احتجاز إسرائيل عائدات ضرائب فلسطين.. أمريكا على الخط لمنع زعزعة السلطة
تخشى الولايات المتحدة أن يؤدي تعليق إسرائيل تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية إلى زيادة زعزعة استقرار السلطة الفلسطينية.
هذا ما كشفه موقع "إكسيوس" الأمريكي، مشيرا إلى قلق لدى واشنطن من تعليق إسرائيل تحويل عائدات الضرائب إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث قُتل 125 فلسطينيا منذ بداية الحرب، وفقا لوزارة الصحة في رام الله.
وبحسب ما طالعته «العين الإخبارية»، نقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين قولهما إن «إدارة الرئيس جو بايدن أعربت عن قلقها إزاء قرار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش تعليق تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية إلى السلطة الفلسطينية».
وتشكل عائدات الضرائب (المقاصة) التي تجمعها إسرائيل للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاق بين الطرفين مصدرا رئيسيا للدخل للسلطة التي تعاني بالفعل من أزمة مالية.
والأسبوع الماضي، حذر الرئيس بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن التوتر المتزايد في الضفة الغربية قد يؤثر على الحرب المعقدة بالفعل في قطاع غزة، والمتواصلة لليوم الخامس والعشرين على التوالي.
قلق ودعوة
واليوم الثلاثاء، كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، أن إدارة بايدن حثت الحكومة الإسرائيلية على تزويد السلطة الفلسطينية بالموارد التي تحتاجها، بما في ذلك عائدات الضرائب.
وقال بلينكن: "طلبنا منهم (الإسرائيليين) الإفراج عن الأموال".
وأضاف أن "السلطة الفلسطينية تبذل كل ما في وسعها للحفاظ على الأمن والاستقرار في الضفة الغربية، وهي تعاني من نقص كبير في الموارد. وهذا جانب آخر من المشكلة".
وفي غضون ذلك، نقل موقع "إكسيوس" أن المسؤولين الأمريكيين طلبوا من مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تساحي هنغبي ورون ديرمر، توضيحات بشأن القرار.
وقال مسؤول أمريكي "أخبرناهم أن مثل هذه الخطوة تقوض السلطة الفلسطينية والاستقرار في الضفة الغربية وتتعارض مع المصالح الإسرائيلية. لا يمكننا أن نترك كل شيء ينهار".
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ومكتب سموتريش التعليق على هذا الموضوع.
والإثنين، أرسل سموتريش، وهو قومي يميني متطرف، رسالة إلى نتنياهو يوضح فيها قراره بتعليق تحويل عائدات الضرائب الشهرية التي تجمعها إسرائيل للسلطة الفلسطينية.
منع الانهيار
تبلغ عائدات الضرائب حوالي 150 مليون دولار شهريا، وتشمل ضريبة القيمة المضافة على البضائع التي تدخل قطاع غزة.
وكتب سموتريش لنتنياهو يقول إن "السلطة الفلسطينية لم تدن الهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول"، وأشار إلى أن بعض المسؤولين الفلسطينيين رحبوا به.
وكتب أيضا أن "السلطة الفلسطينية استأنفت حملتها ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية منذ بدء حرب غزة".
وفي يوليو/تموز الماضي، أصدر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي قرارا باتخاذ خطوات لمنع انهيار السلطة الفلسطينية.
وقال نتنياهو في ذلك الوقت إن من مصلحة إسرائيل أن تستمر السلطة الفلسطينية في العمل.
ويعتقد سموتريش، الذي يمثل حركة الاستيطان في الكنيست، أن "وجود حماس قوية وسلطة فلسطينية ضعيفة سيقلل من الضغوط الدولية على إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة".