إسرائيل تستعد لـ«الرد الإيراني».. الضربة الاستباقية مطروحة
مكث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر وزارة الدفاع، حتى ساعة مبكرة من فجر الإثنين، لبحث الاستعدادات لـ"الرد الإيراني".
ولم يصدر أي بيان عن الاجتماع الذي عقده نتنياهو بمشاركة كبار قادة الجيش والمخابرات، ولكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إنه بحث سيناريوهات الهجوم الإيراني المتوقع وسبل الرد عليه.
وتأمل إسرائيل أن تتمكن من صد الهجوم، كما جرى في أبريل/نيسان الماضي، ولكنها لا تستبعد ردا أقوى قد يقود إلى ردود فعل تالية له، وبالتالي اندلاع حرب إقليمية.
وتوقع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، يعكوف عاميدرور، أن "يكون رد إيران أقوى بالمقارنة مع ردها على قصف قنصليتها في دمشق في أبريل/نيسان الماضي".
ورأى في حديث لهيئة البث الإسرائيلية، أن "الأهداف قد تكون مختلفة وتطال منشآت حيوية".
وأوضح أن "ضربة استباقية إسرائيلية ضد حزب الله ممكنة، ولكن خطوة مماثلة ضد إيران قد تكون معقدة نظرا للمسافة بين البلدين".
تحضيرات الجيش
بدورها، ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "في ظل الخوف من هجوم إيراني مقترن بهجوم من قبل حزب الله، فإن الأنظمة في إسرائيل في حالة تأهب إلى أقصى حد تقريبا".
وقالت: "الجيش الإسرائيلي ومؤسسة الدفاع في حالة تأهب قصوى منذ نهاية الأسبوع، خوفا من رد مزدوج وثلاثي في أعقاب اغتيال مسؤولين في حزب الله وحماس في بيروت وطهران".
وأوضحت الصحيفة أنه "خلال عطلة نهاية الأسبوع، قرر الجيش الإسرائيلي وقف مغادرة جميع الوحدات القتالية في الجيش وفي نظام التدريب، وعزز الجيش سلاح الجو والبحرية والحدود الشمالية".
الصحيفة ذاتها أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لسلسلة من السيناريوهات مع قائمة طويلة من الإجراءات التي تم تنفيذها في الأيام الأخيرة للحد من قدرات ضربات حزب الله وحماس وإيران".
ومضت قائلة: "تحقيقا لهذه الغاية، أجرى جميع كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين محادثات لتنسيق الأنظمة في دائرة ثالثة. من بين أمور أخرى، أجريت محادثات مع قادة القيادة المركزية للجيش الأمريكي ومع المسؤولين البريطانيين والفرنسيين".
الجبهة الداخلية
أصدرت قيادة الجبهة الداخلية بالجيش تعليمات إلى جميع رؤساء السلطات المحلية فيما يتعلق بالوضع، ونفذت العديد من السلطات المحلية في إسرائيل إجراءات شملت فتح الملاجئ وغرف الحرب، وجرى وضع وحدات الهجوم البلدية (المساعدة الذاتية الأولية) في حالة تأهب.
كما أصدرت قيادة الجبهة الداخلية، تعليمات بإفراغ مخزونات المواد الخطرة، بما في ذلك خزانات الأمونيا في خليج حيفا، وأعطيت الأوامر كذلك لجميع المصانع الواقعة على بعد 40 كيلومترا من الحدود اللبنانية بالترقب.
وصدرت تعليمات للوزراء والمديرين العامين للوزارات الحكومية بالاستعداد لاستخدام الهواتف التي تعمل بالأقمار الاصطناعية، والتي تلقوها في بداية الحرب.
"معاريف" قالت في هذا الصدد، "في الوقت نفسه، تجري الاستعدادات في تل أبيب للرد على أي سيناريو محتمل، بما في ذلك إرسال طائرات بدون طيار أو إطلاق صواريخ. وأحيطت دوائر الشرطة علما بأن تكون يقظة ومتيقظة للاستجابة في المستقبل القريب".
المستشفيات
في هذه المرحلة، لم تتلق المستشفيات أي أمر بالتحول إلى حالة الطوارئ، وتجري العمليات كالمعتاد، ولكن وفقا لإرشادات وزارة الصحة، وفق الصحيفة ذاتها.
وتستعد المستشفيات لتهيئة مواقف السيارات تحت الأرض لنقل المرضى من جميع الأقسام.
وفي مركز برزيلاي الطبي، بالقرب من قطاع غزة، تم نقل معظم العنابر إلى طوابق محمية تحت الأرض.
وفي غضون ساعات قليلة، تستعد بقية المستشفيات أيضا لدخول المستشفى تحت الأرض، وبعضها في مناطق وقوف السيارات تحت الأرض.
كما كانت صناديق المرضى تستعد لاحتمال اندلاع حرب شاملة من الشمال والجنوب.
البلديات
وقررت بلدية حيفا توخي الحذر وألغت الأحداث والأنشطة التي ليست قريبة من مناطق محمية. كما أعلنت بقية المدن في شمال إسرائيل أن توجيهات قيادة الجبهة الداخلية لم تتغير، لكنها أشارت إلى أنه يجب توخي الحذر نظرا للوضع الأمني والخوف من رد فعل واسع النطاق من قبل حزب الله.
ففي نهاريا، أصدرت البلدية إشعارًا للسكان ينص على أنه "من الضروري الامتناع عن نشر معلومات كاذبة أو لا تأتي من مصادر موثوقة أو رسمية، وعدم نشر مواقع القوات العسكرية على تطبيقات التواصل أو أي تفاصيل يمكن أن تعرضهم للخطر وتساعد العدو، بما في ذلك الصور أو أي معلومات أخرى".
وأضافت البلدية: "تجنبوا الذهاب إلى الأماكن التي قد توجد فيها قوات أو طواقم، فهذا يضر بجاهزية القوات ويعرضها للخطر ولنا جميعا".
العالقون في الخارج
كانت الدراما الكبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع في صناعة الطيران، عندما كان عشرات الآلاف من الإسرائيليين في الخارج في حالة من عدم اليقين ولم يعرفوا متى سيتمكنون من العودة، بعد أن أعلنت أكثر من 10 شركات طيران تعليق رحلاتها من وإلى إسرائيل.
فيما أعلنت وزارة المواصلات الإسرائيلية، أنها وضعت خطة بالتعاون مع وزارة الخارجية لتشغيل منظومة للنقل الجماعي البحري والجوي لإعادة مسافرين إسرائيليين من خارج البلاد في حال استفحال الأوضاع الأمنية، وإقدام شركات طيران أجنبية على إلغاء رحلات الطيران إلى إسرائيل.