تبون في إيطاليا الأحد.. تفعيل دبلوماسية الغاز بين الجزائر وروما
زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى إيطاليا منذ 18 عاما، يشرع فيها، الأربعاء، الرئيس عبد المجيد تبون.
وكشف بيان عن الرئاسة الجزائرية حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، بأن الرئيس تبون يقوم ابتداء من يوم غد الأربعاء، بزيارة دولة إلى إيطاليا تدوم 3 أيام، بدعوة من نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.
- يونيو المقبل.. ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي بالجزائر
- مصادر جزائرية تكشف لـ"العين الإخبارية" تفاصيل اتفاق الغاز مع إيطاليا
وحدد البيان أجندة زيارة الرئيس تبون إلى روما التي وصفها بـ"الزيارة التي تكتسي أهمية خاصة" في "تمتين أواصر الصداقة التاريخية، وتعزيز العلاقات الثنائية في عديد المجالات، وبخاصة الجانب الاقتصادي، ضمن رؤية جديدة للرئيسين تهدف إلى بعث ديناميكية جديدة للحوار والتعاون الاستراتيجي، بين البلدين الجارين والصديقين".
وكان الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا قام بزيارة رسمية للجزائر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كانت الأولى لرئيس إيطالي منذ 18 عاما.
دبلوماسية الغاز والكهرباء
كما زار الجزائر، في أبريل/نيسان الماضي، رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، حيث وقع على اتفاق وصفه بـ"التاريخي والنموذجي" يقضي بزيادة إمدادات الجزائر الغازية نحو روما.
ويرتقب أن تصل كميات الغاز الجزائرية المصدرة إلى إيطاليا عبر أنبوب "ترانسميد" إلى نحو 9 مليارات متر مكعب إضافية سنوياً بين عامي 2023 و2024.
وتونس هي ممر استراتيجي لثالث أنبوب غازي جزائري نحو أوروبا وتحديدا إلى إيطاليا وهو أنبوب "ترانسماد"، ويصل طوله إلى نحو 2485 كيلومترا، فيما تقدر قدرة نقله للغاز الطبيعي نحو 33.7 مليار متر مكعب، ويضمن تزويد 3 دول بالغاز الطبيعي وهي تونس وإيطاليا وسلوفينيا.
ومن المرتقب أن توقع الجزائر وروما خلال زيارة تبون على اتفاق لتزويد إيطاليا بالكهرباء، حيث بحث، الثلاثاء، المدير العام لمجمع الكهرباء والغاز الجزائري "سونلغاز" مراد عجال، بالعاصمة الإيطالية روما، مع وزير التحول البيئي الإيطالي روبرتو سينجولاني، تنفيذ مشروع الربط الكهربائي عن طريق الكابلات البحرية بين البلدين.
وكشفت وزارة الطاقة الجزائرية على أن الاجتماع "ركز على إعادة تفعيل مشروع الربط الكهربائي عن طريق الكابلات البحرية بين الجزائر (الشافية) وإيطاليا (سردينيا) بقدرة 1000 إلى 2000 ميجاواط".
ويسعى الجانب الإيطالي إلى إشراك المفوضية الأوربية في تمويل المشروع عبر البنوك الأوروبية.
والأسبوع الماضي، كشف رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي أمام البرلمان بأن الاتفاقية الموقعة في أبريل/نيسان مع الجزائر تتضًمن مشروعا للربط الكهربائي بين البلدين.
وأكد على أن الاتفاق الموقع مع الجزائر ينص على "دعم تطوير الطاقة المتجددة، والتقنيات المبتكرة منخفضة الكربون، ومشاريع نقل الكهرباء".
توافقات سياسية
زيارة الرئيس الجزائري إلى إيطاليا تأتي بالتوازي مع التوجه الإيطالي الجديد تجاه علاقاته بالجزائر، والتي لطالما اعتبرها "شريكاً استراتيجياً لروما"، خصوصا في خضم تداعيات الأزمة الأوكرانية على الاقتصاد العالمي.
غير أن تقارير إعلامية جزائرية، تحدثت أيضا عن السعي الجزائري الحثيث لـ"البحث عن شراكات اقتصادية جديدة" تخدم الاقتصاد الجزائري، والتي تجلت في زيادة الرئيس الجزائري من وتيرة زياراته الخارجية التي قادته إلى دول عربية وتركيا.
ولفتت إلى أن الجزائر تبحث أيضا "عن توافقات سياسية" في عدة ملفات إقليمية أبرزها الأزمة الليبية والوضع بمنطقة الساحل، بالتزامن مع توتر العلاقات مع مدريد وفتورها مع باريس.
وتتقاسم الجزائر وإيطاليا المواقف السياسية ذاتها من الأزمة الليبية، من خلال رفضهما التواجد العسكري الأجنبي بها، والتدخلات الخارجية، وتدعمان إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت، وترى فيها "الحل الوحيد لأزمة" هذا البلد العربي والمتوسطي.