عملية رفح.. «لغم» يضرب علاقات أمريكا وإسرائيل
يبدو أن إسرائيل لم تخش تبعات عمليتها العسكرية في رفح الفلسطينية التي ضربت علاقتها بواشنطن بقوة.
وعلقت واشنطن إرسال شحنة ذخائر شديدة الانفجار إلى إسرائيل بسبب هجوم رفح.
وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قال اليوم الأربعاء إن "قرار الرئيس جو بايدن تعليق شحنة ذخائر شديدة الانفجار إلى إسرائيل اتُخذ في سياق خطط إسرائيل شن هجوم في رفح تعارضه واشنطن من دون ضمانات جديدة على حماية المدنيين".
وأضاف أوستن خلال جلسة في مجلس الشيوخ "كنا في غاية الوضوح... منذ البداية أن إسرائيل يجب ألا تشن هجوما كبيرا في رفح من دون وضع المدنيين في محيط تلك المعركة وحمايتهم بعين الاعتبار. ومن جديد، وبعد تقييمنا للوضع، علقنا شحنة واحدة من الذخائر شديدة الانفجار".
وأضاف "لم نتخذ قرارا نهائيا بشأن كيفية المضي قدما فيما يخص تلك الشحنة".
الخطوة الأمريكية لم تحظ بقبول إسرائيل إذ قال جلعاد أردان سفير تل أبيب لدى الأمم المتحدة إن القرار الأمريكي "محبط للغاية".
أردان أضاف أنه "لا يمكن للرئيس الأمريكي جو بايدن القول إنه شريكنا في هدف تدمير حماس في حرب غزة بينما يؤخر من ناحية أخرى الوسائل المراد بها تدمير حماس".
ويبدو أن تعليق شحنة الأسلحة لن تكون الخطوة الوحيدة، إذ أعلنت واشنطن أنها تراجع شحنات أسلحة أخرى إلى إسرائيل بعد تعليقها شحنة مساعدات، وذلك مع استمرار قلق واشنطن إزاء هجوم إسرائيلي محتمل على رفح.
ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قال اليوم الأربعاء إن واشنطن تراجع شحنات أسلحة أخرى إلى إسرائيل بعد تعليقها شحنة مساعدات، وذلك مع استمرار قلق واشنطن إزاء هجوم إسرائيلي محتمل على رفح.
وذكر ميلر خلال إفادة صحفية أنه يتوقع أيضا إرسال وزارة الخارجية خلال الأيام المقبلة تقريرها إلى الكونغرس عما إذا كانت إسرائيل قد استخدمت أسلحة مقدمة من واشنطن بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء قلل الجيش الإسرائيلي من تعليق الإدارة الأمريكية لشحنة أسلحة في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن البلدين الحليفين يحلان أي خلافات "خلف الأبواب المغلقة".
وبدأت إسرائيل مساء أول أمس الإثنين عملية عسكرية لا تزال محدودة في شرق القطاع، كما أغلقت معبر رفح البري بين غزة ومصر، فيما تخشى واشنطن من أن أي عمل عسكري في هذه المنطقة يعرض نحو مليون ونصف مليون نازح لخطر محدق.
ويمر عبر رفح مساعدات لا تفي بحاجة القطاع لكن عرقلتها تعني مجاعة في غزة طالما حذرت منها منظمات أممية، مؤكدة أن القطاع يعاني بالفعل من كارثة إنسانية مروعة.
توسع في جبهة الشمال؟
ورغم التصعيد المستمر في قطاع غزة، إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ألمح اليوم إن احتمال فتح جبهة جديدة في الشمال.
وقال غالانت اليوم الأربعاء إن "المهمة لم تكتمل في شمال إسرائيل"، في إشارة إلى الصراع مع "حزب الله" اللبناني.
وأضاف غالانت أنه "مصمم على السماح بعودة السكان الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم بأمان".
وتابع قائلا "قد يكون هذا الصيف صيفا ساخنا"، في إشارة إلى احتمال توسع الأعمال القتالية على امتداد الحدود الشمالية مع لبنان.
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg جزيرة ام اند امز