زيارة حاخام إسرائيلي تثير ضجة بإيران.. ما القصة؟
تشهد إيران ضجة بين نواب ومسؤولين بسبب زيارة للحاخام الإسرائيلي، يعقوب هرتسوغ، الذي يحمل الجنسية الأمريكية ويعيش بمدينة القدس.
ونشر هرتسوغ أول صورة لوجوده في إيران في كنيس يوسف آباد على صفحته على تويتر في 17 فبراير/شباط الجاري، وتعود آخر صورة لوجوده في إيران إلى 20 فبراير/شباط.
كما نشر صورة له وهو يزور قبر "الملكة استر" وأحد بازارات طهران، مشيرا إلى أنه اجتمع مع أبناء الجالية اليهودية في المكان والتقط صورا مع مواطنين إيرانيين بينهم رجال دين شيعة.
وكتبت صحيفة طهران أن هرتسوغ يعيش في القدس مع زوجته وأطفاله الثمانية وأنه دخل إيران بجواز سفر أمريكي.
واتهمت صحيفة "كيهان"، التي يمولها المرشد علي خامنئي، الحاخام "يعقوب هرتسوغ"، بالتجسس لصالح الموساد وطالبت بمحاسبة الجهات المسؤولة عن زيارته لإيران.
وزعمت الصحيفة أن الحاخام يحمل جوازي سفر إسرائيلي وأمريكي، مضيفة أن هرتسوغ يعيش في القدس وأنه دخل إيران بجواز سفر أمريكي.
وأضافت: "خلال هذه الفترة، نشر (هرتسوغ) صوراً لوجوده في إستر ومردخاي في همدان غرب إيران، ومستشفى الدكتور سبير في طهران، وبازار طهران".
ونقلت الصحيفة التي تتخذ من طهران مقرا لها عن "تايمز أوف إسرائيل" قولها إن وسائل الإعلام الإسرائيلية أدلت بتصريحات مختلفة حول الغرض من زيارة الحاخام.
وقالت البعض يرى أن الزيارة لا تسعى إلى تحقيق هدف محدد، بينما يرى آخرون أنها تتماشى مع القضايا المتعلقة بالجالية اليهودية الإيرانية.
ودعت "كيهان" وزارة الخارجية الإيرانية بصفتها "سلطة إصدار التأشيرات" وكذلك "الأجهزة الأمنية" إلى "الحساسية والاستجابة" لهذه الرحلة وما شابهها.
صمت السلطات الإيرانية تجاه سفر الشخصيات اليهودية المقيمة في إسرائيل يتناقض مع السياسات التي أعلنتها بشأن منع دخول مواطنيها إلى إيران. وفي الآونة الأخيرة، قال الحاخام "عزيزي يهوذا" الحاخام الأكبر ليهود إيران، إنه عاش ودرس في القدس قبل عقد من الزمان.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عام 1997 أن "بيرل لازار"، رجل دين يهودي روسي رفيع المستوى وله علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد زار إيران في إطار زيارة لمجلس الدوما.
وبحسب التقرير، عارضت الحكومة الإيرانية وجود المسؤول الديني اليهودي في البعثة الدبلوماسية الروسية وزيارته لإيران، لكن "تأكيد" بوتين على ضرورة حضور الحاخام مكّنه من القيام بزيارة ليوم واحد إلى إيران كجزء من الوفد الدبلوماسي الروسي.
وخلال تلك الرحلة، التقى مسؤول ديني يهودي روسي مع بعض قادة الجالية اليهودية الإيرانية وزار الكنيس اليهودي المركزي في طهران، وكذلك مدرسة يهودية في العاصمة الإيرانية.
ويأتي حضور هذا المسؤول الديني الإسرائيلي رغم شعارات "الموت لإسرائيل" و "القضاء على إسرائيل" من قبل مسؤولي النظام الإيراني، بمن فيهم علي خامنئي، وقائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي.
ويعتقد مراقبون أن الشعارات القاسية ضد إسرائيل من قبل المسؤولين الإيرانيين تستخدم في الغالب محليًا، وأنه على عكس السياسات الرسمية، حاولت إيران دائمًا عدم تصعيد التوترات مع إسرائيل بما يتجاوز الجماعات التي تعمل بالوكالة.
وفي السنوات الأخيرة، اتهمت إيران إسرائيل مرارًا وتكرارًا بتخريب المنشآت النووية واغتيال خبراء برنامجها النووي، وكشف رئيس الموساد السابق يوسي كوهين كيف سرق العقل المدبر لبرنامج إيران النووي من مستودع في تورقوز آباد بطهران.
وفي سياق متصل، علق همايون سامياح نجف آبادي، ممثل اليهود في البرلمان الإيراني، قائلا: "رغم أن هذا الشخص دخل إيران وزار عدة أماكن دينية لكني لا أعرف عنها ومن دعاه إلى إيران وهذا الحضور برأينا مرفوض".
وأضاف نجف آبادي: "لست على علم كيف أصدرت سلطات البلاد تأشيرات لهذا الشخص، ونرى أن أي علاقة معهم مستنكرة".
ووفقًا للنائب اليهودي الإيراني "يُمنع جميع الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين من مواطني النظام الإسرائيلي من دخول إيران، وإذا دخلوا فسيتم الحكم عليهم بالسجن مع الترحيل".