نتنياهو «محاصر» بالكونغرس الأمريكي.. هل يجازف بالمواجهة؟
في مؤشر جديد على مدى التوتر الذي وصلت إليه العلاقات مع بعض الديمقراطيين، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه محاصرا بالكونغرس الأمريكي.
فبنيامين نتنياهو يستعد لمواجهة مقاطعة واسعة النطاق من التقدميين في الكونغرس الأمريكي إذا قبل دعوة مقررة لإلقاء كلمة أمام الكابيتول.
وهذه علامة جديدة على التوتر الذي وصلت إليه العلاقات بين بعض الديمقراطيين وإسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
وردا على سؤال عما إذا كان سيحضر، قال النائب ماكسويل فروست (ديمقراطي من فلوريدا) لموقع "أكسيوس" الأمريكي: "لا" لأن نتنياهو "شخص سيئ".
أما النائب تشوي غارسيا (ديمقراطي من إلينوي) فأخبر الموقع بأنه على الأرجح لن" يحضر لأن ائتلاف نتنياهو اليميني هو "الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ البلاد"، وبسبب "سلوك إسرائيل خلال الحرب".
كذلك الأمر بالنسبة للنائب جريج كاسار (ديمقراطي من تكساس)، الذي قال إنه "يبدو أنه من غير المرجح أن أغير جدول أعمالي للوصول إليه"، مضيفا "من المهم رمزيا أن يظهر الناس اختلافنا معه ويعبرون عنه".
أبعد من ذلك
النائبة رشيدة طليب (ديمقراطية من ولاية ميشيغان وفلسطينية الأصل)، ذهبت إلى أبعد من ذلك، قائلة إن نتنياهو "لا ينبغي أن يأتي إلى الكونغرس، بل يجب إرساله إلى لاهاي"، في إشارة إلى محكمة العدل الدولية التي تتخذ من المدينة الهولندية مقرا لها.
وأضافت "ليس لديه أي مصلحة في القدوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية".
وأمس الخميس، أعلن رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري من لوس أنجلوس) أنه يعتزم دعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام الكونغرس.
وقبلها بيوم، اقترح العديد من الجمهوريين في مجلس النواب الفكرة، كوسيلة للرد على زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك) بسبب انتقاداته القاسية لنتنياهو.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "أكسيوس"، فإن المشرعين الذين حضروا خطاب نتنياهو المثير للجدل أمام الكونغرس عام 2015 أو خطاب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في يوليو/ تموز الماضي، قالوا إنهم لن يحضروا هذه المرة.
وهو ما عبّر عنه النائب دون باير (ديمقراطي من فرجينيا)، وكذلك النائبة بيكا بالينت (ديمقراطية عن ولاية فيرمونت).
وقال باير: "على الأرجح لن" يحضر لأن "الساعة الأخيرة كانت واحدة من أكثر الساعات المؤلمة" في حياته.
تصاعد التوتر
يتصاعد التوتر بين ديمقراطيين أمريكيين على رأسهم الرئيس جو بايدن ونتنياهو، على خلفية الحرب المستعرة في غزة، حيث تتواتر المواقف المتشددة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي ما ينذر بانشقاق مع أوثق حلفاء تل أبيب.
وقبل يومين، دعا أكثر من ثلث أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين إدارة بايدن لاتخاذ خطوة "جريئة" نحو إقامة دولة فلسطينية، في موقف متشدد جديد ضد نتنياهو.
ومرارا، عبر بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن عن دعمهما لحل الدولتين، لكنهما لم يقوما بأية خطوات تذكر نحو تحقيق ذلك قبل الحرب، لمعرفتهما بأن نتنياهو وحكومته اليمينية المتشددة يعارضان المشروع بشدة.
غير أن الإدارة الأمريكية سرّعت الحديث عن حل الدولتين في إطار مساعيها لوقف الحرب المدمرة، والتي شملت الدفع باتجاه إصلاح السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث تم تعيين رئيس وزراء فلسطيني جديد مؤخرا.
وجاءت الرسالة الموجهة لبايدن بعد أيام على إحداث زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، أرفع سياسي أمريكي يهودي منتخب في الولايات المتحدة والمدافع عن إسرائيل، صدمة بخطاب انتقد فيه إدارة نتنياهو للحرب في غزة.
ودعا شومر لإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
aXA6IDE4LjExNi4yMC4xMDgg جزيرة ام اند امز