العملية البرية في غزة؟.. 3 أسباب وراء التأجيل
استعدادات واسعة قامت بها القوات الإسرائيلية تمهيدا لهجوم بري على قطاع غزة لكن الأوامر ببدء العملية لا تأتي أبدا.
وأمس الثلاثاء، أكد اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، للصحفيين أن خطط العملية لا تزال قيد الإعداد.
وقال "لن أعلق على خططنا المستقبلية" واعتبر أن هذه العملية ستكون "شيئا مختلفا".
وأضاف "يتم تطوير هذه الخطط، وسيتم اتخاذ قرار بشأنها وتقديمها إلى قيادتنا السياسية".
صحيفة "تليغراف" البريطانية بحثت في أسباب تأخر الهجوم وخلصت إلى 3 أسباب محتملة عرضتها في تقرير لها اطلعت عليه "العين الإخبارية".
واعتبرت الصحيفة أن التأخير يعكس حسابات معقدة بشأن الأسرى، والضغوط التي يمارسها الحلفاء لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، والتهديد بتدخل حزب الله.
الأسرى
يعتقد أن حماس تحتجز نحو 200 أسير تم أسرهم خلال عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وبشكل علني يؤكد جميع المتحدثين الرسميين الإسرائيليين أنه من المستحيل التفاوض مع الحركة لإطلاق سراح الأسرى.
وفي حال تنفيذ هجوم بري على غزة فإنه لن ينجو إلا عدد قليل من الأسرى هذا إن نجا أحد.
وحتى الآن قالت حماس إن 22 أسيرا قتلوا بالفعل جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة. ومن غير الممكن حاليا تأكيد هذا الأمر.
ويسود انقسام في الرأي داخل إسرائيل، إذ يرى البعض أن مقتل الأسرى يمكن أن يكون تضحية لا بد من تقديمها واعتبروا أنها جزء من الثمن الباهظ مقابل تأمين البلاد من حماس مرة واحدة وإلى الأبد، فيما يرى آخرون أنه لا يمكن تقبل مقتل الأسرى، خاصة في ظل حالة الغضب من الحكومة والمؤسسة الأمنية بسبب الفشل في توقع الهجوم.
ويوم السبت الماضي، تجمعت عائلات العديد من الأسرى خارج مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب للمطالبة بإعادة أبنائهم أحياء وفي أسرع وقت ممكن.
ويوم الاثنين الماضي ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن ملف الأسرى الإسرائيليين كانوا على رأس جدول أعمال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال جولته في المنطقة.
ضغط
أما الاعتبار الثاني الذي قد يكون وراء تأجيل العملية البرية فهو سياسي ودبلوماسي.
إذ أعرب حلفاء إسرائيل التقليديون بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، بوضوح عن دعمهم لإسرائيل، لكن هذا الدعم "غير مشروط".
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الأسبوع الماضي، إن حلفاء إسرائيل يتوقعون أيضاً من الجيش الإسرائيلي أن يُظهر درجة من "ضبط النفس".
ويتعين على الحكومات الغربية والإسرائيلية ـ أن تدرك أن وقوع كارثة إنسانية في غزة لن يؤدي إلا إلى تعزيز دائرة العنف.
ويثير الغضب الشعبي في الدول العربية بما يخرب جهود التطبيع كما يمكن أن يؤدي إلى إشعال حرب إقليمية.
ومن المرجح أيضاً أن ينقلب الرأي العام الغربي ضد إسرائيل إذا رأى أنها تُخضع قطاع غزة لعقوبات جماعية واسعة النطاق.
وهدد الحصار الشامل المفروض على غزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود، وحملة القصف العنيفة التي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 3 آلاف شخص، بالفعل التعاطف الشعبي.
من جهة أخرى فإنه من الواضح أنه ليس إسرائيل رؤية واضحة حول ما يجب أن تفعله بعد تحقيق هدفها المتمثل في تدمير حماس.
ففي حين يؤيد بعض المتشددين احتلال غزة وعودة المستوطنات التي تم سحبها في عام 2005، يدعم آخرون الانسحاب وتنصيب حكومة أكثر مرونة خلفاً لحماس.
كما أن تدمير حماس يبدو أمرا بالغ الصعوبة وأوضح المسؤولون الإسرائيليون أن العملية ستكون طويلة ومكلفة .
وإذا كانت حماس نجحت في عملية طوفان الأقصى فالأكيد أن الحركة مستعدة للرد على الهجوم البري الإسرائيلي.
وسوف تدافع حماس عن أرض تعرفها جيداً، وسوف تتضاءل المزايا التي تتمتع بها إسرائيل في مجال المدرعات إلى حد كبير.
كما أن فرق القناصة والعبوات الناسفة ومناطق القتل المجهزة ستكون جميعها في انتظار تقدم الإسرائيليين.
تدخل حزب الله
حزب الله اللبناني من جهته، أشار إلى أنه قد يدخل الحرب إذا تم شن هجوم بري على غزة.
وقد بدأ تبادل إطلاق النار على الحدود الشمالية لإسرائيل يتكثف بالفعل.
وأصر اللفتنانت كولونيل هيشت على أن إسرائيل قادرة ومستعدة لخوض حرب على جبهتين لكن الحقيقة هي أنه سيكون وضعا صعبا للغاية.
وفي الوقت الذي تبدو فيه معظم قوات الاحتياط الإسرائيلية البالغ عددها 300 ألف جندي والجزء الأكبر من دباباتها محتشدة حول غزة فإن ترسانة الصواريخ الهائلة التي يمتلكها حزب الله يمكن أن تتسبب في أضرار جسيمة لشمال إسرائيل.
لذا فإن جنرالات إسرائيل يعملون على التوصل إلى كيفية احتواء التهديد الشمالي أثناء المضي قدماً في عملية غزة وحتى الآن ليس من الواضح كيف يمكنهم القيام بذلك.