الهجوم الإسرائيلي على صنعاء.. 3 رسائل

حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على متابعة الهجوم الجوي على أهداف في قلب العاصمة اليمنية صنعاء.
ويقول مراقبون إسرائيليون إن الهجوم وجّه 3 رسائل: الأولى رداً على الصاروخ الانشطاري الذي أطلقه الحوثيون على إسرائيل يوم الجمعة، والثانية عشية الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة، والثالثة إلى إيران.
وقال المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" أفي أشكنازي: "في هذا الهجوم، بعثت إسرائيل برسالة مزدوجة، إلى الحوثيين والإيرانيين على حد سواء: تمتلك إسرائيل القدرة على العمل في عمق الأراضي اليمنية وضرب أهداف استراتيجية ورموز قوة تحت حماية مكثفة لمنظومة دفاع جوي".
وأضاف: "هجوم يوم الأحد في اليمن مهم ويرسل رسائل ثقيلة إلى الحوثيين والإيرانيين. الأول هو الأضرار الناجمة عن الهجوم: ضرب سلاح الجو محطتي توليد الكهرباء الأكثر مركزية في صنعاء وهما العَصَّار والحَزَّاز، والضرر هو انقطاع شديد في إمدادات الكهرباء لمناطق واسعة في صنعاء واليمن. أما الضربة الثانية فكانت تدمير القصر الرئاسي الذي يقع داخل مجمع عسكري ويعد رمزاً مركزياً للحوثيين في اليمن".
وتابع: "وشمل الهجوم نفسه تحليق أكثر من 10 طائرات مقاتلة، بعضها من طراز F-35 شبح، تحت إشراف شعبة الاستخبارات العسكرية، يحدث هذا عندما تكون الطائرات مهددة من الصواريخ المضادة للطائرات".
وأردف: "بشكل عام، تبعث إسرائيل برسالة مزدوجة لكل من الحوثيين وإيران، مفادها أن لديها القدرة على العمل في عمق الأراضي اليمنية وضرب أهداف استراتيجية ورموز قوة تحت دفاع جوي كثيف. بالإضافة إلى ذلك، تمّت مهاجمة موقع لتخزين الوقود يُستخدم للنشاط العسكري للنظام الحوثي".
إعلان مشترك لافت
وفي خطوة لافتة صدر إعلان مشترك عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.
وجاء في البيان: "وصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس اليوم (الأحد) إلى قاعدة سلاح الجو في كرياه، برفقة رئيس الأركان الفريق إيال زامير وقائد سلاح الجو الفريق تومر بار، لمتابعة غارات سلاح الجو على أهداف تابعة لنظام الحوثيين في اليمن".
وقال نتنياهو: "هاجم سلاح الجو اليوم مجدداً أهدافاً استراتيجية في اليمن. هاجم القصر الرئاسي في قلب العاصمة صنعاء، ومحطة الكهرباء في المدينة، وخزانات الوقود التي تُغذيها".
وأضاف: "يتعلم النظام الحوثي الإرهابي درساً قاسياً أنه سيدفع ثمناً باهظاً لعدوانه على دولة إسرائيل. أود أن أهنئ رئيس الأركان، وقائد سلاح الجو، وطيارينا على الأداء الرائع. عادت جميع طائراتنا إلى أراضينا".
وتابع: "من يهاجمنا، نهاجمه. من يخطط لمهاجمتنا، نهاجمه. أعتقد أن المنطقة بأسرها تختبر قوة يد دولة إسرائيل وعزيمتها".
أما وزير الدفاع يسرائيل كاتس فقال: "دمّر الجيش الإسرائيلي الآن القصر الرئاسي الحوثي في اليمن، وهاجم مستودعات الوقود ومحطات الطاقة والكهرباء".
وأضاف: "نواصل فرض حصار جوي وبحري، ونضرب أهدافًا للبنية التحتية تُستخدم لتعزيز الإرهاب الحوثي، مقابل كل صاروخ يُطلقونه على إسرائيل، سيدفع الحوثيون ثمنه بفائدة مركبة".
لاعب جديد في الميدان
ومساء الجمعة، تم إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه إسرائيل، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في المنطقة الوسطى والقدس والشفولا.
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: "وفقاً للنتائج الأولية، تم إطلاق صاروخ برأس حربي منشطر على ما يبدو. وهذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها الحوثيون صاروخاً من هذا النوع على الأراضي الإسرائيلية".
وفي وقت سابق يوم الجمعة، اعترض الجيش الإسرائيلي طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون على الأراضي الإسرائيلية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "تُظهر لقطات الفيديو التي نُشرت من اليمن انفصال صاروخ أول في مرحلة أولى، ثم ثلاثة صواريخ إضافية في المرحلة التالية، قبل أن يحمل الصاروخ الرؤوس الحربية المتعددة، ما يجعل اعتراضه أكثر تعقيداً ويستلزم جهوداً مضاعفة لإسقاطه".
وأضافت: "يشير الخبراء إلى أن إيران سبق لها استخدام صواريخ مشابهة في عمليات سابقة، حيث تميزت الصواريخ بتناثر رؤوسها الحربية".
إلى ذلك فقد ربط مراقبون إسرائيليون بين تشديد الضربات ضد الحوثيين وبين قرب العملية العسكرية الإسرائيلية لاحتلال مدينة غزة.
وفي حين يريد الجيش الإسرائيلي أن يركز على العملية المعقدة في مدينة غزة، فإنه لا يريد أن ينشغل بهجمات من جبهات أخرى.