تفجير تل أبيب يعيد إسرائيل 18 عاما للخلف.. خوف من «تهديد قديم»
تخشى إسرائيل، عودة مشاهد العمليات التفجيرية إلى شوارعها بعد الانفجار الفاشل في تل أبيب الذي تعتقد السلطات أن معجزة منعته.
ففي وقت كانت فيه أجهزة الأمن الإسرائيلية تحاول حل لغز انفجار عبوة ناسفة كبيرة في تل أبيب مساء الأحد، خرجت حماس والجهاد الإسلامي في بيان غير عادي.
الانفجار الذي تقدر أجهزة الأمن الإسرائيلية بأنه نتج عن عبوة ناسفة بزنة 8 كيلوغرامات أدى إلى مقتل حامل الحقيبة وإصابة إسرائيلي بجروح متوسطة.
وفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإن "العبوة الكبيرة التي كان يحملها شخص في الخمسين من العمر ومن سكان الضفة الغربية"، أدت إلى تشويه جسد المفجر بحيث كان من الصعب جدا تحديد هويته.
والاعتقاد السائد لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية هو أن العبوة انفجرت نتيجة خطأ بشري بينما كان حاملها يبحث عن مكتظ لتفجيرها فيه.
"تهديد قديم"
وكانت كتائب القسام وهي الجناح العسكري لحركة "حماس" قالت في بيان: "تعلن كتائب القسام بالاشتراك مع سرايا القدس تنفيذ العملية التي وقعت مساء أمس الأحد في مدينة تل أبيب".
وتؤكد الكتائب أن "العمليات بالداخل المحتل ستعود للواجهة طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرار سياسة الاغتيالات".
وفي حين حل البيان مسألة الجهة التي تقف خلف الهجوم، بعد أن ساد الاعتقاد لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية بأنه تفجير جنائي، لم يحل مسألة هوية المنفذ.
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: "بعد ساعات من انفجار العبوة الناسفة في تل أبيب، تبنت حماس والجهاد الإسلامي المسؤولية في بيان مشترك وغير عادي".
وفي إشارة إلى عبارة "العمليات الاستشهادية"، أضافت: "المصطلح الذي يستخدمونه يذكرنا بالعمليات الانتحارية المشتركة التي نفذوها خلال الانتفاضة الثانية".
وتابعت: "التهديد الذي أرسله الجناح العسكري لحماس استخدم مصطلح عمليات الاستشهادية، أي عمليات الشهادة، وإلى حد ما، تعيدنا هاتان الكلمتان إلى أيام الانتفاضة الثانية، عندما كانت حماس والجهاد الإسلامي تنفذان هجمات انتحارية مشتركة في عمق إسرائيل".
ومن جهتها، قالت القناة الإخبارية الـ13 الإسرائيلية، إن منفذ الهجوم في تل أبيب مساء أمس جاء من مدينة نابلس في شمالي الضفة الغربية دون أن تذكر اسمه.
وذكرت "تقرر رفع حالة التأهب في غوش دان (مدينة تل أبيب والمدن المجاورة لها) ودعت الشرطة الجمهور إلى توخي الحذر والإبلاغ عن أي شخص / كائن مشبوه إلى الخط الساخن".
الأولى منذ 18 عاما
بدورها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بيان لقائد منطقة شرطة تل أبيب اللواء بيرتس عمار، "على الشرطة تغيير طريقة عملها في ضوء الانفجار في تل أبيب، والذي يشتبه في أنه هجوم فاشل بعبوة ناسفة".
وأضاف عمار: "آخر حادث عبوة ناسفة في تل أبيب كان قبل 18 عاما"، مضيفا أن المنفذ الذي لم يذكر اسمه "ليس لديه سجل أمني".
وذكر أن العبوة الناسفة صنعت في الضفة الغربية، وهي دون المستوى المطلوب.
فيما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن "القلق الرئيسي في مؤسسة الأمن هو أنه سيتم إلهام المزيد من الأشخاص لتنفيذ هجمات في الأراضي الإسرائيلية".
من جهته، قال المتحدث باسم الشرطة إيلي ليفي: "كانت هناك معجزة كبيرة هنا، ويجري التحقيق في الحادث".
صحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت: "يحقق المسؤولون الأمنيون فيما إذا كان الانفجار متعمدًا أم نتيجة عطل قبل أن يصل المهاجم إلى هدفه، حيث وقع الانفجار في منطقة غير مأهولة بالسكان نسبيًا".
وأضافت: "تشير النتائج الأولية إلى أن العبوة الناسفة المستخدمة كانت دون المستوى المطلوب على الأرجح. وكانت القنبلة تشبه تلك التي توجد عادة في الضفة الغربية".
العبوات الناسفة
الصحيفة قالت أيضا، "اكتسبت قضية العبوات الناسفة زخما في السنوات الأخيرة، بما في ذلك بالأساس تحضيرها من متفجرات دون المستوى وفي مختبرات التصنيع في الضفة الغربية".
موضحة "كثيرا ما تصادف قوات الأمن ليس فقط العبوات الناسفة التي ألقيت عليهم، بل أيضا العبوات الناسفة التي تحتوي على متفجرات كبيرة مزروعة في الأرض على الطرق".
وأضافت "القلق الكبير في مؤسسة الأمن هو، بطبيعة الحال، إدخال عبوات ناسفة مع متفجرات عادية إلى قلب المدن الإسرائيلية الكبيرة، والتي يمكن أن تسبب أضرارا كبيرة".
وتابعت "تعتبر العبوات الناسفة علامة مركزية وهامة للهجمات لأنها تسبب ضررا كبيرا وتخلق بالإضافة إلى ذلك خوفا وحالة من الذعر بين الجمهور"، معتبرة أن "الخوف الأكبر في إسرائيل هو العودة إلى أيام الانتفاضة الثانية، عندما انفجرت العبوات الناسفة على أجساد الانتحاريين في قلب المدن الكبرى".
aXA6IDMuMTQ5LjIzMi44NyA= جزيرة ام اند امز