مصور اغتيال السفير الروسي.. واجه الموت من أجل الصورة
بين عشية وضحاها تحول برهان أوزبيليشي مصور عملية اغتيال السفير الروسي إلى أيقونة عالمية للشجاعة الصحفية ونموذج للمصورين الصحفيين
"كان الحدث روتينياً، افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية من روسيا، وعندما أشهر رجل على خشبة المسرح سلاحاً، ظننت أنه كان مشهداً مسرحياً، لكنه كان أي شيء سوى ذلك".
بتلك الكلمات، استهل برهان أوزبيليشي مصور وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية شهادته عن واقعة اغتيال السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف على يد مولود مرت ألطنطاش، الإثنين، أثناء إلقاء كلمة بمعرض للصور الفوتوغرافية فني بأنقرة.
وعندما هاجم مسلح السفير الروسي لدى تركيا في أنقرة، الإثنين، لم يفر أوزبيليشي أو يترك كاميرته، ولكنه عرض حياته للخطر من أجل أداء عمله مهنته، ولملم شتات نفسه، ونجح في التقاط الصور الوحيدة لعملية الاغتيال وقاتل السفير التي انتشرت بسرعة.
وبين عشية وضحاها، تحول أوزبيليشي (56 عاماً)، الذي أشادت وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي بجرأته إلى أيقونة عالمية للشجاعة الصحفية، ونموذجاً للمصورين الصحفيين الذين يؤدون واجبهم في مواجهة أكبر المخاطر من أجل توصيل المعلومة، ورصد الحقيقة.
وفي تفاصيل روايته للحادث قال أوزبيليشي: "بعد لحظات كان السفير الروسي ممدداً على الأرض، والمهاجم يلوح بسلاحه في بقيتنا، مرددًا هتافات".
وأضاف "ركض الضيوف ليحتموا، تواروا خلف الأعمدة وأسفل الطاولات، قمت بتهدئة نفسي بما فيه الكفاية لالتقاط الصور".
وتابع "لكنها كانت عملية اغتيال مدروسة جيداً تتكشف أمامي، والآخرون تدافعوا مذعورين للحماية، بينما يطلق الرجل الأنيق ذو الشعر القصير الرصاص على السفير الروسي".
ومضى قائلاً: "الطلقات نارية، 8 على الأقل منها، دوت بصوت عالٍ في معرض الفن، اندلع هرج ومرج، صرخ الناس، تواروا خلف الأعمدة وأسفل الطاولات ورقدوا على الأرض، كنت خائفاً ومرتبكاً، ولكني وجدت غطاءً جزئياً وراء جدار وأديت عملي: التقاط الصور".
وفور اغتيال السفير تساءل كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، لماذا لم نر دماء تسيل من جثمان السفير، إلا أن أوزبليشي الذي وثق الحادث كان له تفسير واضح لهذا السؤال.
وقال أوزبليشي في تصريحات صحفية، إن الطلقات التي استقرت في جثمان السفير اخترقت جسده جميعها من منطقة الظهر، الأمر الذي أدى لعدم ظهور دماء.
وعلى حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث تعتلي صورته الشخصية صورة قط أسود ذو عيون ثاقبة، يقول أوزبليكي، إنه يعمل صحفياً في وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، وانضم إليها عام 2009.
aXA6IDE4LjE4OC4xODMuMjEg جزيرة ام اند امز