كورونا يحول قرية إيطالية هادئة إلى "منطقة حمراء"
القرية الزراعية الصغيرة ذات الـ1700 نسمة تقع في قلب "المنطقة الحمراء" قرب كودونيو إحدى أبرز بؤر تفشي الفيروس في شمال إيطاليا
تحولت قرية زورليسكو في شمال إيطاليا إلى "منطقة حمراء" بفعل تفشي فيروس "كورونا" الجديد، ولم تسجل القرية أي إصابة بالفيروس، غير أنها باتت منذ أيام تعيش هذا الهاجس.
وتقع هذه القرية الزراعية الصغيرة ذات الـ1700 نسمة، في قلب "المنطقة الحمراء" قرب كودونيو إحدى أبرز بؤر تفشي الفيروس في شمال إيطاليا، أكثر البلدان الأوروبية إصابة بهذا الوباء في أوروبا.
ويمنع عناصر الشرطة أي خروج من القرية ويحذرون الداخلين بالقول: "إن دخلتم فلن تخرجوا من هنا".
ويقول كاهن القرية، دون نونزيو روزي: "في قريتنا الصغيرة كل شيء تغير قبل 3 أيام، الأجواء تبدو أقرب إلى الخيال، لم يكن أحد منا يتصور أن يجد نفسه يوما في الوضع عينه كمدن الصين، كنا نرى ذلك على التلفزيون ونقول هؤلاء المساكين مضطرون لملازمة المنزل".
أما اليوم فقد بات سكان زورليسكو ممنوعين من الخروج، المحلات التجارية والأسواق أغلقت أبوابها، حتى الكنيسة اضطرت للإغلاق وفق دون نونزيو، ففي أنحاء المنطقة الحمراء، يمنع حضور المصلين إلى الكنيسة ووحده الكاهن يقيم الصلاة خلف الأبواب المؤصدة.
في هذه المنطقة التي يقبل سكانها بشدة على ممارسة الشعائر الدينية، يترك الكاهن باب الكنيسة بضع ساعات في الصباح كي يتمكن المصلون من تلاوة "صلاة صغيرة" واحدا تلو الآخر، وهو يرسل أيضا إليهم رسائل تطمين ومقاطع من الإنجيل عبر خدمة "واتساب".
وبعد الإعلان عن وضع 11 منطقة في شمال إيطاليا في الحجر الصحي الأحد، حدثت حالة هلع في زورليسكو التي قام سكانها بـ"غزو المتاجر في كودونيو" القريبة للقرية، وفق الكاهن دون نونزيو، الذي قال: "نستخلص العبر من هذا الوضع، إذ إن الناس يتخذون مبادرات ويظهرون إرادة طيبة حتى اليوم".
ويضيف: "في العادة نعيش ضغوطا نفسية بسبب العمل ونمضي الوقت في التنقل من مكان إلى آخر، أما الآن بحكم الأمر الواقع فباتت العائلات تجتمع وتمضي وقتا طويلا معا. يجري تبادل السلام والسؤال عن الأحوال، ثمة شبكة تضامن تتشكل".
ويقول لويجي مالاباربا المقيم عند مدخل القرية: "سننتهي من هذا الوضع"، غير أن الجميع لا يشاطرون هذه النظرة التفاؤلية في منطقة لومبارديا، حيث يفتك فيروس "كورونا" بالعقول أيضا، ويقول لورنزو المصرفي في منطقة بريشيا: "الأمر جنوني، لا أحاديث بين الناس إلا عن هذا الموضوع".
وتنتشر نظريات المؤامرة حتى بين الناس المثقفين، إذ يرى البعض أن الفيروس انتشر في إيطاليا بسبب الصينيين، فيما يؤكد آخرون أنه "فيما لو كان ماتيو سالفيني، زعيم اليمين المتطرف الإيطالي، في الحكم لما كنا وصلنا إلى هذه الأزمة بحسب المصرفي الذي يخشى "انهيار الاقتصاد فيما المتطرفون يزدادون حضورا".
ومع الهجمة القوية على المتاجر وانتشار الأخبار الكاذبة حتى وجود متطوعين زائفين في فرق الإسعاف يقترحون على السكان المحجور عليهم إجراء فحوص، باتت إيطاليا "على وشك الانهيار العصبي"، وفق هذا المصرفي.