سياسة
إسرائيل في 2022.. 3 رؤساء حكومات في عام واحد
في مشهد غير مسبوق بتاريخ إسرائيل، بدأ عام 2022 برئيس وزراء ثم توسطه آخر قبل أن يختتم برئيس حكومة ثالث.
ففي بداية العام كان نفتالي بينيت رئيسا للحكومة التي أسسها في منتصف عام 2021، ثم ما لبث أن قرر الكنيست تبكير الانتخابات فأصبح يائير لابيد رئيسا لحكومة تسيير الأعمال لينتهي العام بعودة بنيامين نتنياهو إلى الحكم.
ولم يسبق لنفتالي بينيت، الذي قرر لاحقا اعتزال الحياة السياسية أن تولى رئاسة الحكومة، فيما كانت المرة الأولى للابيد في مقعد رئاسة الحكومة الذي يطمح للعودة إليه مجددا من خلال تزعمه المعارضة.
أما نتنياهو فهو الأطول جلوسا على مقعد رئاسة الحكومة منذ إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948.
فمنذ عام 1948 جلس 15 مسؤولا إسرائيليا على كرسي رئاسة الحكومة، الذي يعتبر الأكثر أهمية ومسؤولية في البلاد.
فمسؤوليات الرئيس الإسرائيلي تكاد تكون رمزية، حيث تقتصر على لقاءات مسؤولين أجانب يزورون إسرائيل وتكليف نواب بتشكيل حكومة أو إصدار قرارات عفو عن سجناء وقبول أوراق اعتماد سفراء.
ويكاد يكون مقعد رئيس الحكومة طموح كل سياسي إسرائيلي، ولكن قلة قليلة يصلون إليه.
ورؤساء وزراء إسرائيل منذ تأسيسها هم: ديفيد بن غوريون، موشيه شاريت، ليفي اشكول، يغال آلون، غولدا مائير، إسحاق رابين، مناحيم بيغن، إسحاق شامير، شمعون بيريز، بنيامين نتنياهو، إيهود باراك، أرئيل شارون، إيهود أولمرت، نفتالي بينيت ويائير لابيد.
والأقصر بقاء في المنصب هو يغال آلون الذي بقي بالمنصب 19 يوما، يليه يائير لابيد الذي يتوقع أن يبقى بالمنصب 180 يوما.
وبالمقابل فإن بينيت هو أول رئيس وزراء إسرائيلي متدين، ولكنه خرج من المنصب بعد أن وجد أن حكومته التي شكلها بالتناوب مع يائير لابيد انتهت قبل أوانها.
وجاء لابيد إلى الحكم كرئيس وزراء انتقالي منتصف عام 2022، على أمل تجديد الثقة من الشعب الإسرائيلي للبقاء في المنصب ولكنه خسر -كما كان متوقعا- أمام المعسكر اليميني الداعم لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.
بنيامين نتنياهو
وترأس نتنياهو الحكومة الإسرائيلية منذ 12 عاما بشكل متواصل بعد أن كان قد ترأسها لمدة 3 سنوات في الفترة بين 1996 و1999.
وفي مارس/آذار 2009، عاد نتنياهو إلى رئاسة الحكومة واستمر بمهامه إلى أن خرج منها منتصف العام الماضي، إثر تشكيل حكومة نفتالي بينيت-يائير لابيد.
ومنذ إقامة دولة إسرائيل عام 1948 تناوب 15 قياديا على رئاسة الحكومة، إلا أن نتنياهو يعتبر أطولهم فترة بعد أن كان -حتى قبل عامين- مؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن غوريون، بحسب رصد "العين الإخبارية".
فقد قضى بهذا المنصب 15 عاما و20 يوما، فيما استمر بن غوريون بالمنصب 13 عاما و127 يوما.
وباستثناء نتنياهو وبن غوريون استمر بقية رؤساء الوزراء في المنصب بما معدله 6 سنوات، مثل غولدا مائير وأرئيل شارون وليفي أشكول ومناحيم بيغن وإسحق رابين وإسحق شامير.
وثمة من هم أقل حظا ممن أمضوا بالمنصب قرابة 3 سنوات مثل إيهود أولمرت وشمعون بيريز، أو نحو العامين مثل إيهود باراك وموشيه شاريت.
أما صاحب لقب أقصر حكومة، فهو يغال آلون الذي بقي في منصبه 19 يوما من 26 فبراير/شباط 1969 وحتى 17 مارس/آذار من نفس العام، ويعزى ذلك إلى أنه كان رئيس وزراء مؤقت بعد وفاة ليفي أشكول.
