ضغط داخلي وشكوك.. غموض في إسرائيل عشية مفاوضات القاهرة
تضغط عائلات الرهائن الإسرائيليين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عشية استئناف مفاوضات القاهرة ومرور 6 أشهر على الحرب بغزة.
وتتزامن التحركات المعارضة في إسرائيل مع الضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية على نتنياهو، لإبرام صفقة مع حركة حماس، تقضي بوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.
بدورها، أعلنت حماس أن وفدا قياديا من الحركة برئاسة خليل الحية سيتوجه غدا الأحد إلى القاهرة، استجابة لدعوة القاهرة.
وقالت في بيان تلقته "العين الإخبارية": "تؤكد حماس تمسكها بموقفها الذي قدمته يوم 14 مارس/آذار، وهي مطالب طبيعية لإنهاء العدوان، ولا تنازل عنها".
وأضافت "مطالب شعبنا وقواه الوطنية تتمثل بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم. وصفقة تبادل أسرى جادة".
وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية قالت إن رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز سيعود إلى القاهرة لمحاولة دفع الصفقة.
وبالمقابل، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى أن إسرائيل لم تحسم القرار بإيفاد ممثلين إلى العاصمة المصرية، وإن كانت رجحت ذهاب رئيس "الموساد" ديفيد برنياع للمفاوضات في نهاية الأمر.
وقالت: "من المقرر أن يجتمع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل في القاهرة يوم الأحد، لعقد قمة حول وقف إطلاق النار في غزة، وسط توقعات بمشاركة مدير الموساد ديفيد برنياع أيضا".
وأضافت في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "يظل هدف الاجتماع غير مؤكد في الوقت الذي تدرس فيه إسرائيل مشاركتها، في ضوء موقف حماس المتصلب بشكل متزايد واستجابتها المتأخرة لعرض الوساطة الأحدث".
وتابعت: "يربط بعض المسؤولين الإسرائيليين موقف حماس المتشدد بالأزمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته، إذ تزعم المصادر أن مكالمة يوم الخميس بين بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعثت برسالة واضحة إلى حماس مفادها بأنه يمكن تحقيق هدنة دون صفقة".
ومضت موضحة "رغم أن البيت الأبيض أوضح في وقت لاحق، أنه لا يوجد تغيير في سياسته، وأن وقف إطلاق النار يجب أن يأتي مع إطلاق سراح الرهائن، إلا أن إسرائيل مترددة في المشاركة فيما تعتبره عرضا لا أساس له من الصحة".
وخلال الأسابيع الأخيرة اتسعت الفجوة بين رؤية الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو بشأن معالجة الحرب الدائرة منذ 6 أشهر في غزة، والخميس الماضي تباحث بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية عبر الهاتف بشكل مقتضب، ما يعكس عمق الخلافات، في وقت تشعر فيه واشنطن بالغضب جراء استهداف إسرائيل عاملين في مجال الإغاثة.
ضغط داخلي
في غضون ذلك، صعدت عائلات الرهائن الإسرائيليين الضغط على نتنياهو عشية استئناف مفاوضات القاهرة وحلول ذكرى شهرية جديدة لذكرى هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على غلاف قطاع غزة.
وقالت عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة، إن نتنياهو لا يريد إبرام صفقة لأسبابه السياسية وخشية من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش (انسحابهم يعني انهيار الحكومة).
بينما اتهمت أيالا ميتسجر، زوجة ابن الرهينة يورام ميتسجر، رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأنه "يخشى دفع ثمن إطلاق سراح الرهائن، لأن (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير و(وزير المالية بتسلئيل) وسموتريش هدداه بحل الحكومة".
وقالت ميتسجر، خلال احتجاج على إطلاق سراح الرهائن في شمال إسرائيل: "سنواصل الضغط على نتنياهو وحكومته علنًا حتى يعيد الجميع".
كما حملت يائيل أور، ابنة أخت الرهينة درور أور، اللوم على الحكومة الإسرائيلية، لعدم التوقيع على اتفاق لإطلاق سراح الرهائن حتى الآن، خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب.
وقالت أور، إن "نتنياهو يواصل نسف صفقة إطلاق سراح الرهائن، ويموتون في الأسر".
وأضافت عن إيلاد كاتسير، الذي تم انتشال جثته من غزة: "كان من الممكن إنقاذه لو أن الصفقة جرت، لكن قيادتنا جبانة.. يا رئيس الوزراء وحكومة الحرب ورؤساء الائتلاف، انظروا في المرآة وانظروا إلى الدم على أيديكم".
ومن جهتها، قالت عيناف زانغوك، التي يحتجز نجلها ماتان رهينة، إن "نتنياهو يتعمد عرقلة الصفقة"، وطلبت من الوزراء بيني غانتس وغادي آيزنكوت ويوآف غالانت "مساعدتنا على استبداله (نتنياهو) على الفور، فهو يقف بيننا وبين أحبائنا في غزة.. تحركوا واستبدلوه الآن".
وفي هذا الصدد، قال داني إلجرت، الذي يُحتجز شقيقه إيتسيك كرهينة: "بحسب مصادر دبلوماسية وسياسية مطلعة على المفاوضات، فإن نتنياهو يواصل التصلب في موقفه، ويواصل تقليص تفويض الوفد الإسرائيلي المفاوض، ولا يضع الصفقة على رأس قائمة الأولويات، ويواصل وضع العصي في عجلات المفاوضات".
وأضاف أن "(الرئيس الأمريكي جو) بايدن يرى أيضا أن نتنياهو يحبط الصفقة".
واتهم إلجرت، نتنياهو "ببيع الأوهام بشأن رفح والنصر، في حين يتخلى عن الرهائن"، مضيفا "نتنياهو يحبط الصفقة، ولذلك نواصل العمل من أجل إقالته فورا".
aXA6IDk4LjgyLjEyMC4xODgg
جزيرة ام اند امز