الرئيس الإسرائيلي يعتذر لذوي ضحايا مجزرة كفر قاسم باللغة العربية
اعتذر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ باللغة العربية لذوي ضحايا مجزرة كفر قاسم في الذكرى الـ65 للمجزرة.
وقال هرتسوغ بلغة عربية ركيكة: " أحني رأسي أمام الضحايا التسعة وأربعين، وأمام أبناء عائلاتهم وأمام جميع أهل كفر قاسم. وأطلب العفو باسمي وباسم دولة إسرائيل".
وأضاف في كلمة بالمركز الجماهيري في المدينة، الجمعة: "أمدّ لكم من أعماق فؤادي يدًا مسانِدةً ومعاوِنةً، متوسّلًا لله تعالى أن يكون معكم لتجدوا المواساة لألمكم".
وكان الرئيس الإسرائيلي السابق رؤوفين ريفلين قال أيضا في عام 2014: "إن نتائج مجزرة كفر قاسم تلزمنا بمحاسبة أنفسنا. لقد اعترفت دولة إسرائيل بالجريمة التي حدثت هنا، واعتذرت عنها بحق، وأنا هنا أقول أيضا: جريمة بشعة حدثت هنا، ويجب تصحيحها".
وتصادف اليوم الجمعة الذكرى السنوية الـ65 للمجزرة التي قتل فيها 49 فلسطينيا برصاص الشرطة الإسرائيلية.
ووقعت المجزرة في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1956 قبيل ساعات من العدوان الثلاثي الإسرائيلي-الفرنسي-البريطاني على مصر ردا على تأميم قناة السويس.
ويحيي الفلسطينيون ذكرى المجزرة في مثل هذا اليوم من كل عام، ويطالبون إسرائيل بالاعتراف بالمجزرة والاعتذار عنها.
وشكر وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج الرئيس الإسرائيلي على مشاركته أهل كفر قاسم هذا اليوم، وقال: "إن حكومة التغيير ستأتي لا محالة بتغيير حقيقي للعلاقات العربية-اليهودية".
وأضاف: "أن قوة الدولة ستتعاظم عندما تنظر إلى ماضيها وتقوّم الأخطاء التاريخية التي قامت بها ضد شعبها، من أهل كفر قاسم".
وتابع فريح: "إن سكان كفر قاسم يؤمنون بالشراكة والتعاون ويتوقون إلى مستقبل منير، ومن أجل زيادة الثقة وتأمين استمرارية الحياة يجب أن نتأكد من أن أخطاء الماضي لن تتكرر".
وتابع فريج "نحن نطالب بالاعتراف والاعتذار والتدريس، حتى يتعلم الشباب يهودا وعربا حقبة هامة ودرسا مهما من الأخطاء التاريخية التي وقعت.. نحن عربا ويهودا سنبقى نعيش هنا معا".
مسيرة حاشدة تحيي ذكرى المجزرة
وكان آلاف المواطنين العرب أحيوا صباح اليوم الذكرى الـ65 بالمجزرة بمسيرة حاشدة في مدينة كفر قاسم.
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة "هذه المجزرة لم تكن خللا في المشروع الصهيوني، بل كانت في صلبه، فما لم يُستكمل في نكبة عام 1948 أرادوا استكماله في هذه المنطقة في عام 1956، تحت دخان الحرب التي شنتها إسرائيل وفرنسا وبريطانيا على مصر".
وأضاف: "مجزرة كفر قاسم كان لها هدف إجرامي، وهو أن ينفذوا عملية طرد جماعي لمن تبقى من شعبنا في وطنهم".
وتابع بركة: "65 عاما على المجزرة، كفر قاسم يا جرحنا النازف، كفر قاسم يا وحدة الدم، الوفي لشهدائها، كفر قاسم الملحمة، كفر قاسم الجواب الدامي على مشروع الفصل الثاني من النكبة. كفر قاسم لم أنساك ولم ننساك في الماضي، لندعي اليوم أنك في الذاكرة، فأنا ونحن لا نذكرك إلا تسكنين في وجداننا وشرايين دمنا".
الكنيست رد مشروع قانون اعتراف إسرائيل بالمجزرة
وكان الكنيست الإسرائيلي رد يوم الأربعاء اقتراح قانون يقضي بتحمل دولة إسرائيل المسؤولية عن ارتكاب مجزرة كفر قاسم.
وبعد جلسة عاصفة ومشحونة ردت الهيئة العامة للكنيست يوم أمس (الأربعاء) بالقراءة التمهيدية اقتراح قانون تخليد ذكرى ضحايا مجزرة كفر قاسم، حيث أيد الاقتراح بالتصويت الاسمي 12 عضو كنيست فيما عارضه 93.
ويقضي الاقتراح بتحديد أن دولة إسرائيل تعترف بمسؤوليتها عن مجزرة كفر قاسم، وأن يكون إحياء يوم المجزرة جزءًا من المناهج التعليمية في المدارس، وأن الميزانيات المخصصة لنشاطات الجمعية لتخليد ذكرى ضحايا المجزرة سيتم توفيرها من قبل خزينة الدولة.
وجاء في شرح اقتراح القانون: "على الرغم من التصريحات الكثيرة التي ينبثق عنها الاعتراف بتولي دولة إسرائيل المسؤولية عن ارتكاب مجزرة كفر قاسم، إلا أن تلك التصريحات ظلت تصريحات أطلقها أفراد، لذلك يقضي هذا الاقتراح بأن دولة إسرائيل تعترف بمسؤوليتها عن ارتكاب المجزرة بصورة رسمية، وبالتالي تتبع خطوات تربوية وأخرى لاستخلاص العبر من هذه المجزرة".
aXA6IDk4Ljg0LjI1LjE2NSA= جزيرة ام اند امز