يائير لابيد.. من بلاط الصحافة إلى دهاليز الحكومة الإسرائيلية
عندما أسس يائير لابيد حزبه "يش عتيد" عام 2012، رفضه البعض باعتباره الأحدث في سلسلة نجوم الإعلام الذين يسعون لتحويل شهرته لنجاح سياسي.
لكن حزبه الوسطي العلماني الشرس احتل المركز الثاني في انتخابات مارس/آذار من العام الماضي، في رابع انتخابات غير حاسمة تشهدها إسرائيل في أقل من عامين.
فالصحفي السابق يائير لابيد المولود في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1963، حقق ما كان يعتقد الكثيرون أنه حلم بعيد المنال بوصوله إلى مقعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بعد أن صوت الكنيست اليوم الخميس على حل نفسه وإجراء انتخابات مبكرة، وإعلان رئيس الوزراء نفتالي بينت أنه سيكون رئيس وزراء بالإنابة في حكومة تصريف الأعمال التي سيرأسها لابيد، بدءا من مساء اليوم.
ورئيس الحكومة الإسرائيلية، هو فعليا، الحاكم الفعلي للبلاد بوجود جميع الصلاحيات بيده، خلافا للرئيس الذي يُعتبر منصبه رمزيا.
ومع تولي لابيد رئاسة الحكومة الإسرائيلية تستعرض "العين الإخبارية" في السطور التالية لمحة عن يائير لابيد.
كان الرجل صاحب مقال رأي أسبوعي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأوسع انتشارا في إسرائيل، وظهر في العديد من البرامج الحوارية السياسية والثقافية في القنوات التلفزيونية العبرية، ناهيك عن كونه مؤلفا، إذ له 11 كتابا في المكتبة الإسرائيلية.
نالت برامجه التلفزيونية انتشارا واسعا وحولته إلى نجم محبوب لكل من يعتبر نفسه ليبراليا وعلمانيا في إسرائيل.
ولربما كان هذا الأساس الذي بنى عليه لابيد، الذي يعشق الملاكمة ويتقنها، للإعلان عام 2012 عن اعتزال العمل الصحفي وخوض غمار الحياة السياسية.
الشباب في صلب برنامجه
أسس حزبه "هناك مستقبل" عام 2013 ليحقق مفاجأة الحصول على 19 مقعدا في أول انتخابات يخوضها في ذات العام.
خاطب برنامج حزبه قطاع الشباب في إسرائيل بحديثه عن العدالة الاجتماعية والنمو الاقتصادي ومطالبته قطاع المتدينين اليهود بتحمل الأعباء تماما كما باقي مواطني الدولة.
ففي أحاديثه وكلماته يركز لابيد على قضايا الشباب والشؤون الاجتماعية والاقتصاد، ولا يهادن الأحزاب الدينية اليهودية.
وينشط لابيد على شبكات التواصل الاجتماعي وفي الندوات، كما يعتبر من أبرز المعارضين لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو.
وشغل لابيد حقيبة المالية في حكومة نتنياهو لمدة عام واحد في الفترة ما بين 2013 و2014.
اختلاف يقوده للمعارضة
وفي عام 2020 تحالف مع وزير الدفاع بيني جانتس ضمن ائتلاف "أزرق أبيض"، وخاضا الانتخابات في مارس/آذار من نفس العام وحققا انتصارا كبيرا.
ولكن ما لبث أن اختلف مع جانتس الذي أبرم اتفاقا مع نتنياهو لتشكيل حكومة، فأصبح جانتس في الحكومة فيما ترأس لابيد المعارضة على رأس حزبه "هناك مستقبل".
وأعلن لابيد موقفه بوجوب محاكمة نتنياهو بشبهات الفساد التي تحوم حوله.
وفي مطلع يونيو/حزيران 2021، أبلغ لابيد الرئيس الإسرائيلي آنذاك رؤوبين ريفلين أنه شكل حكومة يتناوب على رئاستها مع زعيم حزب "يمينا" اليميني نفتالي بينيت.
وبعد أقل من أسبوعين نالت الحكومة المشكلة من خليط من الأحزاب اليمينية والوسطية واليسارية بدعم القائمة العربية الموحدة، ثقة الكنيست.
وترأس بينيت الحكومة على أن يتولى لابيد رئاستها نهاية عام 2023، لكن الحكومة فقدت أغلبيتها بالكنيست مؤخرا، ما دفع بينيت ولابيد إلى اتخاذ القرار بحل الكنيست والتوجه إلى انتخابات مبكرة.
وبموجب القانون الإسرائيلي فإنه في حال تم حل الكنيست فإن رئيس الوزراء البديل يرأس حكومة تسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة.
وبخلاف بينيت، فإن لابيد ليس مؤيدا للاستيطان في الأراضي الفلسطينية ويدعم حل الدولتين مع الفلسطينيين، وطرح في سبتمبر/أيلول 2021 خطة لتحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة.
وبصفته وزيرا للخارجية زار لابيد العديد من الدول العربية بينها الإمارات والأردن والمغرب.
ابن البط عوّام
ولابيد، الذي ترعرع ما بين بريطانيا وتل أبيب هو نجل الصحفي والسياسي السابق يوسف لابيد، الذي برز بشكل واسع في الساحة السياسية.
وأسس لابيد الأب حزبا سياسيا أسماه "التغيير" الذي فاز عام 2003 بـ15 مقعدا في الكنيست، ليصبح لاحقا وزيرا للعدل قبل انسحابه من الحكومة عام 2004.
وفي الأول من يونيو/حزيران 2008 توفي لابيد الأب عن عمر 76 عاما.