وينظر إلى نتنياهو الأب لثلاثة أولاد، من قبل مؤيديه على أنه "الملك"، ولكنه شخصيا يواجه في المحكمة المركزية بالقدس الشرقية اتهامات بالفساد.
فيواجه نتنياهو اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، ولكنه ينفي هذا الأمر، ويتهم النيابة العامة بمحاولة الانقلاب على رئيس وزراء يميني قوي.
يائير لابيد
أما يائير لابيد فقد أسس حزبه "هناك مستقبل" عام 2013 ليحقق مفاجأة الحصول على 19 مقعدا في أول انتخابات يخوضها في ذات العام.
خاطب برنامج حزبه قطاع الشباب في إسرائيل بحديثه عن العدالة الاجتماعية والنمو الاقتصادي ومطالبته قطاع المتدينين اليهود بتحمل الأعباء تماما كما باقي مواطني الدولة.
ففي أحاديثه وكلماته يركز لابيد على قضايا الشباب والشؤون الاجتماعية والاقتصاد، ولا يهادن الأحزاب الدينية اليهودية.
وينشط لابيد على شبكات التواصل الاجتماعي وفي الندوات، كما يعتبر من أبرز المعارضين لنتنياهو.
وشغل لابيد حقيبة المالية في حكومة نتنياهو لمدة عام واحد في الفترة ما بين 2013 و2014.
والصحفي السابق يائير لابيد المولود في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1963، حقق ما كان يعتقد الكثيرون أنه حلم بعيد المنال بوصوله إلى مقعد رئيس الحكومة الإسرائيلية.
كان الرجل صاحب مقال رأي أسبوعي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأوسع انتشارا في إسرائيل، وظهر في العديد من البرامج الحوارية السياسية والثقافية في القنوات التلفزيونية العبرية، ناهيك عن كونه مؤلفا، إذ له 11 كتابا في المكتبة الإسرائيلية.
نالت برامجه التلفزيونية انتشارا واسعا وحولته إلى نجم محبوب لكل من يعتبر نفسه ليبراليا وعلمانيا في إسرائيل.
ولربما كان هذا الأساس الذي بنى عليه لابيد، الذي يعشق الملاكمة ويتقنها، للإعلان عام 2012 عن اعتزال العمل الصحفي وخوض غمار الحياة السياسية.
نفتالي بينيت
أما نفتالي بينيت، زعيم حزب "يمينا" اليميني الذي انحل بعد تركه الحياة السياسية، فقد سبق أن شغل عدة وزارات بينها: الاقتصاد والخدمات الدينية، والقدس والتعليم، ويرى أن لإسرائيل الحق في الأرض ما بين البحر والنهر، غير أنه في السنوات الأخيرة، وافق على أن يقام كيان فلسطيني في غزة، شريطة ضم الجزء الأكبر من الضفة، ومنح الفلسطينيين حكماً ذاتياً محدوداً.
ولد بينيت في حيفا عام 1972، وهو ابن لمهاجرين يهوديين أمريكيين من ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وخدم كقائد سرية في وحدات النخبة بالجيش الإسرائيلي ودرس القانون بالجامعة العبرية.
بعد المشاركة في حرب لبنان عام 2006 عمل مديراً لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الفترة من 2006 إلى 2008 وتم تعيينه عام 2010 مديراً عاماً لمجلس المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وأسس مع شريكته وزيرة العدل السابقة أياليت شاكيد من حزب "إسرائيلنا" في 2011 -2012 حزب "البيت اليهودي" الذي فاز بـ12 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي خلال انتخابات عام 2013.
وأعيد انتخاب الحزب خلال عام 2015، ومع ذلك فقد انفصل بينيت وشاكيد في 2018 عن الحزب وأسس حزب "اليمين الجديد" الذي أخفق في الحصول على أي مقعد في الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان 2019.
وبعد فشلهما في الانتخابات قام نتنياهو بطرد بينيت وشاكيد من الحكومة بعد الانتقادات الحادة التي وجهوها إليه خلال الحملة الانتخابية، ولكن بينيت وشاكيد نجحا بالعودة إلى الكنيست من خلال تحالف حزبهما مع أحزاب يمينية أخرى في مارس/آذار عام 2021 ما أتاح له ترؤس الحكومة، إلى أن انتهى الحزب في الانتخابات الأخيرة بعد عدم تمكنه من تخطي نسبة الحسم فلم تتمكن شاكيد من العودة إلى مقاعد الكنيست، فيما سبق لبينيت أن أعلن مسبقا أنه لن يخوض الانتخابات وسيعتزل الحياة السياسية.
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg
جزيرة ام اند امز