثة والإعمار بشكل عاجل.
ويواجه القطاع الصحي في غزة يواجه تحديات غير مسبوقة نتيجة لاستهداف المستشفيات والمرافق الصحية.
وكان مستشفى المعمداني، الذي يعد من أقدم المستشفيات في غزة، تعرض لهجوم إسرائيلي عنيف في أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل 471 فلسطينيًا وإصابة المئات، وتدمير قسم الاستقبال والطوارئ والمختبرات، ما يزيد من معاناة المصابين ويهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وتستمر الضغوط على المؤسسات الطبية التي تعمل جاهدة لتقديم الرعاية الصحية للجرحى والمرضى في ظل نقص شديد في الأدوية والمعدات الطبية.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل نحو 50,933 فلسطينيا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وأصيب 116,450 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.