هل تؤسس الانتخابات الإسرائيلية الرابعة لأخرى خامسة؟
قبل 9 أيام على الانتخابات العامة الإسرائيلية، فإن السؤال الأكثر ترددا هو ما إذا كان هذا الاقتراع وهو الرابع يؤسس لانتخابات خامسة؟
نتائج استطلاعات الرأي العام، التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة وحتى اليوم الأحد، تفضي إلى هذه النتيجة للانتخابات الرابعة في غضون عامين.
وما لم ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التوصل إلى تحالفات مع أحزاب يمينية كبيرة فإن الإسرائيليين سيضطرون للعودة إلى صناديق الاقتراع بعد 3 أشهر.
وقال وديع أبو نصار، الخبير في الشؤون الحزبية الإسرائيلية، لـ"العين الإخبارية": "إذا لم ينجح نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة فإن من شبه المؤكد أن انتخابات خامسة ستجري قريبا".
وأضاف: "إشكالية الأحزاب المعارضة لنتنياهو هي أنها غير متناغمة سياسيا بل إنها حتى متنافرة ومتصارعة، فيصعب مثلا تخيل وجود القائمة المشتركة المؤلفة من أحزاب عربية مع حزب إسرائيل بيتنا برئاسة أفيغدور ليبرمان في حكومة واحدة".
وكانت انتخابات جرت في إبريل/نيسان 219 تبعتها انتخابات أخرى في سبتمبر/أيلول من نفس العام سبقتها انتخابات في مارس/آذار 2020.
وتكررت الانتخابات بعد اخفاق المرشحين في تشكيل حكومة تحظى بثقة أكثر من 61 عضوا من أعضاء الكنيست ال 120.
وتتنافس 39 قائمة بالانتخابات التي ستجري في الثالث والعشرين من الشهر الجاري ولكن استطلاعات الرأي العام تتوقع نجاح 12 منها بتخطي نسبة الحسم لتتمثل بالكنيست القادم.
ويقف على رأس هذه القوائم حزب (الليكود) برئاسة بنيامين نتنياهو، ولكن استطلاعات الرأي العام تتوقع حصوله على 29-30 مقعدا ما يجعله بحاجة إلى المزيد من الأحزاب لتشكيل حكومة.
ووفقا لاستطلاع للرأي العام نشره موقع "سوريغيم" الإسرائيلي، اليوم الأحد حصل حزب "شاس" على 8 مقاعد في حين حصل حزب "يهودوت هتوراه" على 7 مقاعد.
وهذا يعني أن نتنياهو سيكون بحاجة أيضا إلى حزب "يمينا" الذي يحصل على 11 مقعدا وحزب (الصهيونية الدينية) الذي يحصل على 5 مقاعد.
وفيما من المرجح موافقة حزب "الصهيونية الدينية" على الانضمام لحكومة نتنياهو فإن زعيم حزب (يمينا) نفتالي بينيت ما زال يمتنع عن تبيان موقفه النهائي بعد أن كان رفض الانضمام إلى الحكومة الحالية.
وقال نتنياهو، اليوم الأحد، "سيكون لبينيت مكانة قوية بالحكومة القادمة ولكن لا حديث عن التناوب على رئاسة الحكومة".
وقال أبو نصار "يحتاج نتنياهو إلى 61 صوتا وأنا لا استبعد انضمام بينيت والصهيونية الدينية الى حكومة نتنياهو ولكن سيتعين عليه دفع ثمنا كبيرا لهم كما أن احتمالات انضمام ساعر إلى الحكومة ليست عالية ولكنها واردة أيضا".
وأضاف: "من ناحيتهم فإن الأحزاب اليمينية تفضل حكومة برئاسة نتنياهو على حكومة برئاسة الوسط الإسرائيلي مثل زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد".
ورجح المحلل في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية إسرائيل هرئيل أن يشكل بينيت كتلة مع حزب (أمل جديد) برئاسة القيادي المنشق عن حزب (الليكود) جدعون ساعر الذي يحصل على 10 مقاعد.
وقال في إشارة إلى صعود قوة بينيت: "هذا التطور، إذا ما استمر حتى يوم الانتخابات، يجعل بينيت أقرب من تحالف مع نتنياهو".
وأضاف كتلة من بينيت وساعر "يمكن أن تملي التناوب على رئاسة الحكومة على نتنياهو".
وتابع هرئيل: "من غير المحتمل أن يحققوا مصالحة وطنية مهمة، لكن مثل هذه الحكومة يمكنها بالتأكيد تحقيق إنجازات في القضايا العملية والأيديولوجية التي تهم بينيت وساعر".
وبالمقابل فإن حزب "هناك مستقبل" الذي يرأسه يائير لابيد سيحل ثانيا بحصوله على 18 مقعدا.
ولكن أحزاب الوسط ستكون غير قادرة على تشكيل حكومة دون الحصول على دعم أحزاب يمينية والأحزاب العربية.
فحزب (العمل) يحصل على 6 مقاعد وحزب (أزرق أبيض) على 5 مقاعد وحزب (ميرتس) على 4 مقاعد.
وتتحدث بعض التحليلات عن حكومة تضم أحزاب الوسط مع حزب (إسرائيل بيتنا) اليميني برئاسة أفيغدور ليبرمان الذي يحصل على 7 مقاعد والقائمة العربية المشتركة التي تحصل على 9 مقاعد.
ولكنها ستبقى بحاجة الى حزب "يمينا" أو "أمل جديد" أو كلاهما من أجل تشكيل حكومة تمنع نتنياهو من ترؤس الحكومة القادمة.
وقال أبو نصار: "تشكيل حكومة من هكذا تحالف وسطي ويميني وعربي يكاد يكون مستحيلا فهي ستحمل في طياتها عوامل الفشل بسبب تعارض البرامج السياسية".
وأضاف: "أهم شيء بالنسبة لنتنياهو هو البقاء في الحكومة وما لم يحدث ذلك فإن احتمالات الانتخابات الخامسة تبدو شبه مؤكدة".
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0MiA= جزيرة ام اند امز