انتخابات الكنيست بعيون الغزيين: أحزاب إسرائيل تعادي الفلسطينيين
أهالي غزة يؤكدون أن غالبية الأحزاب الإسرائيلية تتفق فقط في عدوانها على الشعب الفلسطيني.
يؤمن الفلسطينيون عامة وأهالي قطاع غزة على وجه التحديد بأن الانتخابات التشريعية المقبلة في إسرائيل لن تغير من الواقع في شيء، بل يمكن أن تؤدي إلى مزيد من العدوان والقمع والانتهاكات، لغالبية أحزاب إسرائيل تتفق فقط في عدوانها على الشعب الفلسطيني.
المزارع الفلسطيني محمد اللحام (57 عاما) قال لـ"العين الإخبارية" عن رؤيته للانتخابات الإسرائيلية، إن "اليمين واليسار والوسط كلهم متفقون علينا، يختلفون على أمورهم الداخلية ويتفقون على العدوان علينا، جربناهم جميعا وكل حزب جرعنا المر".
- الانتخابات الإسرائيلية العامة في أرقام
- 47 قائمة بينها 5 عربية تخوض الانتخابات الإسرائيلية بعد 45 يوما
ويبدي اللحام تشاؤما من تحسن الأوضاع الاقتصادية للمزارعين الفلسطينيين في غزة بعد الانتخابات الإسرائيلية، متوقعا أن تعود إسرائيل لتشديد قبضتها على غزة، وتقييد التصدير والاستيراد، خصوصا الخضراوات التي يحاول المزارعون الاستفادة من تصديرها، لتعويض جزء بسيط من خسائرهم الفادحة التي تكبدوها طوال سنوات.
وتجرى انتخابات الكنيست الـ21 في تاريخ إسرائيل في التاسع من أبريل/نيسان الجاري، وعلى ضوء نتائجها سيتم تكليف أحد أعضاء الكنيست الذي يحظى بدعم وموافقة أغلبية الكتل البرلمانية بتشكيل الحكومة بناء على تكليف من رئيس الدولة.
تسابق عداء
ويذهب عبدالعزيز قديح، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي، إلى أن الانتخابات الإسرائيلية هذه المرة تشهد فيها القضية الفلسطينية وقطاع غزة هجمة مكثفة، وهناك تسابق بين الأحزاب الإسرائيلية لإظهار العداء للشعب الفلسطيني ومصادرة حقوقه وأرضه وقتل رجاله وأطفاله ونسائه.
وقال قديح "هناك اتجاه من الإسرائيليين لإزاحة اليسار والوسط مقابل اليمين واليمين المتطرف، وهو مؤشر خطير وينذر بعواقب خطيرة".
وتظهر الاستطلاعات تقدم حزب "أزرق-أبيض" الوسطي بزعامة بيني جانتس، لكنها تعطي أفضلية لحزب "الليكود" اليميني بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة المقبلة.
إذ إن حصول أحزاب اليمين على أكثر من 62 مقعدا، استنادا إلى استطلاعات الرأي العام، يصب في صالح نتنياهو على حساب جانتس، الذي يقود أحزاب الوسط واليسار التي قد تحصل على نحو 48 مقعدا.
ويتألف الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي من 120 مقعدا، يرجح أن يمثل النواب العرب، الذين لا يميلون إلى اليمين أو الوسط، فيه من خلال 11 مقعدا.
الاتفاق على العداء
"لا فرق بين نتنياهو وجانتس"، هكذا تابع قديح قائلا "إن برامج الطرفين كشفت عن عداء واضح وكبير للقضية الفلسطينية ومن ضمنها غزة".
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية القادمة التي شكلها نتنياهو المدعوم أمريكيا ستستند على مزيد من الاعتداءات، ومزيد من الحروب على القطاع والضفة، متوقعا حربا من نتنياهو ضد غزة التي ترتكز عليها الصفقة الأمريكية لإنهاء القضية الفلسطينية.
ويخلص قديح إلى عدم الرهان على هذه الانتخابات، ومن سيحقق الفوز بها "لأنهم جميعا يتفقون على استهداف شعبنا ونهب حقوقه ومصادرة أرضه"، داعيا في المقابل الرهان على قوتنا الفلسطينية الذاتية، لأنها العامل الأقوى للتصدي لمخططات اليمين الصهيوني.
وقبل أيام من الانتخابات، قال نتنياهو في مقابلة مع صحيفة "إسرائيل هيوم" إن "العلاقة بين غزة والضفة الغربية قد انقطعت.. إنهما كيانان منفصلان، وأعتقد أنه على المدى الطويل فإن هذا ليس بالأمر السيئ بالنسبة لإسرائيل".
وفي الوقت الذي أعلن فيه نتنياهو أنه لن يسمح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعودة إلى قطاع غزة، قال إنه سيضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية لإسرائيل، مقوضا بذلك الحلم الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة.
غزة.. محور الانتخابات الإسرائيلية
يرى محمد أبوهاشم، الباحث الحقوقي الفلسطيني، أن غزة تعد محورا في الانتخابات الاسرائيلية المرتقبة بخلاف الانتخابات السابقة.
وقال أبو هاشم لـ"العين الإخبارية": "نلمس هذا بوضوح في تصريحات نتنياهو الاستعراضية المتكررة حول إخضاعه لغزة والسيطرة عليها وتحقيق القتل فيها، ولأهمية القطاع يحاول أن يشتري من المقاومة تهدئة وهدنة ليمرر الانتخابات دون تعكير".
وأبرمت حركة حماس تفاهمات غير مباشرة مع إسرائيل لتهدئة الأوضاع على جانبي الحدود مقابل تخفيف الحصار.
وأشار الباحث الفلسطيني إلى أن نتنياهو يحاول أن يصور غزة بأنها تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة ولا داعي للخوف منها، "لذا تركز حملته الدعائية عن نجاحاته في غزة".
"لا يمكن المراهنة على نتنياهو أو جانتس"، هذه النتيجة الحاسمة التي يخلص إليها أبوهاشم، مشيرا إلى أن "هناك من يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيدفع بتهدئة في غزة تكون طويلة الأمد، وأنا لا أثق به والتزاماته ولا أراهن على بقاء التهدئة بعد الانتخابات، لأن الأمن الإسرائيلي أولوية عند الأحزاب الإسرائيلية ولن يعطي نتنياهو غزة حياة ولا موت حال فوزه".