رواية من سجون حماس لـ"ناشط سلام": طلق زوجتك.. تخرج من الاعتقال
بعد أشهر من التعذيب والاستجوابات في سجن حماس، تلقى الناشط رامي أمان عرضا غير تقليدي بتطليق زوجته مقابل إخلاء سبيله.
وبحسب وكالة أسوشيتدبرس فإن "أمان" كان قد عقد قرانه مؤخرا على ابنة أحد مسؤولي حماس، لكن الجماعة أرادت تبديد أية إشارة إلى دعم تواصله مع نشطاء السلام الإسرائيليين.
وقال أمان إنه لم يجد بدا من الاستسلام في النهاية للضغط وإن زوجته التي وصفها بأنها "حب حياته قد تم نقلها من غزة رغما عنها، وقد لا يراها مرة أخرى".
وأضاف خلال مقابلة على سطح منزله في مدينة غزة: "أدركت أنني أُرسلت إلى هناك لقضاء بعض الوقت لقطع علاقتي بزوجتي".
كان هذا هو الإذلال الأخير في قصة طويلة بدأت بما يعتقد أمان أنه كان اجتماعا بريئا على الإنترنت مع نشطاء سلام إسرائيليين، لينتهي بالزج به في زنزانة سجن سيئة السمعة تُعرف باسم "الحافلة"، ودمر زواجه في النهاية.
بدوره، أكد عمر شاكر ، مدير مكتب إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش، أن "المعاملة المؤسفة لرامي أمان من قبل سلطات حماس تعكس ممارستها المنهجية لمعاقبة من يهدد كلامهم عقيدتهم".
ولم يعتقد "أمان" أنه كان يفعل أي شيء تخريبي عندما انضم إلى مكالمة عبر تطبيق زووم في أبريل/ نيسان الماضي.
ورامي أمان، كاتب مستقل يبلغ من العمر 39 عاماً، حيث تحدث قائلا: "أردت أن أجعل الناس يعرفون أكثر كيف يكون الأمر عندما تعيش تحت الاحتلال والحصار، محروماً من الحقوق التي يتمتع بها بقية العالم".
ولأكثر من ساعتين، تحدث أمان ومجموعته من نشطاء السلام، لجنة شباب غزة، عن التعايش مع عشرات الإسرائيليين.
وعقب تسريب مضمون الاجتماع، غصت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات الغاضبة التي وصفته بالخائن. وحث البعض حماس على التحرك.
وقال أمان إنه في 9 أبريل / نيسان 2020، تم استدعاؤه وسبعة أعضاء من مجموعته إلى الأمن الداخلي، الجهاز الذي يتعامل مع المنشقين والأشخاص المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل.
ولفت إلى أنه "عُصبت عينيه وأُرسل بسرعة إلى الحافلة، وهي غرفة تصطف على جانبيها صفوف من المقاعد الصغيرة ودورة مياه. ويُجبر المعتقلون على الجلوس على الكراسي الصغيرة، التي لا تتواجد سوى في دور الحضانة، لأيام أو أسابيع مع فترات راحة قليلة".
وفي يوليو/تموز، نُقل إلى سجن حماس المركزي، رغم أنه لم يُدن بأية جريمة حتى الآن. ولم يعد هناك استجواب أو تعذيب.
لكنه في النهاية استسلم أمان ووقع أوراق الطلاق بعد أن وُعد بإطلاق سراحه في اليوم التالي.
إلا أنه ظل في الأسر حتى 25 أكتوبر/تشرين الأول، حيث علم أمان أن زوجته قد تم نقلها مع وفد حماس إلى مصر وتسليمها إلى أقارب يعيشون هناك.
وأكدت صاحبة الشقة في غزة؛ حيث تعيش المرأة أنها جمعت متعلقاتها برفقة مسؤول في حماس بعد الإفراج عنها بكفالة. ثم تم نقلها إلى ملجأ للنساء حتى نقلت إلى مصر.
ويقضي أمان أيامه في الحديث إلى محاميه ومجموعات حقوق الإنسان وتبادل الرسائل النصية مع مسؤولي حماس.
ولا يزال الأمن الداخلي يحتجز جهاز الكمبيوتر المحمول والكمبيوتر المكتبي وهاتفه إلى جانب العديد من الأجهزة الأخرى الخاصة بأفراد الأسرة.
كما علم أنه ممنوع الآن من مغادرة غزة، مختتما حديثه بالقول: إنه تخلى في الوقت الحالي عن نشاطه السياسي لأن لديه "معركتي الشخصية: العودة إلى زوجتي".
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز