"فينيسيا السينمائي" يكرم رمز مكافحة كورونا في إيطاليا
الممرضة المكرمة أليسيا بوناري كانت أول من التقط صورة "سيلفي" والكدمات على وجهها، بعد نوبة عمل شاقة في بداية فترة طوارئ كورونا بإيطاليا
في سابقة من نوعها، كرم مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ77، أليسيا بوناري، الممرضة الإيطالية التي كانت من أبطال الصفوف الأولى الذين حاربوا فيروس كورونا المستجد بمستشفى ميلانو في أحلك فترات انتشار الوباء في إيطاليا، بمنحها جائزة "شخصية العام".
بصورة على "أنستقرام" ووجه مليء بكدمات وعلامات كالحروق على وجهها من أثر الكمامة الواقية ومعدات الحماية الصحية بعد نوبة عمل طويلة وصعبة وشاقة للغاية في المستشفى حيث تحارب الفيروس التاجي، حشدت بوناري صاحبة الـ23 عاما، من مقاطعة جروسيتو بإقليم توسكانا، دعم ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم، واحتفلت بها الصحف والمجلات، حتى أصبحت رمزا لمكافحة كورونا في إيطاليا، وفقا لصحيفة "leggo" الإيطالية.
كان 9 مارس/ آذار 2020، أحد أحلك الأيام بالنسبة لإيطاليا، إذ كان الإغلاق قد بدأ للتو، وكانت وحدات العناية المركزة ممتلئة بمرضى الفيروس التاجي، بينما كانت بوناري، الممرضة في مستشفى ميلانو، من بين أول من التقط صورة سيلفي أمام المرآة وعلامات التعب والإرهاق والندبات على وجهها.
وبعد 6 أشهر، أطلت بوناري الجمعة على السجادة الحمراء لمهرجان البندقية السينمائي الدولي الذي تستضيفه مدينة فينيسيا بشمالي البلاد في ثالث أيامه بفستان أسود طويل ولامع، مكشوف الأكتاف وحقيبة صغيرة الحجم أنيقة ومكياج رقيق للغاية وتصفيفة شعر منسدلة على الجنب.
كانت الممرضة البطلة من بين ضيوف الدورة الـ77، الذين تمت دعوتهم بل ومن أهم المكرمين بها، إذ مُنحت جائزة خاصة نظمتها تيزيانا روكا، إحدى المسؤولات بالمهرجان.
وتعليقا على تكريمها في المهرجان، كتبت بوناري على أنستقرام: "شكرا فينيسيا على كل المودة التي تلقيتها، ولكن قبل كل شيء شكرا لإيطاليا".
أمضت بوناري 48 ساعة فقط في البندقية، قائلة: "أنا سعيدة لتمثيل فئتي من الممرضين والأطباء هنا، كان الأمر كالحلم، وغدا سأعود إلى ميلانو، إلى العمل".
كانت بوناري التي تخرجت في عام 2018 في جامعة سيينا علقت على صورتها "السيلفي" التي نشرتها بملابس طوارئ الفيروس التاجي في شهر مارس/ آذار الماضي قائلة: "أنا ممرضة وأواجه الآن حالة الطوارئ الصحية هذه، وأنا أيضا خائفة، أخشى الذهاب إلى العمل، أخشى ألا يلتصق القناع الواقي بشكل جيد على وجهي، أو قد أكون لامست عن طريق الخطأ قفازات متسخة، أو ربما لا تغطي العدسات الواقية عيني تماما".
وأضافت: "أنا متعبة جسديا لأن الملابس الواقية تؤلمني، فالثوب يجعلك تتعرق وبمجرد أن أرتدي ملابس الوقاية الصحية لا يمكنني الذهاب إلى الحمام أو الشرب لمدة 6 ساعات، أنا متعبة نفسيا ومثلي جميع زملائي الذين كانوا في نفس حالتي منذ أسابيع، لكن هذا لن يمنعنا من القيام بعملنا كما فعلنا دائما، سأستمر في علاج مرضاي والعناية بهم، لأني فخورة وأحب عملي".
وفي نهاية كلامها ناشدت المواطنين قائلة: "يجب أن أذهب إلى العمل وأقوم بدوري، قوموا أنتم بدوركم أيضا، من فضلكم".
بدأت الأربعاء فعاليات الدورة الـ77 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، الذى يعتبر أول مهرجان سينمائي كبير يقام منذ بدء أزمة تفشي فيروس كورونا، إذ ظهرت على السجادة الحمراء الممثلة العالمية كيت بلانشيت رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، المناسبة السنوية التي تستمر رسميا من 2 حتى 12 سبتمبر/أيلول الجارى.
ويضم المهرجان هذا العام 63 فيلما، بينها 18 فيلما تتنافس على جائزة الأسد الذهبي، بجانب 21 فيلما سوف تعرض خارج المسابقة و19 فيلما في قسم آفاق.