خبراء: مقاطعة حماس لـ"اجتماع الضم" يكرس الانقسام
المحلل السياسي أحمد عوض الله يقول إن حماس والجهاد يسيران وفق رؤية إيران وحزب الله
قبل أيام من اجتماع دعت له القيادة الفلسطينية لبحث آليات الرد على خطة الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية المحتلة، سارعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بقطاع غزة إلى إعلان مقاطعة هذا الاجتماع.
تلك المقاطعة تضع الكثير من علامات الاستفهام حيث تأتي في توقيت حساس يتطلب توحيد الجهد الفلسطيني لمواجهة هذة التحديات، بحسب مراقبين.
وقال الدكتور كمال الأسطل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، إن غياب حماس عن الاجتماع يكرس الانقسام الفلسطيني الداخلي، وصولا للانفصال الذي تسعى لتأسيسه إسرائيل؛ في إشارة إلى قبول ضمني من حماس لواقع ما بعد ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية؛ وبقاء حماس في قطاع غزة.
وأضاف "الأسطل" لـ"العين الإخبارية" "أعتقد في الساحة الفلسطينية لم يستطيع كورونا وقبلها الاحتلال توحيد الفصائل الفلسطينية بخلاف بعض الفصائل في المنطقة التي تتوحد من أجل مصلحة الشعوب".
وتابع:" هذه مشكلة خطيرة تعاني منها الساحة الفلسطينية، وهذا يؤكد أن الفصائل والقيادة لم تتفق على قاسم مشترك تناضل من أجله للتصدي لمخاطر الاستيطان والضم".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن نية الحكومة الإسرائيلية الجديدة الشروع في الأول من تموز/يوليو المقبل بضم غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية، وذلك تنفيذا للتفاهم مع حزب "أزرق أبيض" برئاسة بيني جانتس.
ورأى الأسطل أن الرد على ما وصفها بـ"الحماقة" الإسرائيلية يجب أن يكون بموقف فلسطيني موحد، وقال: "إذا لم توحدهم القضية الفلسطينية فما فائدة وجود كل المكونات الفلسطينية"، مؤكدا أن الانقسام يخدم المشروع الإسرائيلي.
ومساء الأربعاء أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي عدم مشاركتهما في اجتماع رئاسي دعت له القيادة الفلسطينية يوم السبت المقبل؛ لبحث موقف فلسطيني موحد من خطة الضم الإسرائيلية.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد عوض الله، الكاتب والمحلل السياسي، إن حماس والجهاد يسيران وفق رؤية إيران وحزب الله ما يدفع الحركة والتيار إلى عدم المشاركة في الاجتماع".
وقال عوض لـ"العين الإخبارية": إن "عدم الحضور له انعكاسات واضحة حيث سيبقى الشارع الفلسطيني منقسما على نفسه، وستبقى قضية تمثيل الشعب الفلسطيني محل خلاف"، وأيضا يكرس الانقسام بحيث تبقى إسرائيل تتحكم بالمجتمع الفلسطيني.
كما أشار إلى أن غياب الحركتين له أسبابه أيضا بينها ما يتعلق بثقافة التوجس ومشاعر عدم الثقة؛ ولذلك تعتقد حماس والجهاد حال حضور الاجتماع فسيتم الإعلان عن قرارات لا تعبر عن مواقفهم.
وطالبت حماس والجهاد الإسلامي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدعوة الإطار القيادي لمنظمة التحرير للاجتماع في مكان يتيح مشاركة الأمناء العامين للفصائل؛ وهو ما يصفه خبراء بأنه "محاولة للتهرب من الاجتماع داخل فلسطين" لاتخاذ موقف من قضية وطنية حساسة.