صدى مقتل نصر الله في غزة.. أين السنوار؟
بعد نجاحها في قتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله تأمل إسرائيل في مصير مشابه لزعيم "حماس" يحيى السنوار.
وخلافا للبنان حيث يقتصر العمل الإسرائيلي، على الأقل علنا، على سلاح الجو، فإن الجيش الإسرائيلي يوجد في كل بقعة من قطاع غزة منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
قتلت إسرائيل عددا كبيرا من قادة "حماس" في غزة، بما في ذلك العدد الأكبر من قادة الصف الأول في الجناح العسكري للحركة المعروف باسم "كتائب القسام".
ويعتبر الكثير من الإسرائيليين بأن قتل أو أسر السنوار، المتهم بأنه مهندس هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على غلاف قطاع غزة، يمثل "صورة النصر" التي يبحث عنها، ليس فقط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإنما الجهاز الأمني الإسرائيلي بأكمله، الذي يعتبر نفسه في حالة بحث عن الثأر من السنوار.
ولكن منذ بداية الحرب تقوم إسرائيل، بكامل أجهزتها، بعملية بحث دؤوبة على السنوار دون أن تصل إلى طرف خيط يوصلها إليه.
وتعتقد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن سلسلة الإخفاقات التي دفع حزب الله ثمنا كبيرا لها في الأسابيع الأخيرة كانت بمثابة درس لحركة "حماس" بشكل عام والسنوار بشكل خاص.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، لهيئة البث الإسرائيلية، الأحد "لدى السنوار شهادة وفاة، فقط التاريخ لم يسجل بعد، وسنقوم بتسجيله".
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، اليوم الأحد، إنه "إذا رحل السنوار فنحن في لعبة جديدة تماما".
وتقول التقارير الإسرائيلية إنه منذ بداية الحرب فإن السنوار لا يبقى في مكان واحد لأكثر من يوم ويتنقل ما بين الأنفاق ولا يستخدم هو أو مرافقيه أجهزة اتصال ولا يتواجد في محيطه إلا عدد قليل جدا من المرافقين، ويعتمد في التواصل على الأوراق المكتوبة التي يتم نقلها عبر نقاط ميتة.
وقال المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية آفي ايسخاروف لإذاعة "103 إف إم"، الأحد إن "ما دفع نصر الله لمهاجمة إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول هو الغيرة، ومن المفارقات أن السنوار هو الذي أدى إلى مقتله.. لقد أراد نصر الله بشدة أن يكون السنوار، وفي النهاية دخل في صراع كان ليس له".
وأضاف أن نصر الله "رأى السنوار يتألق في جميع وسائل الإعلام العربية، وهو الدور الذي كان يريده نصر الله لنفسه".
وثمة تساؤلات في إسرائيل على مصير السنوار وإن كان محللون أمنيون قد أشاروا إلى أن إثارة التساؤلات بشكل علني هدفها دفع السنوار للرد.
ولم يرد السنوار ولا "حماس" على هذه التساؤلات التي برزت قبل أسبوعين، وهو ما يزيد علامات الاستفهام في إسرائيل.
وكتب أرييل كهانا في صحيفة "إسرائيل اليوم"، الأحد قائلا "ظهرت علامات استفهام حول مصير يحيى السنوار قبل أسابيع من الاغتيال المؤكد لنظيره الشمالي نصر الله، ولكن على وجه التحديد في ضوء التطور الدراماتيكي في بيروت، يصبح السؤال أكثر أهمية".
وأضاف في إشارة إلى احتمال مقتل السنوار "كل يوم يمر يزيد من الشك في أن هذا هو الحال.. منذ بضعة أسابيع حتى الآن، لم تتلق إسرائيل والوسطاء أي إشارة منه، لا يوجد دليل على أن السنوار قد مات، نعم، ولكن هناك مؤشرات على أن هذا هي الحال".
واعتبر أنه "العلامات الواضحة، بالإضافة إلى قطع العلاقات مع الوسطاء، هي رسائل التهنئة الغريبة التي أصدرتها حماس نيابة عن السنوار، ظاهريا إلى الجزائر واليمن، وقبل أكثر من أسبوع، تعهد أسامة حمدان، المسؤول في حماس، بأن يصدر السنوار بيانا للفلسطينيين.. هذا لم يحدث".
وتساءل كهانا "لماذا لا تقول إسرائيل إن السنوار قد قتل؟.. لأن إسرائيل تخشى أن تشعر بالحرج.. ليست هذه هي المرة الأولى التي يقطع فيها السنوار نفسه لفترة من الوقت، ثم يظهر فجأة".
واعتبر كهانا إنه: "إذا مات السنوار أيضا، أو أصيب بجروح خطيرة، أو سجن في نفق، أو توقف عن العمل، فإن الصورة الكاملة للحملة تتغير بشكل جذري".
وقال "إذا لم يكن هناك السنوار فماذا تبقى من حماس؟ يتم سحق المنظمة عسكريا وتقاتل من أجل بقاء المدنيين.. لكن من هو الرئيس هناك؟ من يعطي الأوامر؟".
وأضاف أنه "منذ اختفاء السنوار، نادرا ما أطلقت حماس النار على إسرائيل.. في الأسبوعين الماضيين كان هناك حادث إطلاق نار واحد من الجنوب. لم يردوا حتى على اغتيال نصر الله".