الرئاسة الفلسطينية تدين تصريحات لنتنياهو وتطالب واشنطن بوقف استفزازاته
نتنياهو سمح لأعضاء كنيست متشددين باقتحام المسجد الأٌقصى، وأعلن صراحة عزمه تصعيد الاستيطان
حذرت الرئاسة الفلسطينية من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تخريب الجهود الأمريكية لإحياء عملية السلام، بتبنيه مواقف متشددة وسماحه بإجراءات استفزازية "تحاول إعادة الأمور إلى نقطة الصفر ومرحلة الخطر".
تحذيرات الرئاسة الفلسطينية جاءت بعد سماح نتنياهو لأعضاء كنيست متشددين باقتحام المسجد الأٌقصى وإعلانه الصريح عزمه تصعيد الاستيطان، بعد تأكيده أنه "لا توجد هناك حكومة عملت لصالح الاستيطان أكثر من الحكومة التي أترأسها".
وكان وفد أمريكي برئاسة كبير مساعدي الرئيس دونالد ترامب وصهره، جاريد كوشنير، أنهى للتو زيارة إلى المنطقة، بحث خلالها مع قادة عرب وفلسطينيين وإسرائيليين استئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ 2014.
ولكن ما إن غادر الوفد الأمريكي -باستثناء مبعوث الرئيس الأمريكي للاتفاقات الدولية جيسون غرينبلات- المنطقة، حتى قال نتنياهو في حفل بمناسبة 50 عاما على الاستيطان في الأراضي الفلسطينية: "هنالك موجة من التطوير والبناء في يهودا والسامرة (التسمية العبرية للضفة الغربية)، نقود تلك الأنشطة الكبيرة ولا توجد هناك حكومة عملت لصالح للاستيطان أكثر من الحكومة التي أترأسها".
وأضاف نتنياهو في مستوطنة "بركان" بالضفة الغربية "نقوم بذلك بشكل يتحلى بالتعاون والشراكة، ومن منطلق شعورنا بأن هذه هي مهمة مشتركة.. نصون الاستيطان ونعززه ونقوم بذلك بشكل يتحلى برشد وبعقلانية وبمسؤولية، لقد عدنا إلى هنا وسنبقى هنا للأبد، ولن يتم القيام باقتلاع بلدات في أرض إسرائيل بعد اليوم".
وبعد ساعات على هذه التصريحات، سمح نتنياهو اليوم الثلاثاء لعضو الكنيست من حزب (الليكود) الحاخام يهودا غليك وعضوة الكنيست من حزب (البيت اليهودي) شولي معلم، باقتحام ساحات المسجد الأقصى بحراسة عناصر من الشرطة الإسرائيلية.
وأثارت هذه التصريحات والمواقف الإسرائيلية حفيظة الفلسطينيين.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن"الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعلى رأسها القدس الشرقية غير شرعي وسيزول"، محذرا من الاستفزازات الإسرائيلية في الأقصى، بقوله: ستقود إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها، والحكومة الإسرائيلية تتحمل وحدها المسؤولية عنها.
ودعا أبوردينة إلى الوقف الفوري لكل الخطوات التي تؤجج المشاعر الدينية في الأماكن المقدسة، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات الإسرائيلية هي"رسالة للإدارة الأمريكية التي سعت في جولة مهمة لوفدها رفيع المستوى في المنطقة، لعمل شيء لإنقاذ العملية السلمية".
وشدد بهذا الصدد، على ضرورة أن تتعامل الإدارة الأمريكية مع هذه الاستفزازات على أنها "إعاقة حقيقية لكل هذه الجهود، ومحاولة لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، ومرحلة الخطر".
بدوره قال النائب في الكنيست الإسرائيلي عن القائمة العربية عبدالحكيم حاج يحيى إن" المسجد الأقصى المبارك هو قبلتنا الأولى والمسجد الثاني الذي بني في الأرض بعد المسجد الحرام وثالث المسجدين الذي تشد إليه الرحال، سماه الله من فوق 7 سماوات بهذا الاسم، وهو باق إلى ما شاء الله.. شاء من شاء وأبى من أبى".
وأضاف "أن نتنياهو وعصابته بسماحها للنواب اليهود باقتحام المسجد الأقصى وبحراسة مشددة إنما تريد تأجيج نار الحقد والكراهية والتحريض على سفك الدماء في أفضل أيام الدنيا وفي شهر الله الحرام".