شركة تركية تدير قطارا بإسرائيل.. المصالح تدهس شعارات أردوغان
رغم التوترات السياسية الظاهرة بين تركيا وإسرائيل، فإنها لم توقف الارتفاع المستمر في التبادل التجاري بين البلدين.
رغم الخطاب الشعوبي والدعائي المناهض لإسرائيل، والذي يعتمده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلنت وزارة المواصلات الإسرائيلية فوز شركة البورصة التركية بمناقصة لتشغيل "التليفريك" في حيفا.
وتابعت الوزارة الإسرائيلية: "إن الشركة فازت بالمناقصة في ظل منافسة مع شركات إسرائيلية أخرى، وتبلغ تكلفة المشروع 90 مليون دولار".
ورغم التوترات السياسية بين تركيا وإسرائيل، فإنها لم توقف الارتفاع المستمر في التبادل التجاري بين البلدين.
وعلق أحد المحللين على فوز الشركة بالمناقصة: "أردوغان لم يمنع السياحة من إسرائيل أو شراء الإسرائيليين العقارات في تركيا، وهو مثل كل الشعوبيين يقول ولا يفعل شيئاً ولديه خطابات نارية ولكنه لم ينقذها على أرض الواقع".
ويشير الواقع أيضاً إلى أن أردوغان دائماً ما يعمل على تعزيز وتطبيع علاقات بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي، حتى في ذروة الخصام بينهما عقب حادث سفينة مرمرة في مايو/أيار 2010، كشف البيانات والأرقام عن تصاعد ونمو العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بشكل يؤكد أن التوتر بين البلدين لا يتعدى مجرد الدعاية للنظام التركي الذي يتاجر في القضية الفلسطينية.
ولم تؤدِ الأزمة الدبلوماسية بين البلدين في 2010 إلى أزمة اقتصادية، بل ازدادت العلاقات التجارية؛ حيث نمت التجارة التركية الإسرائيلية بنسبة 19% منذ عام 2009 وعلى مدار 6 سنوات، ووصل حجم التبادل التجاري إلى قرابة 5 مليارات دولار نهاية 2015.
وجاء الغاز الطبيعي على سواحل المتوسط الشرقية، والتي تسيطر عليها إسرائيل، ليمثل نقطة تحول باعتبار أن ذلك سيخفف عن كاهل تركيا استيراد 55% من احتياجاتها للغاز من روسيا، التي لا تزال العلاقة بينهما متوترة منذ إسقاط المقاتلة الروسية سوخوي 24 في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
ويعزى هذا التزايد في ظل انقطاع العلاقات الرسمية إلى نشاط القطاع الخاص والشركات غير الحكومية في البلدين؛ حيث لم يسرِ تجميد العلاقات على القطاع الخاص في تركيا.
من جهة أخرى وبالنظر للتبادل التجاري في عام 2014، فإن هناك تعادلاً في الميزان التجاري بين البلدين؛ حيث تتساوى قيمة الصادرات والواردات بين البلدين بحدود 2.5 مليار دولار، وهي علامة على التكافؤ المالي على عكس العلاقات مع شركاء آخرين مثل روسيا، ففي العام نفسه كانت قيمة الصادرات التركية إلى روسيا 6 مليارات دولار، في حين استوردت منها ما قيمته 25 مليار دولار، مما أدى إلى عجز تجاري ضخم، وهذا التوازن بين تل أبيب وأنقرة من شأنه أن يغري البلدين، سواء على مستوى القطاع العام أو الخاص بالحرص على استمرار العلاقات التجارية.
وفيما يتعلق بملف الغاز، أكدت وزارة الطاقة التركية أن إسرائيل قد عرضت على أنقرة في فبراير/تشرين الثاني 2013 مد خط أنابيب لربط حقول غاز إسرائيلية بساحل جنوب تركيا، لتسويق إمداداتها من الطاقة في أوروبا، ولكن أنقرة لم ترد بسبب التوتر في العلاقات بين الجانبين، رغم أن تصدير الغاز لتركيا أمر مربح للطرفين.