إغلاق ساحة سان ماركو في البندقية.. أضرار بمليار يورو
كنائس ومحلات ومنازل غرقت إثر ارتفاع غير مسبوق لمستوى المياه سجّل رقماً قياسياً في نصف قرن
اجتاحت المياه مدينة البندقية، الجمعة، إلى مستوى استثنائي جديد دفع رئيس بلديتها إلى إغلاق ساحة "سان ماركو" الشهيرة، بعد إعلان السلطات حالة الطوارئ في المدينة المدرجة على لوائح اليونسكو.
وأمر رئيس البلدية لويجي برونيارو بإغلاق الساحة التاريخية في وقت ارتفع فيه مستوى مياه البحر جرّاء المد إلى 1.54 متر، واجتاحت الرياح القوية والعواصف الماطرة المنطقة.
وقال برونيارو: "إني مضطر لإغلاق الساحة لتجنب مخاطر صحية على المواطنين.. كارثة".
وغرقت كنائس ومحلات ومنازل في المدينة المعروفة بقنواتها إثر ارتفاع غير مسبوق لمستوى المياه والذي سجّل الثلاثاء رقماً قياسياً في نصف قرن.
وأضاف برونيارو: "لقد دمّرنا البندقية، نتحدث عن أضرار بنحو مليار يورو، تعود ليوم واحد فقط".
الأزمة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية دفعت الحكومة لتخصيص 20 مليون يورو (22 مليون دولار) من الأموال للتصدي للكارثة.
وقبل إغلاقها كان السياح يجوبون ساحة "سان ماركو" مستغلين اختراق أشعة الشمس لهطول الأمطار، منتعلين أحذية بلاستيكية ملونة.
وحذر وزير الثقافة داريو فرانشيسكيني، خلال تفقد الأضرار، من أن أعمال ترميم المدينة ستكون ضخمة، وقال: "نحتاج إلى فهم الضرر الهائل الذي لحق بالإرث الثقافي".
وأعلن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الذي وصف الفيضانات بـ"طعنة في قلب بلدنا"، الخميس، حالة الطوارئ.
وسيحصل الأهالي الذين تضررت منازلهم على ما يصل إلى 5 آلاف يورو فورا بشكل مساعدة حكومية، فيما يمكن أن يحصل أصحاب المطاعم والمحلات على ما يصل إلى 20 ألف يورو، وطلب المزيد لاحقا، بحسب كونتي.
وأعلن برونيارو فتح حساب مصرفي للراغبين في المساهمة في أعمال الترميم من إيطاليا وخارجها.
وقال في بيان: "البندقية تراث للجميع، فريدة في العالم، وبفضل مساعدتكم ستشرق البندقية مرة أخرى".
وتوقف العديد لشرب القهوة كعادتهم في الحانات الغارقة، وشربوا الإسبرسو وهم يقفون في عدة سنتيمترات من المياه، لكن بعض الفنادق أعلنت إلغاء بعض الضيوف حجوزاتهم بعد مشاهدة صور البندقية الغارقة.
وتراجع متحف غوغنهايم عن قرار إعادة فتح أبوابه، الجمعة "بسبب سوء الأحوال الجوية بشكل كبير"، مثل العديد من المؤسسات الثقافية في المدينة.
وتسبب ارتفاع مستوى المياه، الثلاثاء، مع الرياح الشديدة والأمطار، بإغراق قرابة 80% من المدينة، وفق مسؤولين.
ومرة واحدة فقط منذ بدء التسجيل عام 1923، تخطى ارتفاع المياه ذلك المستوى عندما وصل إلى 1.94 متر في 1966.
وأعرب الطالب ديفيد ميلينديز (20 عاما) من كاليفورنيا عن أسفه لما آلت إليه البندقية، متسائلاً: "كيف ستكون البندقية في 50 عاماً؟".
وأضاف: "آمل أن تنجو هذه المدينة الجميلة وأن يتمكن أولادنا وأحفادنا من رؤيتها".
وكثيرون، ومن بينهم رئيس بلدية البندقية، ألقوا باللائمة في الكارثة على الاحتباس الحراري وحذروا من أن إيطاليا يجب أن تتنبه للأخطار التي تسببها فصول أكثر اضطراباً.
والبندقية الملقبة بـ"المدينة العائمة" لا يتجاوز عدد سكانها 50 ألفاً، لكنها تستقبل كل عام 36 مليون سائح.
ولا يزال مشروع بنية تحتية ضخم يهدف إلى "حماية المدينة" قيد التنفيذ منذ 2003، وقد تأخر بسبب أعطال وتحقيقات بشأن الفساد.
ويتضمن المشروع بناء 78 بوابة يمكن رفعها لحماية بحيرة البندقية عند ارتفاع مياه البحر الأدرياتيكي لـ3 أمتار، لكن محاولة أجريت مؤخراً لاختبار أجزاء من الحاجز أحدثت ارتجاجات أثارت قلقاً فيما اكتشف المهندسون أن الصدأ لحق بأجزاء منه.