بالصور.. مظاهرة فنية ضد "الاحتلال" على أنقاض "المسحال" الثقافي في غزة
فنانو فلسطين قدموا ألحان الثورة والحرية وسط حشد كبير من الأطفال والمتضامنين الذين تظاهروا تنديداً باستهداف مبنى "المسحال" الثقافي
بالموسيقى والأغاني الوطنية، وجّه فنانون فلسطينيون، الجمعة، رسالة تحدٍ للاحتلال الإسرائيلي من على أنقاض مبنى مؤسسة "سعيد المسحال للثقافة والفنون"، الذي دمره القصف.
وقدم الفنانون ألحان الثورة والألم والحرية، وسط حشد كبير من الأطفال والمتضامنين الذين تظاهروا تنديداً بجريمة استهداف إسرائيل لأحد أهم المراكز الثقافية في غزة.
وقال الدكتور أنور البرعاوي، وكيل وزارة الثقافة بغزة، خلال مؤتمر صحفي على أنقاض المبنى المدمر: "إن هذه الجريمة الجبانة تمثل امتداداً لمسلسل الجرائم اللاإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على أيدي الاحتلال الإسرائيلي".
وأشار إلى التدمير الذي طال قبل نحو شهر مبنى دار الكتب الوطنية، وقرية الفنون والحرف بعدما قصفت قوات الاحتلال منطقة الكتيبة بغزة.
وأضاف البرعاوي: "هذه الجرائم المتواصلة تؤكد العقلية الظلامية لقوات الاحتلال التي لا تراعي أي قيم ثقافية أو حضارية أو إنسانية، وهي بذلك تنتهك بشكل صارخ جميع المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية الموروث الثقافي والممتلكات الثقافية".
ولفت إلى أن استهداف الاحتلال للمنشآت والمؤسسات الثقافية والعلمية يحمل رسالة واضحة، وهي أن الصراع مع هذا المحتل ذا بُعد حضاري وثقافي، وأن الكيان الصهيوني يعاني من حالة "فوبيا وجود".
ورأى البرعاوي أن هذه الجرائم تؤكد صمود الثقافة الفلسطينية أمام جميع محاولات السرقة والتهويد، وتُبرز الدور الذي تلعبه الثقافة والخطر الذي تشكله على المشروع الصهيوني الزائف في أرض فلسطين.
وعلى هامش مشاركته في التظاهرة، قال محمود حماد لـ"العين الإخبارية": "أنا تعلمت الدبكة الشعبية من خلال المركز الثقافي في المؤسسة، لذلك جئت اليوم للوقفة للتعبير عن تضامني وإصراري مع زملائي على مواصلة المشوار الذي تعلمناه في المؤسسة".
فيما قال أحد الفنانين العازفين: "جئنا لنقول نحن نحب الحياة والفن والموسيقى، والاحتلال يريد أن يعيدنا للخلف بتدمير مثل هذه المؤسسات التنويرية الثقافية".
وزعم الجيش الإسرائيلي أن المبنى المستهدف كان يضم مقرات للأمن الداخلي التابع لحركة "حماس"، وهو ما نفاه عادل عبدالرحمن، رئيس الجالية المصرية في غزة، التي تتخذ من المبنى مقراً لها ولمركزها الثقافي.
وقال عبدالرحمن لـ"العين الإخبارية": "نحن لم نخسر مقر الجالية فقط لا، نتكلم عن خسارة مركز المسحال ثاني أكبر مركز ثقافي فني بغزة، مركز يضم بين جنباته مسرحاً يرسل رسائل فن متحضر للعالم، ومركز دبكة وفلكلوراً شعبياً فلسطينياً، يُخرج مئات الأطفال والزهرات الفلسطينية، ومركز الجالية المصرية الذي يساعد آلاف المصريين والأمهات المصريات بغزة".
وأضاف: "الاحتلال لا يفرق بين فلسطيني ومصري، فهو يحاول تدمير أسس الثقافة المشتركة لشعوبنا ونحن لن نرضخ له"، مشيراً في الوقت نفسه إلى الحزن المسيطر على الأدباء والمثقفين والفنانين جراء تدمير المبنى.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحارب حتى الثقافة في غزة، لأنه يدرك أهميتها في تكوين الشعوب وخصوصاً الأجيال القادمة.
aXA6IDMuMTQ3LjI4LjExMSA= جزيرة ام اند امز