إسرائيل تنزف مواطنين.. خسائر «جديدة» للحرب في غزة
لم تكن خسائر الحرب المستمرة في غزة مادية وبشرية فقط، إذ خلفت أثرا مجتمعيا ظهر في خروج نصف مليون شخص من إسرائيل.
وكشفت معطيات إسرائيلية، اليوم الأحد، أن أكثر من نصف مليون إسرائيلي غادروا البلاد في الأشهر الستة الأولى من الحرب.
وبحسب موقع "زمان إسرائيل" العبري، فإن "الحرب والوضع في البلاد يدفعان المدنيين إلى الخروج من إسرائيل".
وأوضح: "يبلغ عدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد منذ عطلة أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي وبدء الحرب، حوالي نصف مليون، وفقا لتحليل البيانات التي حصلنا عليها من سلطة السكان والهجرة".
الموقع قال أيضا: "بحسب بيانات سلطة السكان والهجرة، فإنه في الربع الأول من عام 2024، غادر إسرائيل نحو مليون و50 ألف إسرائيلي، ودخلها نحو مليون و30 ألف إسرائيلي، ليكون عدد المغادرين أكثر من عدد الأشخاص الذين دخلوا بحوالي 20 ألف شخص".
وتابع في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "في أبريل/نيسان، غادر حوالي 645 ألف إسرائيلي إسرائيل ودخلها حوالي 580 ألفاً، وبالتالي فإن عدد الأشخاص الذين غادروا في أبريل/نيسان كان أكبر بنحو 65 ألفاً".
وأضاف: "تنضم هذه البيانات إلى البيانات التي كشفنا عنها في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، والتي بموجبها كان عدد الإسرائيليين الذين غادروا إسرائيل خلال عطلة أكتوبر/ تشرين الأول والأشهر الأولى من الحرب، أكبر بحوالي 470 ألفًا من عدد الإسرائيليين الذين دخلوا البلاد في ذلك الوقت".
مستنتجا "لذلك، فإن ما كان يمكن أن يكون هروبًا مؤقتًا، أو صعوبة فنية في العودة إلى إسرائيل، تحول الآن إلى اتجاه عام".
550 ألف شخص
وذكر أن "إجمالي عدد المواطنين الذين غادروا البلاد ولم يعودوا يزيد بحوالي 550,000 عن إجمالي عدد المواطنين الذين عادوا إلى إسرائيل خلال الحرب".
ولفت إلى أن السلطات "لا تتابع دخول وخروج كل مواطن، بل تتابع العدد الإجمالي فقط".
واستدرك: "لكن بمقابل العائدين، فقد غادر المزيد من المواطنين إسرائيل. وفي الأشهر الأخيرة، تم نشر عدد غير قليل من المقابلات في وسائل الإعلام مع مواطنين قرروا مغادرة البلاد، سواء عرب أو يهود، بما في ذلك نازحون من غلاف قطاع غزة والحدود الشمالية (الحدود اللبنانية)".
الموقع قال "خلاصة القول، بحسب بيانات سلطة الهجرة والسكان، فإن إجمالي عدد المواطنين الذين غادروا البلاد ولم يعودوا، أي أولئك الذين سافروا خلال العطل قبل الحرب والذين غادروا لاحقاً أثناء الحرب، يزيد بنحو 550 ألفاً عن إجمالي المواطنين الذين عادوا إلى إسرائيل".
ووفقا لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، فإن حوالي 60,000 مواطن غادروا إسرائيل في عام 2022، ولم يعودوا طوال عام 2023، باستثناء زيارات قصيرة.
فيما بلغ عدد المغادرين في عام 2023 حوالي 60,000، وفق الموقع ذاته.
اتجاه مختلف
في المقابل، تظهر الأرقام التي كشفت عنها وزارة الهجرة والاندماج خلال نقاش في الكنيست الأسبوع الماضي، أنه منذ بداية العام، وصل 14,982 مهاجرا جديدا إلى إسرائيل، معظمهم من روسيا.
ويمثل هذا ارتفاعًا مقارنة بالأشهر الأولى من الحرب، عندما كان يصل حوالي 1000 مهاجر إلى إسرائيل شهريا، ولكنه يمثل انخفاضًا مقارنة بالفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول من العام الماضي، عندما وصل حوالي 4500 مهاجر شهريًا.
ووفقا لبيانات وزارة استيعاب المهاجرين، في عام 2022 والربع الأول من عام 2023، وصل حوالي 6,500 مهاجر في المتوسط إلى إسرائيل شهريًا.
وهذا هو أعلى مستوى منذ عقدين، ويرجع ذلك أساسًا إلى الحروب في أوكرانيا وإثيوبيا.
ولكن في الربعين الثاني والثالث من عام 2023، استقر الوضع في إثيوبيا وأوكرانيا وانخفض عدد المهاجرين إلى متوسط حوالي 4000 شهريًا.