سجون إسرائيل تكتظ.. وقف «جبري» لاعتقال فلسطينيين

تضاعفت عمليات اعتقال الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل ملحوظ منذ بداية الحرب إلى أن وصلت الى أعداد غير مسبوقة منذ عقود.

ولا تكاد تمر ليلة دون تسجيل عمليات اعتقال في الضفة الغربية، التي تقود في كثير من الأحيان إلى مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين.

• «حرب شاملة» مع حزب الله.. هل تتخلى أمريكا عن إسرائيل؟
• «زحف المليون».. خطة إسرائيلية لـ«قتل» الدولة الفلسطينية

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصلحة السجون الإسرائيلية أنه في مطلع أبريل/نيسان كانت سعة السجون الإسرائيلية تبلغ 14500 سجين، في حين أن العدد الفعلي للسجناء يزيد على 21000 سجين.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "لنسبة الإشغال المرتفعة في السجن، بنسبة 50% تقريبا والزيادة المستمرة لعشرات المعتقلين يوميا، فإن مصلحة السجون لن تتمكن في غضون أيام قليلة من استيعاب سجناء أمنيين إضافيين".

وذكرت في هذا الصدد أنه اضطر الأسبوع الماضي الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" إلى إلغاء 20 اعتقالا بسبب الاكتظاظ في السجون والمعتقلات.

وقالت: "لهذا السبب فإن الأجهزة الأمنية تطلق سراح معتقلين إداريين خطرين عند انتهاء المدة المحددة لهم لتوفير مكان لمعتقلين أكثر خطورة من الضفة الغربية".

كم عدد الأسرى بالسجون الآن؟

استنادا إلى معطيات سلطة السجون الإسرائيلية فإنه في بداية شهر يونيو/حزيران الجاري فقد بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين 9112.

وأشارت المعطيات التي حصلت عليها "العين الإخبارية" إلى أن "من بينهم 2070 معتقلا محكوما، و2733 موقوفا، و3410 معتقليين إداريين محتجزين دون محاكمة، وتعتقل إسرائيل أيضا 899 فلسطينيا من غزة باعتبارهم (مقاتلين غير شرعيين)".

واستناد إلى المعطيات فإن هذا العدد هو الأعلى منذ منتصف 2008 حينما بلغ عدد المعتقلين 9080، وما قبل الحرب ولعدة سنوات كان عدد الأسرى يقارب 5000.

9 آلاف منذ بدء الحرب

وتقول هيئة شؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين إنه منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى 11 يونيو/حزيران الجاري اعتقلت إسرائيل 9170 فلسطينيا بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

ووفقا لهذه المعطيات التي حصلت عليها "العين الإخبارية" فقد بلغت حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النساء أكثر من 310، أما عدد حالات الاعتقال في صفوف الأطفال فقد بلغت 640.

وذكرت أنه بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الصحفيين 80 صحفيا، تبقى منهم رهن الاعتقال 48 و12 صحفيا من غزة رهن الإخفاء القسري.

وتابعت "بلغت أوامر الاعتقال الإداري بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول أكثر من (6627) أمرا ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحقّ أطفال ونساء".

ولفتت إلى مقتل 18 معتقلا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية منذ اعتقالهم في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

اعترافات بالتنكيل

واعترف الجيش الإسرائيلي، الأحد، بأن جنوده قيدوا جريحا فلسطينيا على الغطاء الأمامي لمركبة عسكرية خلال عملية في مدينة جنين بشمال الضفة الغربية، في انتهاك للقواعد العملياتية.

وتظهر مقاطع فيديو توثق الحادثة التي وقعت السبت، وانتشرت على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، شابا من سكان جنين ممددا ومقيدا على غطاء مركبة عسكرية كانت تمر في أحد شوارع المدينة.

وأكد مصدر طبي في مستشفى ابن سينا التخصصي في المدينة أن الشاب يدعى مجاهد فياض، وكان عند وقوع الحادث في حي الجابريات في منطقة وادي برقين، وحسب المصدر فإن حالة الشاب مستقرة.

وقال الجيش إن الفلسطيني أصيب خلال "عملية لمكافحة الإرهاب" نفذها الجنود لاعتقال مشتبه بهم مطلوبين.

وبحسب بيان الجيش فإن أحد المشتبه بهم أصيب خلال تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسلحين، قبل أن يتم اعتقاله.

وجاء في بيان الجيش "في انتهاك للأوامر والإجراءات العملياتية المعمول بها، اقتادت القوات مشتبها به وهو مقيد فوق مركبة".

وأضاف البيان أن "سلوك القوات في مقطع الفيديو الخاص بالحادث لا يتوافق مع قيم الجيش الإسرائيلي".

وأشار البيان إلى أنه "سيتم التحقيق في الحادث والتعامل معه وفقا لذلك".

وأضاف أنه تم نقل الجريح إلى أحد طواقم جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني لتلقي العلاج.

وتعد جنين معقلا للفصائل الفلسطينية المسلحة، وينفّذ الجيش الإسرائيلي بشكل دوري عمليات توغل في المدينة والمخيم المحاذي لها.

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 تصاعدا في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وقتل منذ ذلك الحين 553 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية بأيدي القوات الإسرائيلية أو مستوطنين، بحسب مسؤولين فلسطينيين.

وأدت الهجمات التي نفذها فلسطينيون إلى مقتل 14 إسرائيليا على الأقل بين جنود ومستوطنين في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.