"حروب الغاز" .. روما تستقبل رئيس الجزائر بالطائرات الحربية
بالطائرات الحربية، جرت مراسم استقبال رئيس الجزائر، أكبر بلد مورد للغاز إلى إيطاليا، في زيارة هي الأولى منذ 18 عاما.
وحط، مساء الأربعاء، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بالعاصمة الإيطالية روما، في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، بدعوة من نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، فيما كان في استقباله بمطار "ليوناردو دا فنشي" وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو.
- تبون في إيطاليا الأحد.. تفعيل دبلوماسية الغاز بين الجزائر وروما
- مصادر جزائرية تكشف لـ"العين الإخبارية" تفاصيل اتفاق الغاز مع إيطاليا
والثلاثاء، حددت الرئاسة الجزائرية أجندة زيارة الرئيس تبون إلى روما التي وصفهتا بـ"الزيارة التي تكتسي أهمية خاصة" في "تمتين أواصر الصداقة التاريخية، وتعزيز العلاقات الثنائية في عديد المجالات، وبخاصة الجانب الاقتصادي، ضمن رؤية جديدة للرئيسين تهدف إلى بعث ديناميكية جديدة للحوار والتعاون الاستراتيجي، بين البلدين الجارين والصديقين".
ضيف استثنائي
طريقة استقبال الرئيس الجزائري من قبل السلطات الإيطالية "من الأجواء قبل الأراضي" حتى وإن كانت نفسها المعمول في بروتوكول استقبال قادة الدول "المهمة" في إيطاليا، إلا أنها حملت معها "قراءات سياسية بوقود اقتصادي" في البلدين "وخارجهما"، خصوصا وأن الرئاسة الجزائرية أوضحت "طريقة الاستقبال بالمقاتلات الحربية" في بيان رسمي.
ويقول المراقبون في البلدين، إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في إيطاليا "ضيف استثنائي في ظروف استثنائية"، إذ تأتي في سياقات دولية محمومة أفرزتها تداعيات الحرب في أوكرانيا، وما نجم عنها من تداعيات طاقوية واقتصادية على العالم.
زيارة تبون إلى إيطاليا تزامنت أيضا مع أزمة الغاز "الخانقة" التي تعيشها أوروبا جراء فرض روسيا عملة الروبل على صادراتها من الغاز ردا على العقوبات الغربية، وأيضا مع مخاوف الأوروبيين من احتمال توقف الواردات الروسية من الغاز، وخططها "المؤجلة" للاستغناء عنه أو البحث عن بدائل له.
ووجدت روما في الجزائر "الملاذ الآمن" – وفق الخبراء – لـ"إنقاذها من الفقر الغازي" كما يسميه بعض خبراء الطاقة، وذلك بالتوازي مع الخطط الإيطالية لـ"التخلص من الغاز الروسي"، في وقت تعد فيه "الجزائر أكبر مزود لإيطاليا بالغاز الطبيعي بنسبة 34 %".
وخلال زيارته الجزائر، في أبريل/نيسان الماضي، افتك رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، اتفاقاً غازياً وصفه بـ"التاريخي والنموذجي" يقضي بزيادة إمدادات الجزائر الغازية نحو روما.
حيث يرتقب أن تصل كميات الغاز الجزائرية المصدرة إلى إيطاليا عبر أنبوب "ترانسميد" إلى نحو 9 مليارات متر مكعب إضافية سنوياً بين عامي 2023 و2024.
وتونس هي ممر استراتيجي لثالث أنبوب غازي جزائري نحو أوروبا وتحديدا إلى إيطاليا وهو أنبوب "ترانسماد"، ويصل طوله إلى نحو 2485 كيلومتر، فيما تقدر قدرة نقله للغاز الطبيعي نحو 33.7 مليار متر مكعب، ويضمن تزويد 3 دول بالغاز الطبيعي وهي تونس وإيطاليا وسلوفينيا.
وما يؤكد أن زيارة الرئيس الجزائري إلى روما بأنها ستكون "طاقوية بامتياز"، تنقل عدد من كبار المسؤولين الجزائريين في الأسابيع الأخيرة إلى إيطاليا تحضيرا لزيارة الرئيس عبد المجيد تبون، أبرزهم وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب.
فيما يتوقع أن توقع الجزائر وروما خلال زيارة تبون على اتفاق لتزويد إيطاليا بالكهرباء، حيث بحث، الثلاثاء، المدير العام لمجمع الكهرباء والغاز الجزائري "سونلغاز" مراد عجال، بالعاصمة الإيطالية روما، مع وزير التحول البيئي الإيطالي روبرتو سينجولاني، من أجل تجسيد مشروع الربط الكهربائي عن طريق الكابلات البحرية بين البلدين.
استقبال حافل
وفي الوقت الذي يعيش العالم على "ألحان حرب أوكرانيا"، قررت روما استقبال الرئيس الجزائري على "أنغام الموسيقى الإيطالية".
إذ حضر الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا لنظيره الجزائري استقبالا من نوع آخر "يبدو في ظاهره فنياً بعيدا عن فن السياسة"، من خلال حفل موسيقي يقوده شاب إيطالي يبلغ من العمر 33 عاماً، في "Salone dei Corazzieri" بحسب ما أكدته وسائل الإعلام في البلدين.
كما أشارت التقارير الإعلامية إلى "الإجراءات الأمنية المشددة" المرافقة لاستقبال الرئيس الجزائري في روما، حيث تقرر إغلاق حركة المرور في منطقتي "بيازا فينيزيا" و"كويرينال" الواقعتين بالعاصمة روما.