تصعيد إسرائيلي على لبنان.. استعداد لهجوم أكبر ضد «حزب الله»؟
على مدى قرابة شهر، لا يكاد يمضي يوم دون أن تعلن إسرائيل مقتل عنصر أو قيادي من «حزب الله» ليس فقط في جنوب لبنان وإنما -أيضا- في البقاع ومناطق أخرى.
ومع كل ضربة يسارع الجيش الإسرائيلي لإعلان اسم العنصر أو القيادي مع منصبه دون أي تعليق من حزب الله.
آخر تلك الضربات ما أعلنه الجيش الإسرائيلي، السبت، في بيان صادر عنه، مؤكدًا «القضاء على قائد في منظومة الصواريخ المضادة للدروع في وحدة قوة الرضوان التابعة لحزب الله الذي كان يهم بمحاولات إعادة إعمار بنى تحتية للحزب في جنوب لبنان».
وقال إنه «هاجم في وقت سابق اليوم في منطقة جبشيت في جنوب لبنان وقضى على زين العابدين حسين فتوني القيادي في منظومة الصواريخ المضادة للدروع في وحدة قوة الرضوان لحزب الله».
وأضاف أن فتوني «كان يهم في الفترة الأخيرة بمحاولات إعادة إعمار بنى تحتية لحزب الله في جنوب لبنان بما شكل خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان».
مئات الغارات
ويقول معهد «الما» للأبحاث الإسرائيلي المتخصص بلبنان وسوريا في دراسة تلقت «العين الإخبارية» نسخة منها: «منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، نفذت إسرائيل 600 غارة جوية في جنوب لبنان، وفي وادي البقاع، وبيروت. 48% من هذه الغارات نُفذت جنوب نهر الليطاني، في منطقة 1701».
وأضافت الدراسة الصادرة يوم الثلاثاء: «شُنّت هذه الضربات ضد أنشطة حزب الله عمومًا، وضد جهوده لإعادة الإعمار على وجه الخصوص، والتي تُشكّل انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار».
وزعمت أن الدولة اللبنانية «لا تمتلك الإرادة ولا القدرة على مواجهة حزب الله بجدية. من يعتقد أن حزب الله سيُنزع سلاحه أو يُنزع فهو مُخطئ ومُضلّل، ومن يعتقد أن ضربات إسرائيل تُعطي حزب الله عذرًا لعدم نزع سلاحه فهو مُخطئ ومُضلّل مضاعفًا».
وتابعت الدراسة: «جوهر حزب الله وهويته هما المقاومة المسلحة. البندقية على علمه ليست زينة، بل هي رسالة (..) وبالفعل، من خلال المتابعة الدقيقة والمستمرة للأحداث في لبنان، يتضح جليًا كيف يعمل حزب الله -برعاية وبمساعدة إيرانية- على إعادة بناء قدراته العسكرية بما فيها تهريب الأسلحة والأموال، وإصلاح وتصنيع الأسلحة، وتجنيد وتدريب العناصر، وترميم البنية التحتية العسكرية، وتحديث الخطط العملياتية، وغيرها».
واعتبرت الدراسة أن «مصلحة حزب الله في الوقت الراهن هي الحفاظ، قدر الإمكان، على استمرارية إعادة الإعمار، وتجنب القيام بأي تحركات ضد إسرائيل قد تُلحق ضررًا أكبر بكثير بجهود إعادة الإعمار تلك من الضرر الذي تُلحقه إسرائيل بالفعل. لكن دعونا لا نخطئ، فحزب الله يمتلك حاليًا قدرة عملياتية، وإذا قرر ذلك، يُمكنه شنّ هجمات ضد إسرائيل بأشكال مُختلفة».
تصعيد وشيك؟
من جهته، حذر قائد كتيبة في الجيش الإسرائيلي متمركزة على الحدود الشمالية يوم الخميس من أن مسلحي حزب الله «يجب ألا يعيدوا بناء أي بنية تحتية في جنوب لبنان»، وسط تصاعد التوتر وتقارير جديدة تشير إلى احتمال استئناف القتال مع إسرائيل قريبًا، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
وصرح المقدم م. قائد الكتيبة 869 والمقيم في شمال إسرائيل، للصحيفة، بأن الأولوية القصوى لوحدته هي الحفاظ على الأمن طويل الأمد للتجمعات الحدودية الإسرائيلية.
