نتنياهو يتحدث عن «الضربة القاضية».. وشرط من «حماس» لاستئناف صفقة الرهائن
«الوضع يقترب من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية».. تحذير أطلقته منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، عبر عن الأوضاع في قطاع غزة، وسط تصاعد كبير لأعداد القتلى والجرحى.
يأتي هذا فيما كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب، وعن الشكل المستقبلي المتوقع لقطاع غزة، بينما اشترطت حماس توقف جميع العمليات الإسرائيلية بالقطاع قبل للعودة إلى صفقات تبادل الرهائن والأسرى.
«الأحلك بتاريخ البشرية»
وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية الدكتور ريتشارد بيبركون، أن "الأوضاع الصحية في غزة تزداد سوءاً ساعة بعد ساعة".
وأضاف أنّ «الوضع في غزة يقترب من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية»، مشيرا إلى أنه «مع القصف المكثف بما في ذلك في المناطق الجنوبية، يزداد عدد النازحين داخلياً، والناس يائسون وفي حالة من الصدمة».
وأضاف أن «طفلاً يقتل في غزة كل عشرة دقائق، وأن 60% من القتلى في القطاع البالغين 16 ألف شخص هم من الأطفال».
وتحدث عن مشاهد الرعب في مستشفيات غزة، والمرضى يبكون على الأرض لا يجدون العلاج الذي يحتاجونه بشدة، داعياً لحماية البنية التحتية الصحية.
ومن جانبه، بين ممثل اليونيسيف جيمس إيلدر، أن "مستوى موت النساء والأطفال والدمار التي شاهدناها في الشمال تتكرر الآن في الجنوب".
وشدد على أن "مناطق الإجلاء يجب أن تكون آمنة بموجب القانون الدولي الإنساني، وأن يتوافر فيها الغذاء والماء والماوي والرعاية الصحية والصرف الصحي والمراحيض، وأن هذا ليس هو الحال في المناطق التي أجلي إليها سكان غزة".
وفي سياق متصل، أكدت الخارجية الأمريكية أنه "لم تدخل مساعدات كافية إلى غزة حتى الآن".
وأشارت إلى أنه "لا يصل إلى غزة كميات كافية من الوقود والمياه وأمريكا تتواصل مع إسرائيل للسماح بوصول المزيد من الشاحنات".
«ضربة قاضية»
وخال مؤتمر صحفي، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن أن "قوات الجيش تقاتل في خان يونس بكل تصميم"، مؤكدا أن "الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب هي القضاء على حماس بضربة قاضية".
وحول شكل قطاع غزة المقبول مستقبلا، أكد نتنياهو أن "غزة يجب أن تكون منزوعة السلاح بعد القضاء على حماس".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي: "نجحنا في استعادة 110 مختطفين من غزة وسنواصل عملياتنا لاستعادة الباقين".
ورغم هذا التعهد، فقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن "نتنياهو أبلغ أسر الرهائن المحتجزين في قطاع غزة أنه ليست هناك فرصة لإطلاق سراح كل محتجز هناك".
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، الثلاثاء، أن "نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب التقوا بأسر الرهائن، والذين قال بعضهم إن رئيس الوزراء لم يجب على الأسئلة، بل قرأ عبارات عن أمور من قطعة من الورق".
وبحسب من حضروا اللقاء، فإن نتنياهو أوضح أنه من غير الممكن إعادتهم جميعا إلى الوطن، وقال "ليس من الممكن في الوقت الراهن إعادة الجميع إلى ديارهم ".
وأضاف: "هل يمكن لأي شخص أن يتخيل حقا أنه إذا كان ذلك خيارا متاحا، هل يمكن لأي شخص أن يرفضه؟".
وقال الحاضرون أيضا إن أحد الرهائن المطلق سراحهم، قال: "انفجرت قنابل تم إسقاطها من طائرة فوقنا. وواصل أفراد حماس النوم، وقنابلكم لا تحركهم".
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إن "الحرب لا مفر منها وإذا لم نحقق انتصارًا لن تكون لنا حياة في هذه المنطقة".
شرط حماس
وحول المفاوضات بشأن الرهائن، أكد أسامة حمدان القيادي في حركة حماس، خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء، أنه «لن تكون هناك مفاوضات أو تبادل للمحتجزين حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة».
وأضاف أن الحركة تحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المسؤولية الكاملة عن حياة الإسرائيليين وعن عرقلة إتمام صفقة التبادل.
حصيلة جديدة للقتلى
وحول آخر حصيلة للقتلى، فقد ذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس، أن "القوات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 16248 شخصا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول بينهم 7112 طفلا و4885 امرأة".
وأضاف أن "ما لا يقل عن 43616 شخصا أصيبوا وأن 7600 شخص على الأقل في عداد المفقودين".
وأشار إلى أن "القوات الإسرائيلية ألقت أكثر من 50 ألف طن من المتفجرات على منازل المدنيين والمستشفيات والمدارس وغيرها من المؤسسات منذ بدء الحرب، مما أدى إلى تدمير كامل لحوالي 52 ألف وحدة سكنية و69 مدرسة و121 مبنى حكومي و100 مسجد".
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الجنود القتلى إلى 82 منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة.
وكان الهجوم المباغت الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل قد خلف 1200 قتيل معظمهم من المدنيين، وفقا للسلطات الإسرائيلية.