«خطة الخداع».. حماس قدّمت معلومات «زائفة» عن «الجهاد الإسلامي» لإسرائيل
أدلة جديدة حول تخطيط حماس الاستراتيجي طويل المدى لعملية "طوفان الأقصى" سلطت المزيد من الضوء على "الفشل الاستخباراتي" لإسرائيل.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن ضباطا بالمخابرات الإسرائيلية أوضحوا أن الحركة أمضت أكثر من عام في التخطيط لـ"هجومها التاريخي" في 7 أكتوبر/تشرين الأول، "استنادا لخطط قتالية مبنية على معلومات استخباراتية عالية المستوى".
وذكرت الصحيفة أن "حماس امتنعت منذ 2021 إلى حد كبير عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل وظلت على الهامش، بينما انخرطت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في صراع قصير الأمد مع إسرائيل".
وسعيا لتعزيز الانطباع بأنهم "مهتمون بالتعاون مع إسرائيل، قام مسؤولو الحركة بتزويد إسرائيل بمعلومات استخباراتية عن الجهاد الإسلامي"، حسب ما قال مسؤول أمني إسرائيلي لواشنطن بوست شريطة عدم الكشف عن هويته.
وقالت الصحيفة إن "ضباطا بالمخابرات الإسرائيلية قدموا معلومات عن خطة حماس لمجموعة صغيرة من الصحفيين يوم الإثنين الماضي في مقر "العمشات"، وهي وحدة استخبارات كانت موجودة سابقا داخل الجيش الإسرائيلي مهمتها جمع الوثائق والمواد التقنية الأخرى ذات الصلة بالحرب".
وكانت الوحدة قد جرى حلها قبل 5 سنوات، قبل أن يجرى إحياؤها بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول وقال شخص مطلع على عملها وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: "لقد قررت إسرائيل، بشكل أساسي، أن الأمر قد انتهى منذ الحرب".
وقال ضباط المخابرات الإسرائيلية إن فريقهم أمضى الشهرين الماضيين في "فحص أجهزة الكمبيوتر والدفاتر والنشرات ومعدات الاتصالات".
وأضافوا أن "العديد من المقاتلين الذين يقدر عددهم بـ3 آلاف ممن اقتحموا السياج الحدودي الإسرائيلي مع غزة، الذي تبلغ تكلفته مليار دولار، كانوا يحملون خطط معركة بتعليمات محددة".
وأوضحوا أن هذه الخطط تضمنت تعليمات بضرب قواعد عسكرية في أقصى الشمال مثل رحوفوت وفي الشرق حتى بئر السبع، بالإضافة إلى موقعين في عمق البحر المتوسط يحملان رمز النقطتين 103 و106".
وقال ضابط إسرائيلي: "لا نعرف ماذا أرادوا هناك"، ولم يتضح ما إذا كانت منشآت الطاقة هي الهدف، حيث زادت إسرائيل إنتاج الغاز الطبيعي البحري في السنوات الأخيرة.
وأوضح الضباط أن "خطط مسلحي حماس تضمنت خرائط للهياكل الداخلية للقواعد العسكرية والمدن وقوائم واسعة من الأسلحة والمعدات التي تستخدمها كل وحدة وقوائم مرجعية لقتل وأسر الرجال والنساء والأطفال".
وأشاروا إلى "صدور تعليمات لمسلحي حماس بقتل الرهائن إذا واجهوا الكثير من المتاعب، في حين تضمنت إحدى الوثائق قائمة من العبارات المترجمة من العربية إلى العبرية مثل "اخلع سروالك"، "سنقتل الرهائن"، "كيف تستخدم السلاح؟".
وكانت العديد من الأوراق والدفاتر "مكتوبة بخط اليد ومليئة بالكلمات المشفرة"، مما أدى إلى تعقيد جهود المخابرات الإسرائيلية لرقمنتها وتنظيمها، حيث جرى تحميل بعضها على أجهزة كمبيوتر تم جمعها من مناطق القتال في جنوب إسرائيل وجرى الحصول على بعضها خلال الغزو البري الإسرائيلي لغزة، بحسب الصحيفة.
واستخدم الضباط الإسرائيليون قفازات مطاطية يمكن التخلص منها للتعامل مع الأدلة، التي تم العثور على بعضها مع آثار بقايا بشرية.
وتؤكد خطط حماس للمعركة ما حذر منه الجنود في وحدات منفصلة عبر الجيش الإسرائيلي، حيث أكدوا على مدار أشهر تصل إلى عام أن مسلحي حماس لم يجروا مجرد تدريبات عبر الحدود في غزة، لكنهم كانوا يستعدون بنشاط لأكبر عملية عسكرية على الإطلاق، وفق الصحيفة.
وفي مايو/أيار 2022 جرى تقديم وثيقة استخباراتية من أكثر من 30 صفحة تحمل الاسم الرمزي "جدار أريحا" إلى أهارون هاليفا، رئيس مخابرات الجيش الإسرائيلي، وإليعازر توليدانو رئيس القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي.
لم تحدد الوثيقة تاريخا للهجوم، لكن ضباط المخابرات فهموا أن حماس تستعد للهجوم يوم السبت اليهودي أو في عطلة يهودية، عندما يكون هناك عدد أقل من الجنود لحراسة الحدود.
وتنبأت الوثيقة بأن الهجوم سيتضمن وابلًا أوليًا من الصواريخ لتكون بمثابة غطاء لاقتحام المستوطنات الإسرائيلية والقواعد العسكرية مع استخدام المسيرات والقناصة لتعطيل كاميرات المراقبة.
ولم يعلق هاليفا ولا توليدانو على الوثيقة التي نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا عنها.
وأكد ضابط أمن لواشنطن بوست أن "استخبارات الجيش الإسرائيلي جمعت أدلة على وجود خطط لهجوم واسع النطاق لحماس منذ أكثر من عام".
وقال إن "الجيش أصدر في أبريل/نيسان إنذارا داخليا بشأن تسلل حماس مستهدفا الكيبوتسات القريبة من غزة". وأضاف أن "معلومات استخباراتية جديدة أشارت في أغسطس/آب الماضي إلى هجوم وشيك".
وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي زاد من جاهزيته واعتقد أنه منع الهجوم لكن كل ذلك اتضح أنه جزء من خداع حماس حيث جرى رفض التحذيرات مرة أخرى".
aXA6IDE4LjExNi44NS4xMDIg جزيرة ام اند امز