تداعيات فاجعة "المعمداني" وزيارة بايدن.. حرب غزة في اليوم الـ12 لحظة بلحظة
نواقيس وجع تُقرع في كل بيت وحارة بقطاع غزة، وأفئدةٌ تتألم على موت جماعي تفوح رائحته من الأكفان.
نيران تشتعل في ساحات المستشفى الأهلي "المعمداني" الذي كان مكتظا بالمرضى والفلسطينيين الذين يبحثون عن مأوى من شظايا الحرب، وجثث ممزقة للعديد من الأطفال الصغار، وعشب اختلط بالدماء، وحقائب مدرسية تناثرت في كل حدب وصوب.
تلك كانت مشاهد مروعة صدمت العالم، أمس الثلاثاء، لمئات الجثث المتناثرة في ساحة مستشفى "المعمداني" بمدينة غزة.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة، إن القصف أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وأثارت كرة النار المدمرة لعبة تبادل اللوم بين حماس وإسرائيل، حيث ألقى الجانبان اللوم على بعضهما في القصف، وأنكرا بشدة أن يكون ذلك خطأهما.
وقبل قصف المستشفى، تسببت الغارات الإسرائيلية على غزة في مقتل ما لا يقل عن 2778 شخصا، وإصابة 9700 آخرين، وفقدان نحو 1200 آخرين تحت الأنقاض أحياء أو أمواتا، وفقا لوزارة الصحة في غزة،
جاء ذلك في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة إقناع إسرائيل بالسماح بإيصال الإمدادات إلى المدنيين اليائسين وجماعات الإغاثة والمستشفيات في قطاع غزة، الذي يخضع لحصار كامل منذ اندلاع الحرب، في السابع من الشهر الجاري.
وكان مئات الفلسطينيين قد لجأوا إلى المستشفى الأهلي والمستشفيات الأخرى في مدينة غزة في الأيام الماضية، على أمل أن يتجنبوا القصف بعد أن أمرت إسرائيل جميع سكان المدينة والمناطق المحيطة بها بالإخلاء إلى جنوب قطاع غزة.
لا قمة بدون "هدف"
في هذه الأثناء، أعلن الأردن إلغاء قمة رباعية كانت مقررة اليوم الأربعاء، في العاصمة عمان، بحضور الملك عبدالله الثاني ورؤساء الولايات المتحدة جو بايدن، ومصر عبدالفتاح السيسي، وفلسطين محمود عباس.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي للتلفزيون الرسمي إن الحرب بين إسرائيل وحماس “تدفع المنطقة إلى حافة الهاوية”، مشيرا إلى أن بلاده لن تستضيف القمة "إلا عندما يتفق الجميع على أن هدفها سيكون وقف الحرب واحترام إنسانية الفلسطينيين وتقديم المساعدة التي يستحقونها”.
"طوفان بشري" ومساعدات تتراكم عند المعبر
وتنديدا بالقصف الذي طال المستشفى، تدفق مئات الفلسطينيين على شوارع المدن الكبرى في الضفة الغربية، بما في ذلك رام الله، مقر السلطة الوطنية، حيث قام المتظاهرون بإلقاء الحجارة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق قنابل الصوت.
وفي أماكن أخرى من العالم العربي، انضم مئات الأشخاص إلى المظاهرات التي خرجت في موريتانيا والمغرب وتونس ولبنان والعراق والأردن، وهولندا والنمسا، ودول أخرى.
وإدانات تجتاح العالم
وخلفت كارثة المستشفى ردود فعل وإدانات واسعة النطاق.
ففي فلسطين، أعلن الرئيس محمود عباس الذي انسحب من القمة الرباعية بالأردن، قبل الإعلان عن إلغائها، الحداد 3 أيام على ضحايا المستشفى.
دولة الإمارات، أدانت بشدة الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى الأهلي المعمداني، وعبّرت على لسان وزارة الخارجية عن أسفها العميق للخسائر في الأرواح.
ودعت دولة الإمارات المجتمع الدولي إلى بذل الجهود للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح وتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما حثت على دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.
وفي مصر، أدانت وزارة الخارجية بأشد العبارات، قصف المستشفى الذي اعتبرته "متعمدا لمنشآت وأهداف مدنية، وانتهاكاً خطيراً لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية".
وطالبت مصر إسرائيل بالوقف الفوري لسياسات العقاب الجماعي ضد أهالي قطاع غزة.
كما طالبت القاهرة، جميع دول العالم، لا سيما الدول الكبرى وذات التأثير، بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات وإدانتها بلا مواربة، ومطالبة إسرائيل بالتوقف عن استهداف محيط معبر رفح لتمكين مصر ومن يرغب من باقي الدول والمنظمات الدولية والإغاثية لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أسرع وقت.
من جهته، وصف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قصف إسرائيل لمستشفى في غزة بأنه "مذبحة" و"جريمة حرب" لا يمكن الصمت إزاءها.
كما أدانت المملكة العربية السعودية، قصف الجيش الإسرائيلي مستشفى المعمداني في غزة.
وقالت الخارجية السعودية في بيان: "قصف مستشفى المعمداني يعد تطورًا خطيرًا"، مضيفة: "نؤكد ضرورة فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة".
