بالصور.. "صديق إسرائيلي" يروي لحظات اغتيال السفير الروسي
صديق إسرائيلي يكشف بالتفصيل أسرار اللحظات الأخيرة لاغتيال السفير الروسي في تركيا.. كيف عرفها؟ ماذا قال؟
لعل التوقيت كان سيئا، ولعله الحظ السيء، أو عيون الحاسدين التي تطلعت صوب المصور التركي، يافوز ألطان، وهو يفتتح معرضه في مركز فني بأنقرة، ويقف إلى جواره صديقه أندريه كارلوف، سفير روسيا لدى تركيا، الذي لم يكن يعلم أنه على بضع دقائق من مفارقة الحياة.
انتقد البعض غياب الحس الأمني لدى السفير الروسي، والذي دفعه لحضور مناسبة عامة في وسط العاصمة التركية أنقرة، في وقت لا يتوقف فيه التحريض على روسيا بمختلف وسائل الإعلام التركية، الرسمية وغير الرسمية، بسبب الدعم الروسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتحميل الروس مسؤولية ما يجري في حلب.
"لا أفهم كيف قام هذا الولد ذو الوجه الجميل، ابن الـ22 عاما، الذي اعتقدت أنه الحارس الشخصي للسفير الروسي، بسحب مسدسه وأطلق الرصاص على السفير من ظهره".. بنبرة حزن ممتزجة بالصدمة، يستعيد يافوز ألطان لحظات إعدام كارلوف على الهواء مباشرة.
يافوز مصور تركي مستقل، شاهد الجريمة من أقرب نقطة حيث كان في الصف الأول بين نحو 70 آخرين حضروا لافتتاح معرضه الفني.
ويقول: "في الثقافة التركية لا يطلق الرجال النار على ظهر أحد، وإنما يكون في مواجهته، لأن إطلاق النار من الظهر غدر وخسة ونذالة، وقد كان ما فعله مولود الطنطاش عارا، وهذه فضيحة ووصمة عار على جبين دولة تركيا. لم يكن ينبغي أن نسقط في ذلك، أنا حزين وأشعر أنه لم تعد لدي الكلمات اللازمة للتعبير عن ذلك".
أقام ألطان معرضا فنيا لصوره باسم "عيون جوالة من كاليننجراد إلى كامشاتكا"، عرض فيها مجموعة من الصور التي التقطها خلال تجوله في روسيا، بين مدينة كاليننجراد الروسية، التي تقع في أقصى غرب روسيا، إلى كامشاتكا، وهي شبه جزيرة تقع في أقصى شرق روسيا بين بحر أوخوتسك في الغرب والمحيط الهادي في الشرق.
وكان ألطان على علاقة صداقة وطيدة بالسفير الروسي كارلوف، الذي شارك في حفلات افتتاح عدد من المعارض التي أقامها ألطان في أنقرة.
في يونيو 2015 منح كارلوف ميدالية باسم روسيا إلى يافوز ألطان تقديرا له على أنشطته لدفع العلاقات بين روسيا وتركيا.
وألطان مصور فني مستقل، متخصص في التصوير بالدول الأجنبية. وسبق له أن زار إسرائيل، بدعوة من السفارة الإسرائيلية في أنقرة، حيث قضى 3 أيام متجولا مع الكاميرا في مختلف أنحاء إسرائيل.
وقد دعاه السفير الروسي لزيارة روسيا، فتجول بها أيضا بالكاميرا والتقط مئات الصور التي عرضها في المعرض الذي شهد افتتاحه، الاثنين، اغتيال صديقه السفير الروسي.
وتقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن ألطان معروف بصداقته للمتحدث باسم اتحاد المهاجرين الأتراك في إسرائيل، ريفال سادي، الذي يتابع الإعلام التركي.
وبحسب الصحيفة، اتصل سادي، مساء الاثنين، بصديقه يافوز ألطان وسمع منه التفاصيل الدرامية للحادث الذي شهده المعرض. فقال: "كان ذلك في حوالي الساعة 6 والنصف مساء، كان في المعرض ما يتراوح بين 60 و70 شخصا، ودخل السفير الروسي إلى المعرض، وصافح الضيوف والتقط صورا تذكارية مع بعضهم".
وأضاف: "بعد ذلك تمت دعوته لافتتاح المعرض، وما أن بدأ السفير في إلقاء كلمته، وجدنا رجلا يرتدي بدلة، يقف خلفه، واعتقدت أنه الحارس الشخصي للسفير، لكنه فجأة أشهر مسدسه وأطلق عليه 5 رصاصات على الأقل".
واصل المصور استعادة الحادث لصديقه الإسرائيلي قائلا: "كانت هناك فوضى عارمة، حيث بدأ الناس في الهروب مذعورين، وأخذ القاتل يهتف (الله أكبر)، ثم طلب من الحاضرين عدم الاقتراب منه. وفي مرحلة معينة بدأ في نزع اللوحات، المعروضة في المعرض، عن الحائط وألقاها في الأرض، وحطم أكواب (الكوكتيل) التي كان يجري توزيعها على الحضور، ثم صاح: نحن نموت كل يوم في سوريا، ولم يمر وقت طويل حتى هرعت الشرطة إلى المكان واقتحمته وأطلقت الرصاص على القاتل فأردته قتيلا".