اقتحام الأقصى والمدن الفلسطينية.. إدانة لإسرائيل ودعوة لواشنطن
مع خيوط الظلام تسلل مستوطنون تحت حماية الجيش الإسرائيلي، إلى بلدات فلسطينية، بغية اقتحامها قبيل بزوغ الفجر.
وذلك في خضم اقتحامات لا تتوقف للمدن والأماكن المقدسة في فلسطين، أعلنت الرئاسة برام الله اليوم الثلاثاء، أنها تحمل فيها المسؤولية لواشنطن، فيما أدانت التصرفات الإسرائيلية، ودور الجيش والشرطة في تأمين المستوطنين.
آخر تلك الاقتحامات ما أقدم عليه مستوطنون يقودهم المتطرف يهودا غليك، عضو الكنيست السابق، من اقتحام للمسجد الأقصى اليوم الثلاثاء، تحت حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية؛ الأمر الذي أثار حفيظة الرئاسة الفلسطينية.
وسبق ذلك اقتحامات لعدة مدن فلسطينية، من قبل عشرات المستوطنين قبل أيام قليلة من احتفال الإسرائيليين برأس "السنة العبرية", والذي يوافق السبت والأحد من الأسبوع الجاري، واللذين تليهما أيام "التوبة العشر" التي تتكثف فيها الاقتحامات، ثم "عيد الغفران" في الـ25 من سبتمبر/ أيلول الجاري.
وتعليقا على الاقتحام الجديد للمسجد الأقصى حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، مما سماها "سياسات القتل والاقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية التي تُوصل الأمور إلى طريق مسدود وخطير".
أبو ردينة حمل الولايات المتحدة المسؤولية عن عودة سياسة الاقتحامات للمدن الفلسطينية، قائلا إن "على الجانب الأمريكي التدخل بشكل فوري لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل، وعدم الاكتفاء بسياسة التصريحات التي لا تغير شيئا على الأرض"، مشيرا في ذات الوقت إلى أن "الأوضاع على وشك الانفجار جراء التصعيد الإسرائيلي الخطير".
وشدد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية على أن "استمرار هذه السياسات العدوانية ضد شعبنا وأرضنا، ومواصلة اقتحام المتطرفين اليهود المسجد الأقصى المبارك بحماية الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم على أبناء شعبنا وغيرها من إجراءات أحادية الجانب، سيكون لها تداعيات خطرة جداً على الجميع.
وفجر اليوم الثلاثاء أيضا جرى تنفيذ اقتحام لمخيم نور شمس في طولكرم، ما أدى إلى مقتل شاب فلسطيني، فضلا عن إحداث دمار كبير في البنية التحتية للمخيم.
كما اقتحم المتطرف يهودا غليك، مع عشرات المستوطنين المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية اليوم الثلاثاء..
وبحسب ما أفاد به شهود عيان، فإن اقتحام المستوطنين للأقصى جرى على شكل مجموعات متفرقة، ورافقته جولات استفزازية في باحات المسجد، وتأدية طقوس تلمودية، ضمن محاولات مستميتة لفرض أمر واقع والسيطرة على المكان المقدس
ولم تتوقف الاقتحامات على الأقصى، بل تجاوزه المستوطنون إلى مقامات إسلامية في قرية عورتا جنوب شرق نابلس.
ونقلت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية عن رئيس المجلس القروي لعورتا، سعد عواد قوله إن "مئات المستوطنين اقتحموا قرية عورتا وسط حماية جيش الاحتلال، وإن المستوطنين أدَّوا طقوسا تلمودية في المقامات الدينية في القرية".
ومهد الجيش الإسرائيلي لاقتحام القرية بمداهمة المنازل، ونصب مدفعيات القناصة على أسطح المنازل لتأمين المستوطنين أثناء عملية الاقتحام، التي جرت في الثالثة والنصف فجرا بالتوقيت المحلي، وفقا للوكالة نفسها.
ــــ.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDEuMjUxIA== جزيرة ام اند امز