العراق، من جهته، أدان القصف الإسرائيلي للمستشفى، وأعلن الحداد ثلاثة أيام على أرواح ضحايا المستشفى.
ومن الأمم المتحدة، دعا أمينها العام أنطونيو غوتيريش، إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري".
وقال غوتيريش أمام منتدى مبادرة الحزام والطريق الصينية في بكين إن "هجمات حماس لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
قصف لم يتوقف
وطوال يوم أمس الثلاثاء، لم تسكت الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل عشرات المدنيين وشخصية واحدة على الأقل من قادة حماس في النصف الجنوبي من قطاع غزة.
في هذه الأثناء، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من مليون فلسطيني فروا من منازلهم، أي ما يقرب من نصف سكان غزة.
وعند معبر رفح، وهو الرابط الوحيد بين غزة ومصر، ظلت شاحنات المساعدات تنتظر الدخول.
ومع منع إسرائيل دخول معظم المياه والوقود والغذاء إلى غزة منذ الهجوم الذي شنته حماس، على بلدات إسرائيلية، في السابع من الشهر الحالي، توصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى اتفاق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة إنشاء آلية لتوصيل المساعدات إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن المكاسب قد تبدو متواضعة، لكنهم أكدوا أنها خطوة مهمة إلى الأمام.
ومع ذلك، حتى وقت متأخر من يوم أمس الثلاثاء، لم يكن هناك أي اتفاق.
وقُتل في هجوم حماس، أكثر من 1400 شخص في إسرائيل. كما أدى إلى أسر 200- 250 شخصا قالت حركة حماس إن 200 منهم لديها، فيما الآخرون لدى الفصائل الفلسطينية الأخرى.
مطالب بالإخلاء
وجدد الجيش الإسرائيلي مطالبته سكان مدينة غزة، اليوم الأربعاء، بالتحرك جنوبا.
وقال في تحذير جديد إن هناك "منطقة إنسانية سيتم توجيه المساعدات الإنسانية الدولية إليها في حالة الضرورة" في المواصي الواقعة على بعد 28 كيلومترا من ساحل القطاع الفلسطيني.
وجاء في منشور للجيش على مواقع التواصل الاجتماعي "الجيش الإسرائيلي يدعو سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوبا لسلامتهم".
اقرأ المزيد..
- مظاهرات الغضب تجتاح العالم بعد «مجزرة المعمداني»
- الأردن يلغي القمة الرباعية بشأن غزة.. ولا لقاء مع بايدن
- الإمارات تدين هجوم إسرائيل على «المعمداني» وتدعو لوقف فوري للعنف
- مجلس الأمن يصوت الأربعاء على مشروع قرار بشأن إسرائيل وغزة
- عباس: لن نسمح بنكبة جديدة في القرن الـ21
- إسرائيل تراقب من كثب إخلاء شمال غزة بحيلة بسيطة
- قصف "المعمداني".. بايدن غاضب وحزين ويحمل «أسئلة صعبة» لإسرائيل
- رياح حرب غزة.. تحذيرات سفر للبنان ومُسيرات في العراق
- عقوبات أمريكية جديدة ضد قادة بـ«حماس» بعد «الطوفان»
- تقارير إعلامية: إسرائيل تخلي سفارتيها بمصر والمغرب
- بايدن يبرر تبنيه رواية إسرائيل حول قصف "المعمداني".. البنتاغون السبب
- السيسي وتهجير فلسطينيي غزة.. خطاب حاسم ورسائل واضحة
- عبدالله بن زايد يبحث مع وزير خارجية البرتغال سبل خفض التصعيد بالمنطقة
- بايدن في تل أبيب.. دعم لإسرائيل ومساعدات للفلسطينيين وتأييد لـ"الدولتين"
- «فيتو» أمريكي بمجلس الأمن ضد قرار للهدنة الإنسانية بغزة
- أجزاء من أرجل وبقايا أمعاء.. فلسطينيو غزة يبحثون عن أشلاء ضحاياهم
- السعودية تنصح رعاياها بمغادرة لبنان بشكل فوري
- الإمارات تدعو لوقف كامل لإطلاق النار في قطاع غزة
- محمد بن زايد يبحث مع رئيس وزراء اليابان الوضع الإنساني في غزة
- مصر.. الآلاف يتظاهرون رفضا لتهجير الفلسطينيين وتنديدا بالحرب (صور)
- العملية البرية في غزة؟.. 3 أسباب وراء التأجيل
- السفارات والقواعد العسكرية.. إسرائيل وأمريكا في عين «الطوفان»؟
- محمد بن زايد يبحث مع غوتيريش إجراءات منع تدهور الأوضاع الإنسانية بغزة
- زيارة بايدن لإسرائيل.. ماذا كسب ساكن البيت الأبيض؟
- دعما لفلسطين.. رئيس الشيشان يدعو لاستخدام «أقوى الأسلحة»
- «حجر» بايدن يحرك مياه مساعدات غزة الراكدة
- الأمن القومي ودعم فلسطين.. «الشيوخ» المصري يؤيد السيسي
- القيادة الفلسطينية: تهجير شعبنا من غزة خط أحمر
- مظاهرات لوقف حرب غزة داخل الكونغرس الأمريكي
- 12 قتيلا من حزب الله منذ بدء التصعيد مع إسرائيل