وقال المقدم م. وفق تقرير طالعته «العين الإخبارية»، إن القوات الإسرائيلية وجهت ضربات قاسية لحزب الله خلال العام الماضي، مضيفًا: «لقد ألحقنا أضرارًا بالغة بقدرات الإرهابيين ونقاط قوتهم، واستولينا على أصولهم، وأعدناهم سنوات إلى الوراء».
وتابع: «نحن نراقب، ونُحبط، ونضرب. أعيننا دائمًا على الجبهة اللبنانية»، مؤكدًا أن كتيبته تعمل باستمرار على طول الحدود لمنع حزب الله من إعادة بناء مواقعه أو قدراته العسكرية.
وقال: «نحن الوحدة المتخصصة في هذا القطاع، ونبقى هنا دائمًا، في الوقت الحالي، ننفذ مهام دفاعية ووقائية لضمان عدم اعتمادنا على أي عوامل خارجية. نعرف كيف نفرض الأمن بأنفسنا بمجرد دخول الاتفاقيات حيز التنفيذ».
وأضاف م. أن قواته تستخدم أساليب رصد وقتال متطورة للحفاظ على السيطرة الكاملة على المنطقة، ورصد أي مؤشرات على تجدد النشاط المعادي.
فـ«إذا رصدنا أي نشاط مشبوه -حتى لو كان محاولة لإعادة بناء البنية التحتية- فإننا نتحرك على الفور»، يقول العسكري الإسرائيلي، مضيفًا: «إذا تم تحديد شخص ما على أنه عضو في منظمة إرهابية، فنحن نعرف كيف نتصرف، ونحبط، ونضرب. الهدوء ليس مطلقًا؛ هناك ضجيج، وهو جزء من الوقاية».
وتابع أن «حرية العمل للجيش الإسرائيلي على طول الحدود تُمكّن القوات من اتخاذ إجراءات دفاعية وهجومية عند الحاجة»، معتبرًا أن «هذه الحرية تُمكّننا من أداء واجبنا وتوفير الأمن لسكان الشمال».
وبحسب الصحيفة فإن «مسؤولين أمنيين إسرائيليين يقولون إن حزب الله لا يزال ضعيفًا، لكن لا يمكن التنبؤ بتصرفاته. ويشيرون إلى أنه على الرغم من فقدان الحزب الكثير من بنيته التحتية الاستراتيجية، إلا أنه يواصل البحث عن فرص لإعادة ترسيخ مواقع عسكرية قرب الحدود. ويؤكدون أن القوات الإسرائيلية ستواصل العمل لمنع حدوث ذلك».
التمرين الأوسع
ومساء الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي استكمال تمرين مكثف استمر خمسة أيام لقوات الجيش الإسرائيلي بقيادة الفرقة 91 وبإشراف المركز الوطني للتدريبات البرية في منطقة الحدود اللبنانية، واصفا إياه بأنه «أوسع تمرين منذ بداية الحرب».
وقال: «كان هدف التمرين رفع مستوى الجاهزية لسيناريوهات الطوارئ القصوى في مجال الدفاع، والاستجابة السريعة للأحداث المفاجئة، بما في ذلك استدعاء قوات الاحتياط وحشد القوات، والانتقال إلى الهجوم، وكل ذلك مع استخلاص العِبر والدروس من عامين من القتال في كافة الساحات».
وأضاف: «تم تكييف سيناريوهات التمرين وفق الوضع العملياتي بعد القتال في جنوب لبنان، والذي خلاله تضررت القدرات العملياتية لمنظمة حزب الله».
وتابع: «شملت السيناريوهات تدريبًا على التعاون بين المقاتلين المكلّفين بمهمة الدفاع في المنطقة، وسلاح الجو وسلاح البحرية، بالإضافة إلى وحدات الدفاع، والمجالس المحلية، وقوات الأمن الموازية - الإطفاء والإنقاذ، ونجمة داود الحمراء والشرطة».
وأردف: «كما تدربت قوات اللوجستيات والطبية والتكنولوجيا والصيانة على سيناريوهات إخلاء الجرحى تحت النيران وتقديم الدعم اللوجستي والتقني في حالة الطوارئ».
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg جزيرة ام اند امز