عاصفة اليمين في إيطاليا تحرك "الجدار" بألمانيا
لم تمر ساعات على فوز اليمين المتطرف بانتخابات إيطاليا حتى وصلت رياح العاصفة إلى ألمانيا، ما بين مرحب وقلِق.
وبين قلة مرحبة وأغلبية قلقة، بدأ الحديث في أوساط اليمين التقليدي (يمين الوسط) في ألمانيا عن بناء جدار مع اليمين المتطرف.
وفي هذا الإطار، يحاول الحزب الاجتماعي المسيحي -أحد طرفي الاتحاد المسيحي؛ تكتل المعارضة الرئيسي- رسم خط واضح بين سياسته والفائزة في الانتخابات الإيطالية جيورجيا ميلوني.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة بيلد الألمانية، فإن عددا من أعضاء الهيئة التنفيذية في الحزب الاجتماعي المسيحي تحدثوا معا في اجتماع اليوم، لصالح الإبقاء على مسافة واضحة من ميلوني وحزبها.
في المقابل، حاول مانفريد ويبر، زعيم كتلة الحزب الاجتماعي المسيحي في البرلمان الأوروبي، الدفاع عن الحزب الإيطالي اليميني، لكن قادة الحزب تجاهلوا مساعيه.
بدوره، قال رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي ماركوس سود: "علينا سحب جدار حماية"، في إشارة إلى بناء جدار فاصل في السياسة مع اليمين المتطرف.
قلق
فيما وصف ألكسندر دوبريندت، زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الاجتماعي المسيحي في البرلمان الألماني، نتيجة الانتخابات الإيطالية بأنها "معادية لأوروبا"، معبرا عن قلقه الكبير منها.
وتابع "حزب البديل من أجل ألمانيا (يمين متطرف) وماري لوبان (زعيمة الجبهة الوطنية بفرنسا) يهللان"، مضيفا "ممثلو ما بعد الفاشية لا يمكن ولا يجب أن يكونوا شركاء لنا".
وأظهرت النتائج الأولية تقدم اليمين المتطرف في انتخابات إيطاليا، التي جرت أمس الأحد، بفوز جورجيا ميلوني.
وبهذه النتيجة تتخذ إيطاليا، القوة الاقتصادية الثالثة في الاتحاد الأوروبي وأحد الأعضاء المؤسسين له، منعطفا حادا نحو اليمين، ما يفتح الباب لمرأة -أبدت إعجابها بالزعيم الفاشي بينيتو موسوليني- لتكون أول رئيسة للوزراء في تاريخ هذا البلد.
ومن المقرر أن تبدأ ميلوني بتشكيل حكومة ائتلافية يغلب عليها الساسة اليمينيون، لتكون الأكثر تطرفا في تاريخ البلاد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
كما سيؤدي وصولها للسلطة إلى إغلاق حدود إيطاليا، البلد الذي يصل إلى سواحله عشرات آلاف المهاجرين سنويا، الأمر الذي يثير مخاوف المنظمات غير الحكومية التي تعمل على إغاثة مهاجرين سرا يعبرون البحر.
aXA6IDMuMTQ3LjEzLjIyMCA= جزيرة ام اند امز