زيارة تبون لتركيا.. أنقرة تنافس شركاء الجزائر التقليديين
تدعم زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى أنقرة وهي الأولى من نوعها لرئيس جزائري منذ 17 عاماً العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ووقع الرئيسان الجزائري والتركي عدة اتفاقيات جديدة بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والصحية والدبلوماسية والطاقة.
وكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن وجود مفاوضات بين شركة حكومية وأخرى خاصة مع الجزائر في مجال "الصناعة العسكرية البحرية"، فيما تحدث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن أن البلدين يتجهان إلى "تعاون في المجال البحري".
واعتبر أردوغان بأن علاقات تركيا مع الجزائر "تذهب إلى المدى البعيد".
وتوقع ارتفاع حجم الاستثمارات التركية في الجزائر إلى 10 مليارات دولار وحجم التبادل التجاري إلى نحو 11 مليار دولار.
ورغم التباينات التي تشوب مواقف البلدين إزاء بعض القضايا الدولية الإقليمية، إلا أن ذلك لم يمنع من أن تكون تركيا حاضرة بقوة اقتصادياً في الجزائر، بل ومنافساً شرساً لشركاء الجزائر التقليديين على رأسهم فرنسا.
- تبون في تركيا.. الزيارة الأولى لرئيس جزائري منذ 17 عاما
- تبون في تركيا الأحد.. عينٌ على الاقتصاد وأخرى على الأمن
ووفق ما ذكرته وسائل الإعلام المحلية في البلدين، فإن الرئيسين الجزائري والتركي سيناقشان 3 ملفات كبرى تتعلق بالأمن والاقتصاد، وهي الزيارة التي تتزامن مع توترات دولية وإقليمية حادة، وكذا سياسة الجزائر "الباحثة عن شركاء جدد" بحسب المراقبين.
استثمارات ضخمة
ولعل الرهانات الاقتصادية أكبر الملفات التي ستطرح على طاولة تبون وأردوغان، خصوصاً وأن تركيا تعد أكبر مستثمر أجنبي في السوق الجزائرية بأكثر من 5 مليارات دولار تمثلها أزيد من 800 شركة، وحجم تبادل تجاري سنوي يفوق 4 مليارات دولار.
ويستهدف البلدان مضاعفة حجم التبادل التجاري والاستثمارات إلى 10 مليارات دولار (لكل منهما) في غضون 2030.
فيما تحتل الجزائر المركز الـ7 من حيث أكبر الدول التي تستثمر فيها تركيا، والمرتبة الأولى في القارة الأفريقية، وسط توقعات بارتفاع حجم الاستثمارات التركية في الجزائر.
وتوقعت مصادر إعلامية أن يتم التوقيع على اتفاقيات اقتصادية جديدة تعزز الاستثمارات التركية بالجزائر خصوصاً في مجالات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والبنى التحتية والطاقة.
وتتطلع الجزائر لتنويع شركائها الاقتصاديين والتجاريين في إطار محاولاتها "الخروج من التبعية لفرنسا" وفق تحليلات الخبراء الاقتصاديين، خصوصاً نحو الأسواق الشرقية من العالم، والتي ترى في الجزائر "سوقاً عذراء".
كما تستهدف أنقرة تنويع صادراتها من النفط، لاسيما مع الأزمة العالمية الأخيرة التي فرضتها تداعيات الحرب في أوكرانيا، كما تعتبر أنقرة الجزائر بوابة رئيسية للولوج نحو السوق الأفريقية.
وفي 2020، جددت الجزائر عقود توريد الغاز الطبيعي المسال لتركيا، عبر شريكها "بوتاش" حتى عام 2024، بكميات سنوية تقدر بنحو 5.4 مليارات متر مكعب.
في المقابل، اقتحمت الجزائر قطاع الطاقة في تركيا من أوسع أبوابه، بعد أن بات عملاق النفط الجزائري سوناطراك أحد أكبر المستثمرين في المشروع البتروكيميائي بمدينة جيهان، في 2021.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021، وقع عملاق النفط الجزائري 3 عقود لتطوير مشروع بتروكيماويات بمدينة جيهان التركية، والذي بلغت قيمته 1.7 مليار دولار، فيما أن 70 % من المشروع تم تويله من بنوك عالمية، وكانت حصة تمويل الشركة الجزائرية 30 % وشريكها التركي "رونيسانس هولدينغ".
وكشفت سوناطراك الجزائرية عن أن المصنع التركي "سيستعمل مادة أولية جزائرية وهو غاز البروبان لإنتاج مادة البولي بروبلين البلاستيكية".