3 دول أوروبية تتسابق على غاز الجزائر.. وبرلين تتمركز في صحراء الجنوب
من إيطاليا إلى فرنسا مرورا بألمانيا، ازداد توهج الغاز الجزائري في القارة العجوز الباحثة عن مصدر بديل للغاز الروسي.
آخر الدول الأوروبية التي لحقت بركب الباحثين عن ملاذ آمن من إمدادات الغاز الروسية نحو الغاز الجزائري هي ألمانيا التي تستعد للاستحواذ على نسبة معتبرة من مشروع غازي كبير جنوبي الجزائر.
- مصادر جزائرية تكشف لـ"العين الإخبارية" تفاصيل اتفاق الغاز مع إيطاليا
- حروب الغاز تشتعل.. تهديد جزائري لإسبانيا يستهدف المغرب
ووفق ما كشف عنه موقع "إنرجي فويس" المختص بالطاقة، فقد وضعت شركة "ونترشال ديا" الألمانية خططاً لزيادة حصتها في مشروع "رقان" الواقع بوسط صحراء الجزائر.
وذكر الموقع الطاقوي، أن الشركة الألمانية تنوي الاستحواذ على حصة شركة "إديسون" الأمريكية بالحقل الغازي الجزائري المسمى "رقان نورد"، والتي تبلغ نسبتها 11.25%، وهي الصفقة التي قدرتها الشركة الأمريكية بنحو 100 مليون دولار.
فيما تقدر حصة عملاق النفط الجزائري "سوناطراك" بنحو 51%، بينما تمتلك "ريبسول" الإسبانية 29.25% من نسبة المشروع الغازي.
يأتي ذلك فيما لم تصدر شركة سوناطراك الجزائرية أي توضيح عن الصفقة المحتملة لحد الآن، خصوصاً وأنه سبق لها رفضت مساعي شركة "إديسون" الأمريكية بيع أصولها في المشروع لشركة "إنرجين" الإسرائيلية، واتخذت إجراءات قانونية لإيقاف عملية البيع، في حين ذكرت بعض وسائل الإعلام المحلية في الجزائر بأن الشركتين الألمانية والأمريكية "توصلتا إلى اتفاق نهائي لبيع أصول الشركة الأمريكية لنظيرتها الألمانية في الحقل الغازي الجزائري".
الملاذ الجزائري
وشركة "ونترشال ديا" الألمانية من أبرز الشركات الناشطة بقطاع النفط الجزائري منذ 2002، حيث دخلت كأحد شركاء مشروع "رقان نورد" الذي يحتوي 6 حقول غازية و19 بئرا على مساحة 1800 كيلومتر مربع في الجنوب الغربي من الجزائر، نتنج 2.8 مليار متر مكعب سنوياً، والمتوقع أن يستمر في الإنتاج إلى غاية 2041.
كما ضم المشروع بنى تحتية بنى تحتية ضخمة تتمثل في خطين اثنين لأنابيب الغاز تحت سطح البحر نحو إيطاليا وإسبانيا، ومحطتين للغاز الطبيعي المسال.
وأفاد موقع "إنرجي فويس" المختص بالطاقة نقلا عن مسؤولين ألمان، بأن الشركة الألمانية ترى بأن الجزائر "تمتلك إمكانيات ضخمة في مجال الطاقة" خاصة أنها ثالث أكبر مُصدر للنفط إلى أوروبا بعد روسيا والنرويج.
وذكرت أن الجزائر باتت مرشحة كقطب طاقوي تسعى ألمانيا لتعزيز شراكتها معه، فيما قال نائب الرئيس الأول للشركة الألمانية ومدير فرعها بالجزائر توماس رتمان في تصريحات لوسائل إعلام ألمانية بأنه "لطالما كانت الشركة شريكًا فاعلًا في مشروع رقان نورد، ويسعدنا تعزيز دورنا".
فيما أوضحت دون سمرز مديرة العمليات بالشركة النفطية الألمانية بأن الجزائر "تحظى بإمكانات ضخمة لإنتاج الغاز الطبيعي وتطوير مشروعات الطاقة المستقبلية".
ونقلت وسائل إعلام ألمانية تصريحات عن المسؤولة ذاتها ذكرت فيها بأن إمكانيات الجزائر الطاقوية "هي السبب في رغبتنا لتعزيز وجودنا في الجزائر، والإسهام في تطوير قطاع الطاقة بالبلاد، وزيادة اهتمامنا بمشروع رقان نورد تمثل الخطوة الأولى لتحقيق ذلك"
بالإضافة إلى قدرة الجزائر على أداء دور "في تطوير مشروعات الهيدروجين والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جانب مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه".
ووفق الإعلام الألماني، فقد باتت الجزائر وجهة جديدة في خطط برلين الطاقوية كبديل عن الغاز الروسي، خصوصاً بعد تصريحات وزير الطاقة الألمانية روبرت هابيك الذي أكد نية بلاده في التقليل من الاعتماد على الغاز الروسي.
وكشف عن مساعي ألمانيا "لإبرام صفقات جديدة لاستيراد الغاز من دول أخرى"، واقترح "أن تصبح الجزائر في صدارة هذه الدول، إلى جانب الولايات المتحدة".
aXA6IDMuMTQwLjE4Ni4xODkg جزيرة ام اند امز