بعد رفع العزل.. الإيطاليون يتذوقون طعم الحرية
ردود فعل الإيطاليين على قرار إنهاء الحظر تتباين ما بين خشية البعض من حدوث موجة تفشي جديدة، وبين سعادة الكثيرين لعودة الحياة لطبيعتها.
بعد حوالي شهرين من الإغلاق الكامل للبلاد، بدأت إيطاليا، الإثنين، عملية رفع تدريجي للعزل الذاتي، والذي تم تطبيقه ضمن التدابير التي فرضت على البلاد للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
عاد 4.4 مليون شخص إلى العمل ولتناول القهوة الصباحية في الهواء الطلق وهم يرتدون الأقنعة والقفازات الواقية، ويمارسون الجري في الحدائق العامة، وكلها أنشطة يعود إليها الإيطاليون في ظل تنفيذ المرحلة الثانية من مواجهة الفيروس التاجي، والتي تعني التعايش مع الوباء أو الكابوس، حسب وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" وموقع "firenzepost".
واختلفت ردود فعل الإيطاليين على قرار إنهاء الحظر، ما بين خشية البعض من حدوث موجة تفشي جديدة، وبين سعادة الكثيرين لعودة الحياة لطبيعتها مرة أخرى بعد الإغلاق التام.
وشهدت شوارع إيطاليا صباح الإثنين عدداً كبيراً من السيارات، والحافلات، والدراجات النارية، والمارة، ولكن حركة المرور كانت لا تزال أخف بشكل ملحوظ مما كانت عليه قبل تفشي الفيروس التاجي في فبراير/شباط الماضي، وقبل الإغلاق.
فعلى سبيل المثال في مدينة ميلانو بشمالي البلاد، اتسمت الحافلات بالركاب القليلين دون اصطفاف أو زحام كعادة مدينة الموضة.
وفي تمام الساعة السابعة والنصف مساء في محطة بياتسالى نيجرا على مشارف ميلانو، يقف شخصان في انتظار حافلة رقم 90، وهي واحدة من أكثر الحافلات ازدحاماً في المدينة، أحدهما يجلس على المقاعد المخصصة للركاب والآخر يقف على مسافة آمنة منه، بينما احتشد الركاب في محطة قطار ميلانو كادورنا.وفي محطة ميلانو المركزية اصطف نحو 100 شخص في انتظار وصول أول قطار من القطارات الـ3 التي تربط المدينة بروما وتنتهي في نابولي، وتميز الصف بالنظام والتزام الركاب بالمسافة الآمنة من التباعد، وكان الجميع في في انتظار فحص رجال الأمن للشهادات الذاتية الخاصة بالمسافرين، وأيضاً لقياس درجات الحرارة.
هذا بالإضافة إلى وجود موظف يحث الركاب على الحفاظ على المسافة الاجتماعية باستخدام مكبر الصوت.
ولتسهيل العبور الصحيح للأشخاص، تم إنشاء ممرات خاصة عند بوابات المترو لفصل أولئك الذين يدخلون ويغادرون.
ويبدو أن الإيطاليين كانوا في انتظار رفع الحظر بفارغ الصبر للعودة للاصطفاف أمام مقاهي ميلانو لشراء أو تناول قهوتهم الصباحية، إذ وقف الزبائن يحتسونها على الرصيف في الهواء الطلق، وهو المشروب الذي أشعرهم بعودة الحياة لطبيعتها مرة أخرى.
أما معظم المارة في الشارع، فيرتدون الأقنعة الواقية، كما بدأ العداؤون ومربو الكلاب في الظهور والانتشار في حديقة فالينتينو العامة الشهيرة.
وعادت فلورنسا إلى الحياة بعد الإغلاق دون مواقف فوضوية أو تجمعات، فقط زيادة في عدد ركاب القطارات عن أيام العزل السابقة.
ورغم رفع الحكومة الإيطالية للعزل الذاتي على أقاليمها الـ20 بعد حوالي شهرين، فإن المطاعم والمقاهي مسموح لها فقط بتقديم الوجبات السريعة والتوصيل للمنازل، بينما ستظل المدارس ودور السينما والمسارح مغلقة، ولا تزال السلطات حذرة، إذ لا تزال تدابير التباعد الاجتماعي قائمة.