مشهد غير مسبوق.. وزراء ونواب إسرائيليون يقتحمون قاعدة عسكرية
اقتحم وزراء ونواب إسرائيليون، اليوم الإثنين، قاعدة "سديه تيمان" العسكرية في جنوبي إسرائيل حيث يتم احتجاز معتقلين من غزة.
وبدا أن للمشهد تداعيات بعيدة المدى مع ارتفاع يد اليمين الإسرائيلي المتشدد ضد الجيش.
وحاول الجيش الإسرائيلي صد الاقتحام غير أن الوزراء والنواب تحججوا بحصانتهم البرلمانية لتنفيذ الاقتحام برفقة العشرات من عناصر اليمين.
وجاء الاقتحام بعد أن نشر جندي إسرائيلي مقطع فيديو دعا فيه الإسرائيليين للقدوم بعد أن أمرت الشرطة العسكرية بتوقيف 9 جنود احتياط متهمين بتعذيب أسير فلسطيني وإصابته بجروح خطيرة تم على إثرها نقله الى المستشفى.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الأسير، لم تذكر اسمه، لم يكن قادرا على المشي وأصيب بجروح خطيرة في أنحاء جسده بما في ذلك شرجه.
و"سدي تيمان" الذي يتم فيه احتجاز الأسرى من قطاع غزة منذ بداية الحرب هو أسوأ السجون الإسرائيلية وتنظر المحكمة العليا الإسرائيلية بالتماس مؤسسات إنسانية إسرائيلية تطالب بإغلاقه فورا.
وقالت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل: "خلال الأشهر القليلة الماضية، تراكمت الأدلة حول ما يحدث في المعتقل وكشفت واقعاً لا يمكن تصوره من العمليات الجراحية التي تجرى دون تخدير، واحتجاز المعتقلين لأيام في أوضاع قاسية وتكبيل أطرافهم بصورة أدت إلى بتر الأعضاء، وتعصيب العينين لفترات طويلة - حتى أثناء تقديم العلاج الطبي وقضاء الحاجات، واحتجاز بعض المعتقلين تحت طائلة الضرب والانتهاكات".
ولم تنف إسرائيل هذه الاتهامات ولكنها قالت إنها تعمل على نقل المعتقلين تدريجيا إلى سجون أخرى وتحويله إلى سجن مؤقت.
وجاءت حادثة الاعتداء الجديدة لتؤكد وجود اعتداءات جنسية ضد الأسرى الفلسطينيين.
وكان حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف أعلن إرسال وزراء ونواب الحزب إلى القاعدة للاحتجاج على قرار توقيف الجنود المتهمين بالاعتداء على الأسير الفلسطيني.
وانضم إليهم نواب من حزب "الليكود" الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتسابق الوزراء والنواب الإسرائيليون بالدفاع عن الجنود المتهمين بالاعتداء على الأسير الفلسطيني.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير: "إن مشهد ضباط الشرطة العسكرية وهم يأتون لاعتقال أفضل أبطالنا في مركز الاحتجاز سديه تيمان ليس أقل من مخزٍ".
وقال وزير العدل من حزب "الليكود" ياريف ليفين: "لقد صدمت عندما رأيت صورًا قاسية لجنود يتم اعتقالهم، من المستحيل قبول هذا".
وبدوره، قال وزير المالية من حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش: "جنود الجيش الإسرائيلي يستحقون الاحترام، ولن يعتقلوا كالمجرمين. ارفعوا أيديكم عن محاربينا الأبطال".
وكان العشرات من اليمينيين الإسرائيليين وصلوا إلى قبالة القاعدة العسكرية وهم يهتفون دعما للجنود الموقوفين.
ولاحقا انضم إليهم وزير التراث عميحاي إلياهو ووزير الإسكان إيتسحاك غولدكنوبف والنائبين بالكنيست تسفي سوكوت ونسيم فاتوري.
وقاموا جميعا باقتحام القاعدة العسكرية بعد كسر الأبواب دون أن تتمكن الشرطة العسكرية من وقفهم.
وأثارت المشاهد انقساما في الشارع الإسرائيلي ما بين مؤيد ومعارض.
واكتفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بإدانة الاقتحام والدعوة لضبط النفس، وقال مكتبه في بيان "يدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تهدئة فورية في سديه تيمان، ويدين بشدة اقتحام قاعدة للجيش الإسرائيلي".
ولم يدن أي من المسؤولين الإسرائيليين الاعتداء على الأسير الفلسطيني ولكن المعارضة احتجت على مشهد اقتحام القاعدة.
وقال يائير لابيد، زعيم المعارضة: " اقتحام سديه تيمان هو إجرام حقير وخطير لأعضاء الكنيست الذين يضعفون الجيش الإسرائيلي ويفككونه، ويضعفون ويفككون دولة إسرائيل، ويقضون على أسس قوتنا من الداخل".
وأضاف: "السياسيون الذين تخلوا عن المختطفين، وتركوا الأمن، ودمروا المجتمع الإسرائيلي، يدمرون الآن التسلسل القيادي ويقدسون الإجرام والجريمة".
وتابع لابيد: "البلاد في خطر وجودي إذا لم يخرج هؤلاء من السلطة ومن حياتنا".
أما زعيم حزب "الوحدة الوطنية" الوزير السابق في حكومة الحرب بيني غانتس فقال: "لا شك أن معتقلي النخبة القتلة لا يحصلون على أي شروط خاصة، ومع ذلك فإن العمل العسكري سيتم مع الالتزام بالقيم وسيادة القانون، لا ينبغي السماح بالفوضى".
وأضاف: "ما نراه أمام أعيننا الآن ليس محاولة من جانب السياسيين لحماية جنود الجيش الإسرائيلي، بل محاولة لخلق خدعة سياسية رخيصة على حساب جنودنا الأعزاء. يا رئيس الوزراء، أوقف الحدث".
غير أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي طرق ناقوس الخطر إزاء ما يجري في إسرائيل مع الهيمنة المتزايدة لليمين المتشدد.
وقال هاليفي في بيان: "إن حادثة اقتحام قاعدة سديه تيمان خطيرة للغاية ومخالفة للقانون. إن اقتحام قاعدة عسكرية والإخلال بالنظام فيها هو سلوك خطير وغير مقبول بأي حال من الأحوال".
وحذر قائلا "نحن في حالة حرب، وتصرفات من هذا النوع تعرض أمن البلاد للخطر".
وقال هاليفي: "إنني أدين الحادث بشدة ونعمل على استعادة النظام في القاعدة، وأقدم الدعم الكامل لمكتب المدعي العام العسكري والشرطة العسكرية التي تحقق في كل حادث يتم لفت انتباههم إليه، وهذا واجبهم، بغض النظر عن رتبتهم أو مناصبهم".
aXA6IDMuMjEuNDYuMjQg جزيرة ام اند امز