إسرائيل أعلنت مقتل عنصرين منها.. ما هي «السرايا اللبنانية»؟
في الجنوب اللبناني، حيث تشتعل التوترات على خط النار بين حزب الله وإسرائيل، برز اسم «السرايا اللبنانية» مجددًا إلى واجهة الأحداث، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل 2 من عناصرها في غارة على شبعا.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «هاجم الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم في منطقة قرية شبعا في جنوب لبنان وقضى على عنصريْن من تنظيم (السرايا اللبنانية) الذي يعمل بتوجيه من حزب الله».
وبحسب الجيش الإسرائيلي فإنهما «تورطا بتهريب وسائل قتالية استخدمها حزب الله، حيث شكلت أنشطتهما خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان»، وفق تعبيراته، دون أن يكشف عن اسميهما أو رتبتيهما العسكريتين.
وبمراجعة «العين الإخبارية» لأرشيف بيانات الجيش الإسرائيلي، اتضح أن هذه هي المرة الثالثة التي يشير فيها إلى «السرايا اللبنانية»، لتكون أحدث حلقة في سجل طويل لجماعة وُلدت قبل نحو 3 عقود، في قلب المعادلة الأمنية والسياسية التي صنعها حزب الله.
ذراع من خارج الطائفة
تأسست السرايا اللبنانية عام 1997 بمبادرة مباشرة من حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، كجناح موازٍ يضم عناصر سنة ومسيحيين ودروزًا إلى جانب الشيعة، في محاولة لتوسيع مظلة الحزب خارج الإطار المذهبي.
ورغم أن «السرايا» لا تندرج ضمن التشكيلات القتالية الرسمية للحزب، فإنها ترتبط به تمويلاً وتسليحًا وتدريبًا، وتخضع لهيكليته الأمنية والسياسية، بحيث تعمل كوحدة شبه مستقلة لكنها تنفذ أهداف الحزب الاستراتيجية.
ارتبط اسم «السرايا اللبنانية» تاريخيًا بالجنوب، وتحديدًا بمناطق شبعا ومزارعها، حيث تتمركز مجموعات صغيرة تعمل وفق أسلوب الخلايا المرنة.
وفي 10 حزيران/يونيو 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى مقتل أحد عناصرها في غارة على قرية شبعا، قبل أن يكرر الإعلان في 5 أيلول/سبتمبر، ثم في الهجوم الأخير الذي أسفر عن مقتل عنصرين، السبت، ليكون هذا ثالث استهداف مباشر للتنظيم خلال أقل من عام.
أول مواجهة علنية
ظهر التنظيم لأول مرة على نحو علني في 12 يوليو/تموز 2024 حين أعلن تنفيذه أولى عملياته العسكرية ضد إسرائيل منذ تأسيسه، في الذكرى الثامنة عشرة لحرب يوليو/تموز.
وجاء في بيانه آنذاك: «دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد ودفاعًا عن وطننا لبنان، هاجمت مجموعة الشهيدين عبد العال في السرايا اللبنانية موقع رويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة».
ذلك البيان كان إعلانًا صريحًا عن عودة التنظيم إلى الميدان بعد سنوات من الغياب النسبي، واعتبر رسالة مزدوجة شملت دعما مباشرا لحزب الله في معركة الجنوب، واستعراضا لقدرة الحزب على تحريك حلفائه الطائفيين في مواجهة إسرائيل.
وتتكوّن «السرايا اللبنانية» من آلاف العناصر المنتشرين في الجنوب والبقاع وبيروت، وفق تقديرات أمنية لبنانية.