للمرة الثانية في 3 أشهر.. رئيس الوزراء الإيطالي يزور الجزائر
رئيس الوزراء الإيطالي بالجزائر في زيارة هي الثانية له في ظرف 3 أشهر في سياق الزخم الذي يشهده محور الجزائر – روما.
وحطت طائرة ماريو دراجي صباح اليوم الإثنين في الجزائر، حيث استقبله نظيره الجزائري أيمن بن عبد الرحمن.
- الجزائر تنهي مخاوف إيطاليا الغازية.. زيادة إمدادات بـ4 مليارات متر مكعب
- حروب الغاز.. قرار جزائري مفاجئ: إيطاليا موزع "حصري" لأوروبا
ومن المرتقب أن يتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم وسط تأكيد إيطالي على رفع حجم استثماراتها بالجزائر في عدة قطاعات صناعية.
وعقب وصوله أيضا، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، وأشرفا على توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة.
زخم دبلوماسي واقتصادي
ومنذ تولي الرئيس عبد المجيد تبون مقاليد الحكم في الجزائر، عادت العلاقات مع إيطاليا إلى "مستوى الحليف الاستراتيجي"، وشهدت العاصمتان حراكاً دبلوماسياً كثيفاً ونشطاً غير مسبوق.
وزيارة رئيس الوزراء الإيطالي إلى الجزائر هي الثانية له في ظرف 3 أشهر، عقب الأولى التي قام بها في أبريل/نيسان الماضي، سبقتها زيارتان لوزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو.
وفي 26 مايو/أيار الماضي، قام الرئيس الجزائري بزيارة "دولة" إلى إيطاليا قرر خلالها "أن تتحول إيطاليا إلى الموزع الحصري للغاز الجزائري في أوروبا"، عقب الاتفاق التاريخي بين البلدين لزيادة حجم إمدادات الغاز نحو إيطاليا في خضم تداعيات الحرب الأوكرانية وتراجع الإمدادات الروسية.
وقبل ذلك، زار الجزائر الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والتي كانت الأولى منذ 18 عاما.
إمدادات الغاز
وجاءت زيارة رئيس الوزراء الإيطالي بعدما أعلنت الجزائر زيادة إمداداتها الغازية نحو إيطاليا اعتبارا من هذا الأسبوع، وقررت رفع صادراتها الغازية إلى روما بمقدار 4 ومليارات متر مكعب" لتصل بالمجمل إلى 25 مليار متر مكعب".
وستتكفل شركة سوناطراك النفطية الحكومية في الجزائر "بتسليم هذه الشحنة الإضافية من الغاز إلى شركة إيني وكذا شركائها الإيطاليين الآخرين".
ويأتي قرار الجزائر رفع إمداداتها الغازية إلى إيطاليا بالتزامن مع تداعيات الحرب في أوكرانيا على أسواق النفط العالمية، ومخاوف أوروبا من توقف إمدادات الغاز الروسية، وعقب الزيارة التي قام بها في أبريل/نيسان الماضي، رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، حيث وقع اتفاق غازي وصف بـ"التاريخي والنموذجي" يقضي بزيادة إمدادات الجزائر الغازية نحو روما.
وفي تونس ممر استراتيجي لثالث أنبوب غازي جزائري نحو أوروبا وتحديدا إلى إيطاليا وهو أنبوب "ترانسماد"، ويصل طوله إلى نحو 2485 كيلومتر، فيما تقدر قدرة نقله للغاز الطبيعي نحو 33.7 مليار متر مكعب، ويضمن تزويد 3 دول بالغاز الطبيعي وهي تونس وإيطاليا وسلوفينيا.
ووفق أرقام رسمية من البلدين، فقد تسملت إيطاليا منذ بداية العام الحالي 13.9 مليار متر مكعب من الغاز الجزائري، وذلك بارتفاع تاريخي قدره 113 % عن 2021.
الموزع الحصري
وعقب زيارته الرسمية إلى روما، نهاية مايو/أيار الماضي، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشكل مفاجئ عن "تغيير الجزائر بوصلتها الغازية" الخاصة بأوروبا نحو إيطاليا، والتي باتت "الموزع الحصري للغاز الجزائري في أوروبا"، بعد أن كانت شريكة في ذلك مع إسبانيا.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا بروما، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن "إيطاليا ستكون الموزع للغاز الجزائري إلى أوروبا بعد زيادة الإمدادات إليها".
الرئيس عبد المجيد تبون أكد التزام الجزائر بـ"صيانة الصداقة مع إيطاليا في جميع المجالات على غرار الطاقة"، وأكد بأن "الجزائر ملزمة دولياً ومعنوياً وأخلاقياً بصيانة الاتفاقيات التي توقعها مع الآخرين، فما بالك بإيطاليا الصديقة".
وأعلن بأن عملاق النفط الجزائري "سوناطراك" سيعمل مع شركة "إيني" الإيطالية "على التنقيب عن موارد إضافية من الغاز"، ما يعني بأن الشركة الإيطالية ستحصل على المزيد من المشاريع في الجزائر.
وأردف قائلا: "ملتزمون بتلبية حاجيات إيطاليا وهناك ارتباط عضوي بين البلدين في مجال الطاقة".
وقبل ذلك، وفي لقائه مع الجالية الجزائرية بإيطاليا، كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن بلاده "هي ثاني مموّن بالغاز للسوق الإيطالية، ونسعى لتعزيز الشراكة مع إيطاليا للقيام باكتشافات أخرى، لكي ترتفع الكميات الموجهة لها، وتصبح الموزّع لهذه المادة في أوروبا".